– باريس – من أحمد كيلاني – في مقال تحت عنوان “من يخلف أنجيلا ميركل”، قالت صحيفة “لوفيغارو”، إن ميركل تركت زعامة حزب “الاتحاد المسيحي الديمقراطي” الذي ترأسته لمدة 18 عاماً، وتم إطلاق المعركة لخلافتها.
وأوضحت الصحيفة أن العديد من المرشحين أعلنوا عن أنفسهم لخلافة ميركل، لكنهم ليس لديهم فرصة ليتم انتخابهم، أما الآخرين مثل رئيس مجموعة حزب “الاتحاد المسيحي الديمقراطي” السابق فريدريك ميرز، الذي رفضته ميركل في عام 2002، فيبدو أنهم مدفوعون فقط بالرغبة في الانتقام، مشيرة إلى أنه في الوقت الحالي تستطيع 3 شخصيات من أصحاب الوزن الثقيل خوض المعركة.
ولفتت “لوفيغارو” إلى أن أنغريت كرامب كارنبوير كانت أول مرشحة لمنصب رئيس حزب “الاتحاد المسيحي الديمقراطي” بعد إعلان انسحاب ميركل المرتقب، حيث شغلت في سن 56 منصب الأمين العام لحزب “الاتحاد المسيحي الديمقراطي”، وقد عينتها المستشارة للتحضير لخلافتها، مشيرة إلى أن الوزيرة السابقة التي تخلت عن وظائفها الإقليمية للاستثمار في الحزب هي قريبة من ميركل وتشاركها في خطها المعتدل، وكانت تلقب بميركل الصغيرة.
وأضافت الصحيفة أنه لاستعادة ثقة النشطاء المحافظين، بدأت كارنبوير جولة في الاتحادات المحلية حيث أعربت عن فروق حول سياسة المستشارة، لا سيما في قضايا المجتمع، ولكنها تفتقر إلى الخبرة.
وقالت “لوفيغارو” إن وزير الصحة جينس سبان لم ينتظر سوى دقائق معدودة ليعلن عن نفسه مرشحاً لرئاسة حزب “الاتحاد المسيحي الديمقراطي” في سن 38، ويجسد سبان كل من الجيل الجديد من الحزب المحافظ وجناحه اليميني، مضيفة أنه بالنسبة لسبان فقد انحرف حزب “الاتحاد المسيحي الديمقراطي” أكثر من اللازم باتجاه المركز، ويعتبر سبان المعارض الداخلي الأول لخط لميركل حيث كان يعارضها بشدة منذ 2015.
وأوضحت الصحيفة أن سبان يرى ضرورة التحول باتجاه طرح الأسئلة المتعلقة بقضايا الهجرة والهوية، وقد نصح حزبه بالاستماع إلى شكوك ومخاوف الناخبين.
وأشارت “لوفيغارو” إلى أن سبان دافع عن فكرة تشديد سياسة استقبال اللاجئين، على سبيل المثال عن طريق اقتراح إنهاء الحق في الجنسية المزدوجة، وبعد الانتخابات الفيدرالية فرض نفسه تقريباً في تشكيل الحكومة ولم تتمكن المستشارة ان تمنعه من تحقيق ذلك، موضحة أنه يجب على سبان أن يعيد تركيزه إذا كان يريد الفوز بانتخابات الحزب، لافتة إلى أن انتخاب سبان سيضعف أكثر السلطة المتبقية لميركل.
وقالت الصحيفة إن الوزير ارمين لاشيت رئيس ويستفاليا استغرق بعض الوقت للتفكير، مما أثار دهشة أعضاء حزب “الاتحاد المسيحي الديمقراطي”، حيث كانوا يتوقعون رؤية ترشح لاشيت على الفور مثل منافسيه، لكن هذا الممثل الإقليمي المنتخب البالغ من العمر 57 عاماً، والمقرب من ميركل يريد أن يكون حذراً.
وأوضحت “لوفيغارو” أن لاشيت كان سعيداً في يونيو 2017 لرئاسة ويستفاليا التي كانت تحت سيطرة الحزب “الديمقراطي الاجتماعي”، مشيرة إلى أن دعمه لسياسة اللجوء التي وضعتها ميركل، والتي يتحدى فيها الناخبون الأكثر محافظة، قد يخيب آمال أولئك الأشخاص الذين يطلبون التغيير باتجاه اليمين والتشدد، لافتة إلى أن عليه تحمل المخاطر ضد المنافسين الذي ينظمون أنفسهم دون انتظار.