- الإرهابيون من الطبقة المتوسطة وتلقوا توجيهاتهم من قيادات داعشية
– عمان – عبر ثلاث محطات تلفزيونية محلية اردنية نشرت المخابرات الأردنية تسجيلا مصورا اعترافات لعدد من عناصر خلية الفحيص والسلط نشرتها دائرة المخابرات العامة بتسجيل مصور مدته 11 دقيقة مساء الخميس 13 ايلول/سبتمبر 2018
وجاء في الإعترافات التي بينت اسماء الإرهابيين الصريحة أن الخلية كانت تنوي تنفيذ سلسلة عمليات إرهابية في المملكة باستهداف مواقع أمنية وسياسية، ودوريات الامن، وكانت الناطق الإعلامي بأسم الحكومة جمانة غنيمات وصفتها ب”المرعبة ” في تصريحات سابقة.
ووفق الاعترافات فقد كان من بين المواقع المستهدفة مباني مخابرات واستخبارات ومبنى محافظة البلقاء، فيما كان في حوزة الإرهابيين ما يقارب 55 كم من المتفجرات جاهزة للتفجير.، بعد أن قامت الخلية بتغيير استراتيجيتها من استخدام الأسلحة والذخيرة المتحركة إلى المتفجرات وفقا لتوجيهات أبرز الرموز الإعلامية لتنظيم داعش أبو محمد العدناني، الذي أعلنت وكالة أعماق الإخبارية مقتله أثناء مشاركته في أحد المعارك بحلب.
الأهداف التي كانت الخلية تنوي استهدافها كثيرة وتمتد إلى محافظات أخرى كالزرقاء ,جرش وغيرها، في تركيز على منتسبي الأجهزة الأمنية، إضافة إلى المدنيين التي يعتبرونهم كفارا يجب قتلهم، كما هو الحال بمرتادي مهرجان الفحيص الذي كان استهداف دورية الدرك على بوابة مدينة الفحيص (13 كم عن العاصمة عمان) هو المحطة الأولى في مخططهم الإرهابي الذي افشلته سرعة وحرفية الأجهزة الأمنية الأردنية وعلى رأسها المخابرات العامة.
أعضاء الخلية حسب التسجيلات المذاعة هم شباب ممن “اعتنقوا الفكر المتطرف حديثاً، ينتمون إلى مرجعيات عشائرية ومستوياتهم التعليمية متوسطة، تحولوا بحسب اعترافاتهم من اشخاص يعيشون حياة عادية ومنهم من كانت له سوابق أمنية إلى متطرفين بحكم الروابط العائلية السرية والصداقة الطويلة بينهم. واعترف بعضهم أنهم كانوا يتعاطون مادة الحشيش قبل تحولهم إلى التطرف.
وبالكشف عن اعترافات هذه الخلية بشكل احترافي ترسل المملكة الأردنية ثلاث رسائل واضحة : للعالم، وللداخل، وللتنظيمات الإرهابية المتطرفة التي تستهدفها.
إذ تحاول السلطات الأردنية إقناع للعالم أنها تتمتع بقدرات استخباراتية عالية لمواجهة خلايا إرهابية تستهدف المملكة باستمرار، وهو ما حققته بالفعل كما جاء على لسان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ان جهات استخباراتية دولية ابدت اعجابها بسرعة الكشف عن خلية السلط والفحيص الإرهابية، حيث انه منذ تفجيرات عمان الإرهابية ٢٠٠٥ وحتى ٢٠١٦، لم يحدث أي خرق أمني على الساحة الأردنية.
أما رسالة الداخل فهي محاولة لطمأنة الأردنيين بأن الأجهزة الأمنية قادرة على احباط اي خطط ارهابية لنشر الفوضى في البلاد وأنها لن تسمح باختلالات امنية تهز حالة الاستقرار التي تميزت بها المملكة في محيطها المظطرب.
الرسالة الثالثة موجهة للارهابيين سواء تنظيمات او خلايا نائمة او ذئاب منفردة تفيد بأن العمل في الساحة الاردنية ليس بسهولة تنفيذ عمليات في بلدان وساحات اخرى.
كفاءة أمنية عالية:
الخبير الأمني محمد البدارين في تصريحات ل قال “تزداد القناعة لدى كثير من الجهات المعادية ان المواجهة مع الاردن ليست كغيرها، و يثبت الجهاز الأمني الاردني انه لا يزال يتمتع بقدرات وكفاءة وفاعلية في مواجهة التحديات الارهابية”
ويتابع البدارين “من الواضح ان الجهد الأمني المبذول في عمليات الكشف والمتابعة والتحقيق كان عالي الكفاءة ويؤكد على الخبرات الاردنية المتراكمة والعميقة في العمليات الاستخباراتية، التي تدعم الاستقرار والأمن في الاردن وان قيادة الاردن عازمة على ترسيخ وتأكيد تميزها في المنطقة”.
لماذا الآن؟
استبعد خبراء ان يكون توقيت بث الإعترافات مرتبط بصورة مباشرة بالأوضاع المحيطة بنا، أو حتى بأي شأن داخلي وبخاصة الجدل الدائر حيال مسودة مشروع قانون ضريبة الدخل، فنشر الإعترافات جاء ببساطة بعد اكتمال التحقيقات بشكل كامل وتحويلها لمدعي عام محكمه أمن الدولة، بحسب ما صرح مصدر أمني رفيع المستوى ل .
وهو ما اكده الصحفي المختص بالشأن المحلي عمر العساف ل مبينا “إن الجريمة الإرهابية ضد رجال الأمن في الفحيص، والشهداء الذين ارتقوا فيها وفي أحداث اليوم التالي في السلط، أخذت قسطا كبيرا من اهتمام وانغماس المجتمع الأردني فيها وفي تفاصيلها ومن حق المجتمع أن يعرف التفاصيل الممكنة”.
ويضيف العساف” أن حجم العملية وآثارها، خصوصا أن المستهدف فيها هم درع الوطن وسياجه من رجال مختلف الأجهزة الأمنية، بمحاولة إقناع المواطنين أن حصنهم والقائم على حمايتهم لا يستطيع أن يحمي نفسه، هو ما استنفر الأجهزة الأمنية كافة لأن يثبتوا العكس، وحقيقةً هذا ما حصل”
ويتابع العساف لا أظن أن بث الإعترافات جاء متأخرا معبرا عن اعتقاده بأن الأجهزة الأمنية كانت حريصة “أن تضع المجتمع بأكمله بصورة تفاصيل ما حدث، وإثبات قدرتهم وجهوزيتهم للتصدي لأي محاولة اعتداء أو مخطط يستهدف أراضي المملكة ومؤسساتها ومواطنيها فسارعت إلى بث الاعترافات التي سجلتها”