منوعات
وزارة الداخلية الالمانية قدمت للمدعوين سجقاً من لحم الخنزير في “مؤتمر الإسلام”
ـ برلين ـ في موقف أثار الكثير من الانتقادات، كشف مشاركون أن المسؤولين عن تنظيم “مؤتمر الإسلام الألماني” قدموا للمدعوين سجقاً من لحم الخنزير ودمه في بوفيه المؤتمر الذي حضره ممثلو الاتحادات الإسلامية والأئمة.
في واقعة قد تبدو مثل مزحة ثقيلة، قُدم للمجتمعين في مؤتمر الإسلام الذي نظمته وزارة الداخلية الألمانية سجق مكون من لحم الخنزير ودمه، كما كشفت صحيفة “فرانكفورتر روندشاو” الألمانية.
ونقلت الصحيفة عن مراسل قناة “دبليو دي آر”، تونجاي أوزدامار، تغريدات غاضبة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قال في إحداها: “بمثل هذا التصرف الغليظ فإن (وزير الداخلية الألماني هورست) زيهوفر ووزارته لن يصلا إلى مسلمي ألمانيا”.
ولم يكن أوزدامار الوحيد الذي تساءل ما إن كانت وزارة الداخلية تريد فعلاً توجيه رسالة ما من خلال تقديم سجق الخنزير للمدعوين من الاتحادات والجمعيات المسلمة المشاركة في المؤتمر، وما إن كان زيهوفر نفسه راغباً في توجيه هذه الرسالة، خصوصاً وأنه من الساسة الرافضين للرأي القائل إن الإسلام ينتمي إلى ألمانيا.
وأوضح أوزدامار في تغريدة أخرى أنه ليس من الملتزمين دينياً وأنه يأكل لحم الخنزير، لكنه أضاف: “حين ينظم المرء مؤتمراً عن الإسلام، فإن عليه أن يبدي نوعاً المراعاة. ما أقدم عليه زيهوفر ومساعدوه عديم الإحساس تجاه الآخرين وفق شعار: كُل أو مُت! يا لها من وقاحة”.
كما أوضحت الصحفية فريدا آتمان في مقال لها على موقع “شبيغل” الألماني أنه سبق تقديم لحم خنزير للمشاركين في مؤتمر الإسلام عام 2006، ولذلك فإنها ليست التجربة الأولى للكثير من المشاركين في مؤتمر هذا العام.
وفي تغريدة له، قال الناشر الألماني هاينتس م. فيلسماير: “بمقبلات لحم الخنزير وسجقه دعا هورست زيهوفر المشاركين في مؤتمر الإسلام إلى معركة على طاولة الطعام”.
أما الصحفية ياسمين بولات فقالت في مقال لها على موقع “واتسون”: “لم تكن هناك مائدة طعام طويلة وموسيقى عربية. لكن سجق الخنزير كان حاضراً. أين؟ على البوفيه المفتوح لمؤتمر الإسلام”.
وقالت في تدوينه لها على تويتر: “بقي مؤتمر الإسلام وفياً وقدم من جديد بالأمس لحم الخنزير في البوفيه المخصص للضيوف. أمر يثير الكثير من الأسئلة: هل سجق لحم الخنزير ودمه بات حلالاً؟ هل تقدم وزارة الداخلية هذا السجق في حفلات الاستقبال دائماً؟ أم أنها رسالة ضمنية؟”.
وخالف وزير الداخلية الألماني الحالي هورست زيهوفر النهج الذي سار عليه سلفه توماس دي ميزير، والذي كان يستغل هذا المنتدى لإقامة حوار بين مسؤولي الدولة والاتحادات الإسلامية المحافظة. ودعا زيهوفر في هذا المؤتمر إلى جانب الاتحادات الإسلامية المحافظة رجال دين ونشطاء ليبراليين على خلاف مع هذه الاتحادات، من بينهم ممثلة الاتحاد الليبرالي-الإسلامي ومؤسسة مسجد ابن رشد-غوته في برلين، سيران أطيش، وعالم النفس أحمد منصور.
وكان النقاش خلال المؤتمرات التي انعقدت في الأعوام الماضية يدور حول قضايا تتعلق على سبيل المثال بتدريس الدين الإسلامي في المدارس والدعم الروحي لمن يعانون من أزمات.
ولم يصدر أي توضيح عن ذلك من وزارة الداخلية الألمانية. (دوتشيه فيليه)