السلايدر الرئيسيصحف
تباين الأدوار وصعود الشخصيات داخل الفصائل الفلسطينية محل اهتمام الصحف الغربية
محمود خالد
ـ القاهرة ـ من محمود خالد ـ ترى كيف تنظر الدوائر الصحفية الغربية إلى مستقبل الفصائل الفلسطينية؟ وهل تحظ حركة فتح وحدها بالأهتمام الدولي ومتابعة الدوائر الغربية؟
أسئلة باتت مطروحة على الساحة السياسية الفلسطينية مع تعاطي الكثير من الصحف ووسائل الإعلام لتطورات المشهد الفلسطيني، وهو التناول الذي بات واحضا مع تكرار الصحف الغربية أو الأمريكية الاهتمام بالمستقبل السياسي الفلسطيني، اهتمام بات واضحا ولم يعد مقصورا فقط عند حركة فتح أو حماس ولكن أيضا مختلف الفصائل الفلسطينية.
أنتصار إعلامي فلسطيني
ونشرت صحيفتي “واشنطن بوست” و”بوليتكو” تقريرا أشارت فيه إلى دقة الأوضاع في حركة حماس، وهو التقرير الذي يظهر من متابعته دقة المشهد السياسي الخاص بالمتابعة الإسرائيلية لحركة حماس، والأهم رصد كافة تطورات المشهد السياسي بها.
أعتمدت الصحيفتان على الحديث مع عدد من المسؤولين في الحركة، بالطبع دون أن تذكر أسمائهم، الأمر الذي اثار جدلا واسعا على الساحة الفلسطينية، خاصة وأن نفس التقرير نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم” ـ اسرائيل اليوم ـ المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأمر الذي وضع قيادة حركة حماس في تحدي صعب ودقيق، خاصة مع زعم هذين التقريرين بأن هناك خلافات وتجاذبات بين قادة الحركة، وهو ما دفع بالقائمين عليها إلى الرد.
ولعل تعامل حركة حماس مع تداعيات هذا التقرير يعكس دقة هذه التقارير والتي حددت بالأسم الخلافات بين قيادات بالحركة، وخصت بالذكر زعيم الحركة يحيى السنوار ورئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، زاعمة أن هناك خلافات بينهما بشأن عدد من القضايا والتحديات السياسية.
ومن بين هذه القضايا اسلوب التعاطي مع قضية الأسرى وعدم التنسيق بين جناحي الحركة في بعض من الأمورالاستراتيجية، وهو ما يزيد من دقة هذا التقارير.
اللافت هنا أن الحركة تفاعلت وبحسم مع هذه المزاعم، حيث اجتمع السنوار مع هنية ليلة نشر التقريرين، وعرضت الصحف ومنصات التواصل الاجتماعي المقربة والتابعة لحماس صور المسؤولين وهما يتداولان والأهم يتباحثان، الأمر الذي يؤكد أن الحركة التقطت الرسالة وبدأت في العمل على الرد عليها.
ومن هنا فإن “سرعة” التعاطي لحركة حماس والديناميكية السريعة للرد على هذه التقارير والمزاعم يشير إلى سعيها التعامل وبجدية التقارير الإعلامية التي تنشر عنها بالخارج، خاصة فيما يتعلق بملف الخلافات بين عناصر الحركة.
والمتابع لتفاصيل هذه القضية سيكتشف مدى دقتها خاصة وأن الأمر لم يتوقف عند حد الحديث عن وجود خلافات بين إسماعيل هنية من جهة ويحيى السنوار من جهة أخرى، بل أمتد الأمر ليصل للحديث والزعم بوجود خلافات بين قادة الجركة إسماعيل هنية ويحيى السنوار من جهة وبين القياديين صالح العاروري وماهر صلاح نائبا رئيس المكتب السياسي من جهة أخرى، الأمر الذي دفع بالحركة للعمل على التعاطي وبحسم مع هذا الحديث عن ذلك التباين.
تفاعل سريع
ومما زاد من دقة هذه القضية زعم بعض من التقارير الفلسطينية ذاتها إلى وجود هذا التباين، خاصة مع تأكيد البعض وجود خلافات ونزاعات بحركة حماس تهدف إلى السيطرة على مراكز القوى بين مختلف الجهات في الحركة.
