صحف

صحيفة “لوفيغارو”: واشنطن تريد انهاء الصراع في اليمن

أحمد كيلاني

ـ باريس ـ من أحمد كيلاني ـ قالت صحيفة “لوفيغارو” إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو دعا التحالف الذي تقوده السعودية ليل الثلاثاء إلى وقف قصف المناطق المأهولة في اليمن، وفي نفس الوقت طالب المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران بعدم إطلاق الصواريخ ضد السعودية والإمارات العربية المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن بومبيو قوله في بيان “حان الوقت لوضع حد لإنهاء الأعمال القتالية”، مشيرة إلى أنها المرة الأولى منذ ثلاث سنوات ونصف من الصراع الذي تخطر فيها واشنطن الرياض وأبو ظبي بذلك الموضوع.
وأضافت “لوفيغارو” أن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس مارس الضغوط الأمريكية أيضاً، حيث دعا المتحاربين إلى الدخول في محادثات سلام في غضون شهر، وقال ماتيس خلال مؤتمر صحفي في واشنطن “نريد أن نرى الجميع حول طاولة المفاوضات على أساس وقف إطلاق النار، نحن بحاجة للقيام بذلك في موعد أقصاه 30 يوم وأعتقد أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على استعداد لذلك”.
وأوضحت الصحيفة أنه من واشنطن إلى لندن عبر باريس، فان الحرب التي تشنها السعودية والإمارات والمدعومة عسكرياً من قبل الغربيين، لا تحظى بشعبية في اليمن، حيث يقتل مدني كل ثلاث ساعات.
وأشارت “لوفيغارو” إلى أنه منذ قصف الرياض وأبو ظبي مواقع للحوثيين، يرد الحوثيون بإطلاق صواريخ على أراضي أعدائهم، وقد قتل أكثر من 10000 شخص في الصراع، لافتة إلى أن البلد تمزق وقسم إلى كيانين بينما المجاعة تهدده والبنية التحتية في حالة يرثى لها.
ونقلت الصحيفة أيضاً عن وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي قولها ان “هذا الوضع العسكري في طريق مسدود .. ويجب أن تتوقف الحرب”.
وأضافت “لوفيغارو” أنه خلال 40 أشهراً لم يتحرك الخط الأمامي للمعارك كثيراً، فقد سيطر الائتلاف السعودي الإماراتي على عدن قبل ثلاث سنوات، لكن منذ ذلك الحين كانت الحكومة الشرعية غائبة، إذ تم تقنين الكهرباء بينما الوقود مفقود، مشيرة إلى أنه في الجنوب أيضاً هناك حرب أو شبه حرب بين الحلفاء داخل الائتلاف.
وقالت الصحيفة إنه بدعم من الإمارات يظهر الجنوبيون بوضوح طموحاتهم الانفصالية، حيث قال أحمد بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يزور باريس “نريد جنوب اليمن منفصلاً عن الشمال”، مضيفاً “نحن نتعرض لضغوط من الأمريكيين لوقف الحرب”.
وأوضحت “لوفيغارو” أن الحوثيين في الشمال الذين أضعفتهم خسارة حليفهم “مؤيدو الرئيس السابق علي عبد الله صالح” هم في موقف دفاعي لكنهم ما زالوا يقاومون حول ميناء الحديدة على البحر الأحمر حيث المعركة الرئيسية في الصراع مستمرة منذ أربعة أشهر.
ولفتت الصحيفة إلى ان الإماراتيين يعترفون بتعرضهم لضغوط من قبل الأمريكيين والأوروبيين الذين يحذرون من خطر وقوع إصابات بين المدنيين في حالة وقوع هجوم ضد مدينة الحديدة خاصة وأن الحوثيين وضعوا ألغاماً لا حصر لها في كل مكان.
وأكدت “لوفيغارو” أن هذا التشدد في النبرة الأمريكية حيال الأوضاع في اليمن جاء نتيجة التطورات المتلاحقة في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، مضيفة أن الحملة تم تنسيقها بين الحلفاء الغربيين، وأن هذه الحرب تزعج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقالت الصحيفة إن فرنسا استعادت رهينة يحتجزها الحوثيون للتو، وتبيع الأسلحة للسعوديين، وتقدم صور الأقمار الصناعية إلى الرياض، بينما القوات الخاصة الفرنسية منتشرة إلى جانب القوات الإماراتية حسبما أكد أحمد بن بريك الذي قال رأيت بعض هذه القوات في عدن.
وأشارت “لوفيغارو” إلى أنه في انتظار وقف إطلاق حقيقي للنار سيكون هناك حاجة لمزيد من الضغط لجعل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يقتنع بإيقاف الحرب التي قرر خوضها ضد جارته وأصبحت مثل فيتنام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق