السلايدر الرئيسيصحف
صحيفة “لوفيغارو” لأردوغان: تصريحاتك مثيرة للسخرية حول “السترات الصفراء”.. وفي سجونك 80 الف معتقل
ـ باريس ـ رغم تجاهل فرنسا الرسمية الرد على ادعاءات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والاعلام التركي التابع له ولحزبه الحاكم فيما يتعلق باحتجاجات “السترات الصفراء”، الا ان اردوغان عاود توجيه اتهاماته للمُدافعين عن حقوق الإنسان الاثنين بالتقاعس عن انتقاد ما يتعرّض له المشاركون في تظاهرات فرنسا، في حين أنهم سارعوا في المقابل إلى انتقاد أنقرة بسبب قمع تظاهرات في إسطنبول.
صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية الواسعة الانتشار أشارت في مقال لها لما سمته الدروس السوريالية بخصوص حفظ الأمن في فرنسا، هذه الدروس قدمها الرؤساء دونالد ترامب وفلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان.
وقال جورج مالبرينو في “لوفيغارو” ان “ردود الرؤساء الثلاث تثير السخرية” واشار إلى دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات الأمن الفرنسية إلى عدم الإفراط في استخدام العنف والتحلي بالإنسانية.
واختار مالبرينو أن يذكر الرئيس أردوغان على وجه الخصوص بسجنه مئات الصحافيين والأكاديميين.
وقد تعرّضت السلطات التركية لانتقادات حادة من البلدان الغربية ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان بعد القمع القاسي للتظاهرات الصاخبة ضد الحكومة في ربيع 2013 والتي تعرف باسم تظاهرات “غيزي”. فيما ما تزال تركيا تشهد حتى اليوم اعتقالات بالجملة منذ محاولة الانقلاب تموز/يوليو 2016، تجاوزت الـ 80 ألف مُعتقل.
ومن جديد أكد أردوغان في خطاب متلفز أنّ “الذين كانوا يدافعون عن حقوق الإنسان خلال تظاهرات غيزي في إسطنبول (في 2013) أصبحوا عميانا وصما وبكما حيال ما يحصل في باريس”.
وأضاف أردوغان أمام أعضاء حزبه في أنقرة “حركتم العالم خلال أحداث غيزي. لماذا؟ لأننا هنا في تركيا؟ اذهبوا الآن، وافعلوا الشيء نفسه”.
بالإجمال، أوقف 1723 شخصا في كل أنحاء فرنسا السبت، خلال تظاهرة “السترات الصفراء”، ووضع 1220 في السجن على ذمة التحقيق، كما أفادت أرقام وزارة الداخلية الأحد.
وأوفدت وكالة “الأناضول” الحكومية التركية للأنباء وقناة TRT التلفزيونية مُراسليها لتغطية أحداث فرنسا، الأمر الذي أثار استياء أحد المواطنين الأتراك بانتقاده لتجاهل الإعلام التركي لتغطية أي حركة احتجاجية في تركيا، مُقابل إفراد تقارير واسعة لما يحدث في فرنسا.
وكتب النائب الفرنسي يواكيم سون فورجيه على “تويتر” السبت، ردّا على انتقادات أردوغان لطريقة تعامل الشرطة الفرنسية مع المُحتجين وما وصفه بازدواجية موقف فرنسا من استخدام القوة ضد المتظاهرين في الداخل والخارج: “هذا الرجل يجب ألا نقول له شيئا؟… اللباقة السياسية ستقتل فرنسا التي لم تعد قادرة على التصدي لأمر غير منطقي، والتي لا تجرؤ على الدفاع عن أفكارها وبشدّة إذا لزم الأمر”.
وتعرّض سون فورجيه للانتقادات بعد إطلاقه عبارات نابية في ردّه على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول احتجاجات فرنسا الأخيرة، لكنه يرفض تليين لهجته، مُعتبرا أنه “عندما تتناقض الأمور مع قيمنا يجب عدم تدوير الزوايا”.
لكنّ وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لعدم التدخل في شؤون فرنسا الداخلية على خلفية احتجاجات “السترات الصفراء”، إلا أنّه لم يُشر نهائياً لتصريحات الرئيس التركي.