روما تغازل تونس بشأن ليبيا

– تونس – من سناء محيمدي – مع قرب مؤتمر باليرمو، كثفت الحكومة الايطالية من تحركاتها، مؤخرا، لحشد دولي واسع وضمان حضور جميع الاطراف المرتبطة بالازمة الليبية، وزيارة رئيس كونتي جوزيبي الى تونس تاتي في اطار البحث عن دعم تونسي لاجندة ايطالية المتعلقة بحل ازمة ليبيا.

وخلال زيارته الرسمية الى تونس، وجه كونتي دعوة للرئيس التونسي الباجي القائد السبسي للمشاركة في المؤتمر الدولي حول ليبيا، والذي سيعقد بمدينة باليرمو الإيطالية يومي 12 و13 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، مشيدا بـ”الدور الدؤوب الذي تضطلع به تونس في إيجاد تسوية للملف الليبي.

دعم تونسي لاجندة الإليزيه

وسبق لتونس ان عبرت عن موقفها بدعم الخطة الفرنسية باجراء انتخابات ليبية، ودعمت تونس فرنسا كثيرا عند اعلان المشروع، وهو ما لاقي رفضا ايطاليا.

وكانت أطراف الأزمة الليبية المجتمعة في باريس اواخر شهر مايو/ ايار الماضي اتفقت على تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية في أقرب وقت ممكن، والمفضل نهاية العام، مع الالتزام بتهيئة الأجواء لتكون نزيهة.

وكانت مجموعة الازمات الدولية برعاية الامم المتحدة اعلنت ان إجراء انتخابات هذا العام أمر غير واقعي من وجهة نظر تقنية، واقترحت أن يصدر عن مؤتمر باريس إعلان مفتوح خال من التعهدات الخطية، محذرة من أن أي خيار آخر من شأنه أن يزيد من التوترات السياسية في البلاد.

ورد السبسي على ضيفه الايطالي بقوله ان تحقيق الاستقرار في ليبيا يعد عاملا حيويا لضمان أمن واستقرار منطقة شمال أفريقيا والبحر المتوسط،  وان “تونس لا تدخر جهدا من أجل حث الأشقاء الليبيين على مواصلة الحوار وتوفير الأسباب التي تساهم في إيجاد تسوية سياسية شاملة ودائمة تضمن وحدة ليبيا واستقرارها”.

وطالما اكدت السلطات التونسية على دعم الحل الليبي- الليبي من الداخل، وان عملية تعطيل هذا الملف اساسها الخلافات بين الدول التي تتنازع على مصالحها في المنطقة.

مصالح اوروبية في ليبيا

واكد الكاتب والباحث السياسي الليبي عز الدين عقيل في تصريح لـ”” انه من المعروف ان ايطاليا تسعى لحشد اكبر عدد ممكن من القادة والشخصيات المؤثرة في الملف الليبي لانجاح مؤتمر باليرمو، وزيارة كونتي الى تونس تاتي في محاولة لاستمالة السبسي لدعم اجنداتها.

ويضيف الباحث السياسي ان ايطاليا اوجدت هذا المؤتمر في خضم نزاعها مع باريس حول ليبيا، مشددا على ان اي خطة سياسية تصمم وتبنى على صراع مع طرف اخر، فان مصيرها سيكون الفشل حتما، على حد قوله.

ولفت عقيل الى ان “الإليزيه” سيرد الكيد كيدين الى روما من اجل افشال المؤتمر، لانه بنجاح الخطة الايطالية هو طلقة موت لاعلان باريس بشان ليبيا.

وووفقا للكاتب الليبي، فان روما وباريس ابعدا من ايجاد حل لليبيا، نظرا لمصالحهما في الداخل الليبي وان كل طرف منهما يختفي في ظل جماعة مسلحة في ليبيا.

نزع السلاح

ويرى عز الدين العقيل ان الحل الفعلي في ليبيا هو نزع السلاح، ولنزع السلاح لا بد المرور الى مجلس الامن والاتفاق مع امراء الحرب الليبية، الى جانب تدخل الامم المتحدة عبر قوات حفظ السلام، فالمشكلة الليبية لا تقتصر على الاسماء والشخصيات لان البلاد فعلا مقسمة الى دويلات حرب، واي محاولة تتجاوز بحث عن حل ليبي خارج اطار نزع السلاح هي مجرد حرث في البحر.

المقترح الايطالي

وكانت مصادر دبلوماسية ليبية كشفت عن ملامح المقترح الايطالي والذي تضمن مناقشة الجانبين الأمني والسياسي للأزمة الليبية في اليوم الأول من المؤتمر، في جلسة سيشارك فيها المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، وذلك للتوصل إلى توافقٍ بشأن توسيع دائرة بند الترتيبات الأمنية، ابتداء من وقف اطلاق النار في مجمل البلاد، بالتزامن مع دعم حوارات الضباط الليبيين بشأن التوافق على صيغة لتوحيد المؤسسة العسكرية.

أما الجانب السياسي، فسيضمن تباحث القادة الليبيين الأربعة مقترحا ايطاليا يقضي بالإبقاء على حكومة الوفاق كحكومة وحدة وطنية، وتجميد أعمال حكومة البيضاء المنبثقة عن مجلس النواب، وأعمال إدارات موازية للمصرف الليبي المركزي ومؤسسة النفط الليبية، في خطوة باتجاه توحيد مؤسسات السيادة بليبيا.