ويظهر ما يشير إلى وجود هذه الخلافات داخل الحركة بشكل ضمني في وسائل الإعلام المتنوعة وبالأخص في العالم العربي، إلا أن هذه التلميحات تتستر على نزاعات عميقة وعلاقات داخلية سيئة ومتوترة لا تخلو من اعتبارات سياسية ومعقدة.
وتتصاعد دقة هذه القضية مع ما طرحته بعض من المعاهد البحثية في العالم عن دقة هذا التباين، حيث لم يتوقف الأمر عند حد الصحف فقط ولكنه أمتد أيضا إلى المعاهد البحثية الدولية.
ويشير معهد الشرق الأمريكي الذي يعتبر من أهم المعاهد الدولية إلى دقة هذه القضية، حيث تتهم عدد من الأطراف في حماس بعضها البعض بأنها تنتهج سلوكا يضر بالحركة ومصالحها الحيوية ـ وأشار المعهد في تقرير له أخيرا إلى أن عدد من الأطراف بالحركة تتهم أطرافا أخرى بأنها تنتهج سياسات تخدم فقط الأطراف التي تخدمها وتدعمها سياسيا، وتحديدا تركيا وإيران، الأمر الذي ينعكس بصورة سلبية في النهاية على الحركة.
وتير صحيفة التايمز في تقرير لها إلى إن نهج الحركة الإعلامي واضح ويتمحور حول إظهار وحدة الصف الداخلية في الحركة وتطوير رسائل إعلامية تخدم أهدافها، ولكن هناك سؤال يطرح نفسه وهو : ماذا حصل في الأونة الأخيرة ليخلق هذه الصدوع في سياسة الحركة الإعلامية الواضحة جدا ؟
ولماذا لم تتم معالجة الخلافات الداخلية ولأول مرة وراء أبواب مغلقة بل انها تظهر جليا في الصحافة والمواقع الإخبارية.
الحاصل فإن عدد من الدوائر الاعلامية أشارت إلى أن هناك أسماء مهمة بالحركة بات الان يتم ذكرها في وسائل الاعلام، وهي الاسماء التي يبدو أن قوتها السياسية دفعت بعدد من التقارير الصحفية للاهتمام بها.
ولعل أبرز هذه الاسماء هو القيادي بالحركة محمد نصر، والذي تلقبه بعض من القيادات الفلسطينية بأنه مهندس العلاقات بين حركة حماس وإيران.
وتشير بعض من الدراسات إلى أن نصر يقف في قلب الخلافات الدائرة هذه الأيام في حماس.
ويقيم محمد نصر في قطر وهو شخصية مرموقة ومخضرمة في قيادة حماس، وتولى في السابق سلسلة من المناصب الهامة في قيادة حماس بالخارج على مر السنين، بالاضافة إلى كونه الساعد الأيمن لمسؤولين كبار في القيادة مثل خالد مشعل. ويرى البعض أنه الرجل المهم في الحركة والذي لا يعرف الكثيرون خطواته المقبلة، الأمر الذي دفعهم بوصفه برجل سر الحركة.
المثير للانتباه هنا بأن التقارير الدولية تتعامل في الكثير منها مع حركة حماس مسترشدة بأسماء قيادات محددة بالحركة، الأمر الذي يزيد من دقة تقرير معهد الشرق الأمريكي.
ويشهد مسؤول مقرب من قيادة حماس بأن الخلاف حواء أداء نصر بلغ أعلى مستوياته في قيادة الحركة وذلك خوفا من اضرار قد يلحقها سلوكة هذا بعلاقات الحركة الحساسة مع شركائها الاستراتيجيين مثل طهران التي تشكل سندا أساسيا لحماس في المجالين العسكري والاقتصادي. ونوه المسؤول ذاته إلى أن المقربين من نصر لاحظوا تقليصا في حجم نشاط الأخير مؤخرا، لكن لا يمكنهم الجزم في هذه المرحلة ما إذا كان الأمر يشير إلى تغيير طرا على مكانة نصر في حماس.
عموما فإن حجم الاهتمام الدولي أو الأمريكي بحماس يتصاعد، وهو الاهتمام الذي يضاف إليه أيضا أهتمامات أخرى بالكثير من منظمات العمل الوطني الفلسطيني، وهو ما يزيد من حساسية المشهد خاصة وأن حماس تحرص الان على “الرد” وبسرعة وتفاعل مع اي من المزاعم التي تسوقها اي من المنظمات الدولية والأهم التعاطي وبحسم معها.