تحقيقات
التصعيد الاسرائيلي في غزة: ما الذي يجب أن نعرفه
– تتبادل القوات الاسرائيلية والمقاتلون الفلسطينيون في قطاع غزة المحاصر إطلاق النار في أسوأ تصعيد عسكري منذ حرب 2014. فيما يلي وصف للوضع الحالي:
كيف بدأت جولة التصعيد هذه؟
بدأت جولة التصعيد الجديدة يوم الاحد عندما تم الكشف عن قوات اسرائيلية خاصة توغلت داخل قطاع غزة. وفي اشتباك نجم عن ذلك قتل ضابط اسرائيليي واستشهاد سبعة فلسطينيين بينهم قيادي في كتائب عز الدين القسام، ما دفع بحركة حماس الى التوعد بالانتقام.
وقالت اسرائيل أن العملية السرية كانت عملية جمع استخبارات.
وأثار توقيت هذه العملية التساؤلات خاصة بعد تحقيق تقدم في الأسابيع الأخيرة لإنهاء أشهر من التوترات على طول الحدود بين غزة واسرائيل، ولكن الجيش الاسرائيلي قال أنها ضرورية للدفاع عن البلاد.
ورد المقاتلون الفلسطينيون بإطلاق النيران الكثيفة على جنوب اسرائيل، حيث أطلقوا نحو 400 قذيفة هاون وصاروخ أدت إلى إصابة 27 شخصا واستشهاد شخص تبين أنه فلسطيني يعيش في جنوب اسرائيل.
كما أصاب صاروخ مضاد للدبابات حافلة قالت حماس إن الجنود الاسرائيليين يستخدمونها. وأصيب جندي بجروح خطيرة.
وردت اسرائيل بشن غارات واسعة ضد أهداف لحماس وحركة الجهاد الإسلامي أدت إلى استشهاد سبعة فلسطينيين و25 جريحا.
وقالت إسرائيل أنها ضربت نحو 150 هدفا في القطاع من بينها مبنى تلفزيون الاقصى ومبنى للأمن الداخلي في مدينة غزة.
الجهود لمنع التصعيد؟
قال مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف أنه يعمل مع مصر “لإبعاد غزة عن حافة الهاوية” داعيا الجانبين إلى ضبط النفس.
ولم يؤكد مسؤولون اسرائيليون التقارير عن محادثات لوقف إطلاق النار، بينما اجتمع أعضاء الحكومة الأمنية – الجهاز المخول بإعلان الحرب – في تل أبيب.
ولا يبدو أن أياً من الجانبين يرغب في حرب أخرى، ولكن العنف يمكن أن يخرج عن السيطرة.
صرح جوناثان كونريكوس المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أن الجيش “لديه المعلومات الاستخباراتية والقدرات لضرب عدد واسع من الأهداف العسكرية التابعة لحماس”.
وحذر الجناح العسكري لحماس بأنه سيوسع أهدافه في حال استمرت الغارات الاسرائيلية.
ويقدر الجيش الإسرائيلي وجود 20 ألف مقذوفة في غزة يمكن إطلاقها.
أشهر من الاضطرابات
تأتي الجولة الأخيرة من العنف بعد أشهر من الاضطرابات الدموية على طول الحدود بين غزة واسرائيل، إلا أنه تم خلال الأسابيع الأخيرة تحقيق تقدم لاستعادة الهدوء.
وسمحت اسرائيل لقطر بإدخال 15 مليون دولار إلى غزة لدفع الرواتب، كما سمحت بدخول الوقود لتخفيف ساعات تقنين الكهرباء في إطار تفاهمات تهدف إلى تهدئة الحدود التي ينظم فيها المحتجون احتجاجات تسببت في اشتباكات متكررة منذ 30 آذار/مارس الماضي.
ودافع رئيس الوزراء الاسرائيلي عن هذه الخطوات وقال أنه يريد تجنب الحرب إذا لم تكن ضرورية.
ونتيجة لذلك هدأت الاحتجاجات الحدودية خلال الأسبوعين الماضيين.
ومنذ 30 آذار/مارس الماضي استشهد 234 فلسطينيا على الأقل في غزة بنيران اسرائيلية، استشهد معظمهم على الحدود، بينما قتل آخرون في غارات اسرائيلية.
كما قتل جنديان اسرائيليان خلال تلك الفترة.
وتتوسط مصر والأمم المتحدة في مفاوضات غير مباشرة للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد مع اسرائيل التي خاضت ثلاثة حروب مع حماس منذ 2008.
غزة في أزمة
تحكم قطاع غزة حركة حماس التي يصنفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منظمة إرهابية.
وتفرض إسرائيل حصارا مشدداً على القطاع الفلسطيني لعزل حماس ومنعها من بناء قدراتها العسكرية.
وسيطرت حماس على القطاع في 2007 بعد اشتباكات مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية التي مقرها الضفة الغربية والتي تسعى إلى سبل لاستعادة السلطة على القطاع.
وفشلت العديد من الجهود للمصالحة الفلسطينية.
وبعد أن وصلت نسبة البطالة في القطاع إلى 53% حذر ملادينوف مؤخراً من أزمة إنسانية في قطاع غزة الذي قال أنه “ينفجر من الداخل”. (أ ف ب)