مال و أعمال

باريس وطوكيو تؤكدان دعم تحالف رينو-نيسان بعد توقيف كارلوس غصن

– أكدت الحكومتان الفرنسية واليابانية الثلاثاء دعمهما للتحالف بين شركتي رينو ونيسان لصناعة السيارات، بعد يوم من توقيف كارلوس غصن في طوكيو الذي أثار مخاوف من اهتزاز اكبر مجموعة لصناعة السيارات في العالم.

في مكالمة هاتفية أكد وزير المالية الفرنسي برونو لومير ونظيره الياباني هيروشيغي سيكو، على “دعم حكومتيهما القوي” للتحالف الذي يشمل كذلك شركة ميتسوبيشي اليابانية، بحسب بيان فرنسي.

أوقف الفرنسي البرازيلي من أصل لبناني كارلوس غصن الاثنين في اليابان بتهمة التهرب الضريبي والاختلاس وأثار ذلك مخاوف من اهتزاز امبراطورية صناعة السيارات التي بناها باقامة تحالف “رينو نيسان ميتسوبيشي موتورز”.

وطلب وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير الثلاثاء من رينو التي تملك الدولة 15 بالمئة من راس مالها، أن تعين على الفور إدارة مؤقتة حيث ان “السيد غصن لم يعد بامكانه اليوم إدارة المؤسسة”.

ومن المقرر ان يجتمع مجلس ادارة رينو مساء الثلاثاء.

من جهته سينظر مجلس ادارة نيسان صباح الخميس في اقالة رئيسه. كما تنوي شركة ميتسوبيشي موتورز أيضا “عزله سريعا”.

وكارلوس غصن (64 عاما) الذي تخلى عنه الجميع، كان يعتبر أحد اقوى قادة الصناعة في العالم وهو معتقل في طوكيو حيث تم توقيفه الاثنين عند نزوله من طائرته الخاصة.

وزار السفير الفرنسي رئيس أكبر مجمع صناعة سيارات في العالم، من باب “الحماية القنصلية”.

وقالت النيابة العامة اليابانية في بيان ان غصن “تآمر لخفض قيمة مداخيله خمس مرات بين حزيران/يونيو 2011 وحزيران/يونيو 2015” موضحة أنه تم التصريح بمبلغ 4,9 مليارات ين (نحو 37 مليون يورو بسعر الصرف الحالي) للسلطات الضريبية في الوقت الذي كسب فيه غصن نحو عشرة مليارات ين خلال تلك الفترة.

وجاء توقيف غصن نتيجة تحقيق داخلي استمر عدة أشهر داخل نيسان التي أحالت المعلومات الى النيابة العامة اليابانية.

وفي مؤتمر صحافي مساء الاثنين أشار الرئيس التنفيذي لشركة نيسان هيروتو سايكاوا الى “عمليات اختلاس أموال كثيرة أخرى على غرار استخدام أملاك الشركة لغايات شخصية”.

وبحسب وسائل اعلام محلية، فإن شركة متفرعة من نيسان مولت شراء مقرات إقامة فاخرة في اربع دول كان غصن ينزل فيها مجانا متى أراد. كما تقاضى غصن بحسب قناة “إن إتش كاي” العامة مبالغ تم التصريح بها باسم أعضاء آخرين في مجلس إدارة الشركة.

وكان مرتب غصن يثير جدلا وكذلك طريقة عيشه على غرار حفل زفافه الثاني الذي أقامه في قصر فرساي في 2016.

وكان غصن يتقاضى نحو 15 مليون يورو سنويا لقاء مهامه المختلفة، وهو مبلغ كبير جدا في عالمي الصناعة الاوروبي والياباني رغم أنه أقل من المبالغ التي تمنح لقيادات المال في الولايات المتحدة.

 توازن هش 

وبصرف النظر عن المصير الشخصي لغصن فان الامر يتعلق بمصير التحالف الثلاثي بين “رينو نيسان وميتسوبيشي موتورز” الذي اهتز اثر توقيف الرجل الذي كان صمام توازنه.

ويكفي الاطلاع على التصريحات القاسية جدا لرئيس نيسان سايكاوا ضد غصن عرابه، وهو وجه محترم جدا في اليابان والذي قال “المشكلة هي وضع كل هذه السلطة في يد شخص واحد” منددا “بالجانب المظلم في عهد غصن”.

وقال لصحيفة يوميوري “انه طماع. وفي النهاية الامر ليس سوى مسالة مال” مضيفا “لقد كان يطلب من مساعديه تحقيق الاهداف الصعبة اما هو فقد استمر في تلقي مرتب عال حتى حين كانت انشطة نيسان لا تسير بشكل جيد”.

وتأتي هذه القضية في وقت كان فيه غصن رئيس مجلس ادارة المجموعة التي تسوق 10,6 ملايين سيارة، يعمل على جعل العلاقات “لا رجعة فيها” بين رينو ونيسان، بحسب المحلل الياباني كينتارو هارادا.

وتساءل المحلل “هل أن ذلك سيغير توازن السلطة (بين الجانبين الفرنسي والياباني)؟ هذا هو السؤال الرئيسي”.

وأعلنت وكالة ستاندر اند بورز الثلاثاء أنها قد تخفض تصنيف الدين البعيد الامد لنيسان.

وفي باريس واصل سهم رينو التراجع عند منتصف النهار وتراجع بأكثر من 2 بالمئة بعد تراجع بنسبة 8,43 بالمئة الاثنين. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق