السلايدر الرئيسيتحقيقات
مجلس النواب المصري يعيد فتح ملف نهب أموال المتبرعين لمستشفى اطفال “57357”
شوقي عصام
– القاهرة – من شوقي عصام – فتح من جديد ملف فساد مستشفى “57357”، الصرح المصري العالمي، المتخصص في علاج سرطان الأطفال بالمجان، الذي تحوم حوله قضايا فساد بمستندات، انفجرت الصيف الماضي، وتحول بعض أركانها باتهامات لمسؤولين فيها، وضعت أمام النيابة العامة وهيئة الرقابة الإدارية، ولكن مع مرور الوقت، دون الوصول إلى حسم لصحة قضايا الاتهامات من عدمها، لمعاقبة المسؤولين عنها، تم فتح الملف في مجلس النواب، من خلال سؤال تقدمت به النائبة أنيسة حسونة، بشأن تأخر اللجنة المشكلة من قبل وزارة التضامن الاجتماعي، في بحث ما أثير بشأن وجود مخالفات مالية وإدارية بمؤسسة 57357، وذلك منذ أكثر من سنة ونصف السنة، إلى الآن، على حد قولها.
وأوضحت “حسونة”، أنه انتشرت مؤخراً من خلال وسائل الإعلام، وجود بعض المخالفات المالية والإدارية، التي تتم بداخل مؤسسة مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال، وتتلخص تلك المخالفات، على سبيل المثال لا الحصر، في مخالفة مجلس أمناء المؤسسة لأوجه الإنفاق الصحيحة من أموال التبرعات والهبات، التي تتلقاها المؤسسة، الأمر الذي أحدث ضجة وصدى واسعاً في الشارع المصري في الأيام القليلة الماضية، متسائلة:” لماذا لا نعلم مصير هذه اللجنة إلى الآن، وما أسفرت عنه التحقيقات، وما انتهت إليه اللجنة، ولماذا لم يتم تجميد أعمال مجلس الإدارة واللجنة التنفيذية، لحين الانتهاء من التحقيقات لمنع تدخلهم أو إتاحة الفرصة للتلاعب؟!
وطالبت “حسونة”، بضرورة انتهاء اللجنة من عملها، الذي تجاوز السنة ونصف السنة، وعرض نتائج التحقيق فوراً وإحالة المخالفين إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيق، ومنع صرف أموال المتبرعين في غير موضعها الرئيسي، وهو علاج الأطفال، مشددة في بيان، على أهمية هذا الموضوع، خصوصاً أنه يخص إحدي المؤسسات الخيرية الكبرى، التي يتبرع لها المصريون، لذلك يجب حسم الموضوع بوضوح، وعدم تركه معلقاً إذا كانت الاتهامات غير صحيحة.
وقد فجّر الكاتب المصري والسيناريست، وحيد حامد قضايا الفساد المالي بالمستشفى، بوثائق حول استغلال إدارة المستشفى لأموال التبرعات، وأن أقل من 20% من هذه الأموال تذهب لعلاج الأطفال، وأنه غير معروف أوجه صرف بقية الأموال، متهماً الإدارة بالتلاعب في هذه الأموال، في ظل حملات إعلامية تحمي مصالحهم، وأيضاً أعمال درامية، لم تخدم رسالة المستشفى، حيث إن المستشفى أنفق على مسلسل لم يعلم الرأي العام عنه شيئاً، ما يصل إلى 46 مليون جنيه.
الفساد ليس مالياً فقط، بل صاحبته وقائع تتعلق بتحويل الأطفال المصابين بالسرطان، إلى فئران تجارب، باستغلال إدارة المستشفى لحالتهم المرضية المؤلمة، وظروف الفقر التي دفعت ذويهم لإلحاق أطفالهم للعلاج بالمستشفى، عن طريق مذكرة تقدمت بها النائبة فايقة فهيم إلى هيئة مكتب مجلس النواب، منذ أشهر، عن قيام إدارة المستشفى بإجراء 9 تجارب طبية موثقة على 817 طفلاً مريضاً، أعمارهم تتراوح بين سنة واحدة وأقل من 18 عاماً، في الأبحاث والتجارب العلمية.
التجربة الأولى كانت على 95 طفلاً من عمر 5 سنوات على دواء زيلدرونيك أسيد لشركة “نوفارتيس”، من خلال أطفال مصابين باللوكيميا الليمفاوية الحادة وهشاشة العظام، مع العلم أن زوميتا غير مسموح به للأطفال، ولم يجرب عليهم قبل ذلك عالميا،ً وغير معلومة عواقبه، أما التجربة الطبية الثانية فكانت بخصوص طرق وكمية ومدة التعرض للعلاج الإشعاعي بالمخالفة للبروتوكولات المعتمدة، وذلك على الأطفال المصابين بسرطان جذع المخ، وتمت التجربة على عدد 64 طفلاً أعمارهم من ثلاث سنوات، وهي تجربة سريرية تداخلية، بينما هدف التجربة الثالثة، مقارنة العلاجات الإشعاعية بالمخالفة للبروتوكولات المعتمدة على الأطفال المصابين بسرطان جذع المخ على عدد 119 طفلاً من عمر سنتين، والتجربة الرابعة، تمت على الأطفال من عمر سنة، وعلى عدد 200 طفل، بعنوان الوقاية من السمية القلبية، الناجمة عن العلاج الكيميائي في الأطفال المصابين بأورام العظام واللوكيميا، عن طريق استخدام دواء كابوتن، وتم تقسيم الأطفال إلى مجموعتين، مجموعة تناولت الدواء ومجموعة لم تتناوله، للمقارنة بينهما.
التجربة الخامسة كانت بتقسيم عدد 120 طفلاً مصابين باللوكيميا، سرطان الدم، من عمر سنتين إلى مجموعتين، مجموعة تتناول مستحضراً غذائياً لشركة “فورتيني- إم إف” عدد عبوتين 400 ملي، يومياً لمدة ستة أسابيع، والمجموعة الأخرى تتناول التغذية المعتادة، ثم المقارنة، والتجربة السادسة هى تجربة طبية سريرية، لمقارنة تمارين الأيروبكس، مقابل تمارين القوة على القدرة الوظيفية للأطفال المصابين بسرطان الدم، على عدد 75 طفلاً مصابين بسرطان الدم بتقسيمهم لثلاث مجموعات، المجموعة الأولى بدون أي فعل، والثانية تتعرض لتمارين الأيروبكس، والثالثة تتعرض لتمارين القوة، ثم المقارنة بينهم.
أما التجربة السابعة، تم سحبها والتراجع عنها بحسب المذكرة، وكانت تهدف إلى التجربة الطبية على الأطفال المصابين بسرطان العظام، والذين سيخضعون لجراحة استئصال جزء من عظام الفخذ والحوض، وذلك بتقسيمهم إلى مجموعتين، الأولى بتخدير للعمود الفقري، والأخرى بتخدير كامل، للمقارنة بين كمية النزيف في الحالتين، والتجربة الثامنة، كانت تهدف إلى التجربة الطبية على نوع نادر من سرطان العظام لدى الأطفال، وهو ورم “يوينغ”، النادر، الذي توجد فيه الخلايا السرطانية في العظام، أو في الأنسجة الرخوة، مثل الحوض وعظم الفخذ.