السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
المغرب: تيار “قادمون” لحزب التقدم والإشتراكية يتهم الأمين العام نبيل بن عبد الله بالسلطوية.. ويصف الوضع السياسي بالمأساوي
ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ قال المكتب الوطني لتيار “قادمون” لحزب التقدم والاشتراكية: إن “التنظيم الشيوعي يعيش أقصى درجات الانهيار والتفسخ مع القيادة الحالية. وأن ما يعيشه الحزب من وضع مأساوي جاء نتيجة اختيارات وتوجهات يمينية لقيادته وغياب الديمقراطية الداخلية والخرق السافر للقوانين، راجع إلى تبني منطق الإقصاء والتهميش لكل من يرفض الإذعان للأمين العام وزمرته المتحكمة، التي عمدت على إفراغ الحزب من المناضلين الشرفاء المتشبثين بالمبادئ الأصيلة للحزب”.
وأضاف المكتب الوطني لتيار “قادمون” لحزب التقدم والاشتراكية، في بياتن له اضطلعت صحيفة ” ” على نسخة منها، أن هدفه هو “تدارس حالة الاحتباس السياسي التي يعرفها المغرب بفعل القرارات اللاشعبية للحكومات المتتالية، “وأنه انكب على دراسة وتحليل على الوضع الكارثي لحزب التقدم والاشتراكية، بفعل الاختيارات اللاديمقراطية لأمينه العام، والوضعية التنظيمية لتيار “قادمون”.
وكان عدد من أعضاء التقدم والاشتراكية، قد عمدوا قبيل انعقاد المؤتمر العاشر للحظب قبل مايو/ ايار الماضي، حيث نشبت داخل المكتب السياسي للحزب خلافات حادة بين أعضاءه حول الترتيبات و التحضير للمؤتمر، تمحورت حول عملية الانخراط، وتسليم البطائق لانتخاب المؤتمرين الذين سيشاركون في المؤتمر المذكور من أجل الحسم في القيادة الجديدة والمقبلة للحزب، مما أدى إلى تأسيس تيار تصحيحي باسم ”قادمون”، تعبيرا عن استيائهم من الوضع الذي آل إليه الحزب.
و كان قد اعتبر الأمين العام لحزب نبيل بنعبد الله، تيار ”قادمون” الذي مجرد ”خزعبلات” لا ينبغي التوقف عندها.وأضاف، أن حزب التقدم والاشتراكية، موحد ولا خلافات داخله، وأن هذا التيار لا يمثل سوى مسارات شخصية.
واورد التيار، أنه قام بتقييم الوضعية السياسية والتنظيمية لحزب التقدم والاشتراكية المشارك في الحكومة الحالية بتحالفه الهجين مع حزب العدالة والتنمية، مستغربا مباركة الشيوعيين المغاربة لسياسة الحكومة اللاشعبية التي أنتجت الوضعية الكارثية الحالية والاحتقان الشعبي الكبير الذي يزداد يوما بعد يوم، ويسبب نزيفا كبيرا للثقة السياسية خصوصا.
وجدد التيار التأكيد على أن غايته رأب الصدع الذي خلفته المواقف السياسية والاختلالات التنظيمية في صفوفه، معلنا تمسكه بمحاربة الفساد بكل أنواعه الإداري والمالي والأخلاقي وربط المسؤولية بالمحاسبة في كل مسؤولية مهما دنا شأنها، مع احترام الضمانات القانونية وحقوق الإنسان.
وفيما يتعلق بالوضع السياسي العام في المغرب، اعتبر أنه ينحو منحى مأساويا نتيجة انحطاط الوضعية الاقتصادية وضعف الأداء الحكومي الحالي، وفشل السياسات الاجتماعية المتبعة، نتيجة سوء التدبير المتمثل في الارتجال وهدر المال العام والارتفاعات المهول للأسعار وتراجع القدرة الشرائية للمواطن نتيجة البطالة المستشرية في أوساط عريضة داخل المجتمع، وخاصة بين أوساط الشباب.
مضيفا أن الأحزاب المغربية، خاصة تلك المحسوبة على الصف الديمقراطي، تنكرت لدورها ولخلفيات وأسباب تأسيسها، خاصا بالذكر حزب التقدم والاشتراكية.
هذا ويعتبر حزب التقدم والاشتراكية من الأحزاب التي تصنف ضمن اليسار الديموقراطي، تخلى عن النهج الشيوعي منذ عام 1995، تم الاعتراف به حكومياً 1974، وكان بين 1969 و1974 يسمى حزب التحرر والاشتراكية قبل ترخيصه، وهو وريث الحزب الشيوعي المغربي.
ويشار إلى أن التقدم والاشتراكية تحالف مع حزب العدالة والتنمية الإسلامي بعد انتخابات 2011، وكان أقرب المتحالفين لعبد الاله بن كيران داخل الإئتلاف الحكومي. ليكون بعدها محط انتقادات كثيرة التي وجدت في تحالف حزب التقدم والاشتراكية المحسوب على اليسار المغربي ويدعو للحداثة والديموقراطية، مع حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ تناقضا وضربا للفكر اليساري. إلى أن جاءت انتخابات السابع أكتوبر / تشرين الأول 2016 حيث كان حزب التقدم والاشتراكية أكبر الخاسرين فيها حيث فقد 30 في المائة من مقاعده في البرلمان.