– تونس – من سناء محيمدي – طالب البرلماني التونسي فيصل التبيني، الخارجية التونسية بفتح تحقيق بشان منح قطعة ارض للسفارة الامريكية كتعويض للسفارة عما حقها من أضرار في 14 سبتمر/ايلول عام 2012 إثر هجوم متشددين دينيا ينتمون لتنظيم أنصار الشريعة الذي صنفته الحكومة كمنظمة إرهابية بعد أقل من سنة عن تاريخ الهجوم.
ويوضح النائب التونسي في حديث مع دوافع مطالبه بفتح تحقيق حول منح قطعة ارض تقوم عليها المدرسة التعاونية الامريكية تتجاوز مساحتها 2200 متر مربع كتعويض للسفارة، وذلك خلال الجلسة العامة لمساءلة وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، والذي تغيب عن المساءلة.
ويشير التبيني الى ان طلبه بفتح التحقيق جاء بناء على ادلة ومعطيات تفيد بان الاستحواذ على الارض هي حلم امريكي قديم، يعود الى زمن حكم الرئيس الاسبق زين العابدين بن علي حيث تدخلت عديد الشخصيات السياسية انذاك، لدفع هذا الملف لصالح الامريكيين، بيد ان بن علي حسم المسالة بالرفض.
ولفت ايضا الى مراسلته لعدة جهات رسمية حول المسالة، كرئاسة الحكومة ووزارة املاك الدولة التونسية، ووزارة المالية، ووزارة الشؤون المحلية..لكن الاجابات بقيت معلقة.
واضاف النائب انه بحسب محضر اتفاق مبرم بين الجانب الامريكي والتونسي في 15 مايو/ ايار عام 2015 فان خسائر الاعتداء تقدر ب18 الف دولار، وان تقديم قطعة ارض كتعويض يتجاوز اضعاف القيمة الفعلية، على حد تعبيره.
واعتبر ايضا ان المعطيات تثبت بان العملية مدبرة، وان السفارة كانت تطالب بهذه الارض منذ زمن طويل، لاهميتها الاستراتيجية وهي قطعة ارض متاخمة لمقر السفارة الامريكية والتي تمتد على 8 هكتارات ووقع تأجيرها بعقد ايجار تنتهي مدته سنة 2025، ومن بين بنوده فصلا يخول للدولة التونسية رفض التجديد.
ويرى النائب ان محتجين هم من استهدفوا السفارة الامريكية، لكن الدولة هي من تدفع ثمنا باهظا يرتبط مباشرة بالسيادة الوطنية، وفق تعبيره.
الموقف الرسمي التونسي، يرتكز على العرف الدبلوماسي لتبرير تقديم قطعة ارض كتعويض لفائدة السفارة الامريكية، وكان وزير الشؤون الخارجية التونسي قد تحدث سابقا عن اتفاق تونس وواشنطن حول تقديم قطعة ارض بقوله انه اتفاق عادي ولا يستحق هذا الجدل وأن الحكومة إرتأت أن تقدم قطعة ارض قيمتها 12 مليون دينار كتعويض للسفارة الامريكية عن خسائر قدرت بـ36 مليون دينار، واعتبره مكسبا لتونس التي تعيش في وضع اقتصادي صعب.
وتعود أحداث السفارة إلى 14 مارس/آذار عام 2012 حين هاجم متظاهرون مقر سفارة الولايات المتحدة بتونس وقاموا بتخريب منشآت خاصة بها إلى جانب اقتحام مقر المدرسة الأمريكية القريبة من السفارة ما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بالسفارة.
واحتج المئات من المتظاهرين التونسيين أمام السفارة الأمريكية على فيلم أمريكي مسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، قبل أن تتحول الاحتجاجات إلى أعمال عنف واقتحام السفارة.