السلايدر الرئيسيتحقيقات
مراقبون: قرار الاتحاد الافريقي برفع يده عن قضية الصحراء هو بمثابة فوز كبير للمغرب
فاطمة الزهراء كريم الله
– الرباط- يرى مراقبون، أن قرار الاتحاد الإفريقي القاضي برفع يده عن ملف نزاع الصحراء مقابل دعمه للجهود التي تبذلها منظمة الأمم المتحدة لحل هذا النزاع الإقليمي القائم بين المغرب وجبهة البوليساريو. هو بمثابة خطوة فوز كبيرة للمغرب، الذي يعتقد أن الجهود التي يقودها الاتحاد الإفريقي متحيزة.
وفي هذا الصدد، قال نوفل البوعمري، الباحث في شؤون قضية الصحراء، في تصريح ل ” “: إن “موقف الاتحاد الإفريقي هو إنتصار للمسار الدبلوماسي المغربي الذي انطلق مع عودة المغرب للاتحاد الإفريقي حيث ابتدأت عملية الترويج و الترافع لفكرة كون مناقشة الملف هي من اختصاص الأمم المتحدة و مجلس الأمن و هو ما أكد عليه قرار مجلس الأمن الأخير و ما ذهب إليه تقرير غوتيريس الجديد الذي سيقدم أواخر هذا الشهر لمجلس الأمن”.
وأضاف البوعمري : “إننا اليوم أمام عودة الأمور لنصابها على مستوى الاتحاد الإفريقي فيما يتعلق بدفع أجهزته إلى الإبتعاد تدريجيا عن معالجة الملف خاصة و أن هناك تراكم كبير فيما يتعلق بقرارت سابقة تم استصدارها ضد المغرب حيث كان هناك استغلال لغياب المغرب عن الاتحاد الإفريقي، الآن مع عودته استطاع فرض فكرة رفع الاتحاد الإفريقي ليده عن مناقشة الملف”.
وتعليقا على القرار، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة: إن ” ملف الصحراء تشرف على إيجاد حل له منظمة الأمم المتحدة وليس الاتحاد الإفريقي، وأن المسار الوحيد لحل قضية الصحراء هو المسار الأممي المتعارف عليه”.
وأضاف بوريطة، أن ” الملف بين أيدي مجلس الأمن والأمم المتحدة، وما يتناوله الاتحاد الإفريقي هو مجرد اطلاع على معلومات تأتيه من الأمم المتحدة، لتسهيل الحل وليس اقتراح حلول للنزاع”.
وأوضح رئيس الديبلوماسية المغربية، أن تطورات مهمة حصلت في ملف الصحراء الغربية وهي أن المغرب نجح في تقليص معالجة مجلس السلم والأمن الإفريقي للنزاع على الصحراء.
من جهته أكد معهد الدراسات الأمنية الإفريقي، في تقرير له، أن قرار الاتحاد الإفريقي جاء لدعم المسلسل الأممي بشكل كامل من أجل وضع حد للخلافات بين الدول الأعضاء مؤيدا لموقف المغرب، وأن إخراج مناقشة ملف الصحراء من أروقة مجلس السلم والأمن الإفريقي سيجنب المواجهة بين حلفاء المغرب ومؤيدي البوليساريو، خصوصا الجزائر وجنوب إفريقيا وزيمبابوي وأنغولا.
وقال المعهد، إنه “وخلافا لما جرت عليه العادة فإن مجلس السلم والأمن، التابع للاتحاد الإفريقي، لن يناقش تطورات الأوضاع في الصحراء خلال اجتماع مرتقب بين سفراء الدول الأعضاء في أديس أبابا”.
هذا ومن المنتظر، أن يقدم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، نهاية الشهر الجاري، تقريراً حول نزاع الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو أمام أعضاء مجلس الأمن لمناقشته، وذلك قبل التمديد لمهمة بعثة “المينورسو”، والتي تنتهي صلاحيتها في 31 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل. الذي يرتقب منه أن يتطرق إلى نتائج افتحاص فريقه الأممي لبعثة “المينورسو” بمدينة العيون، في إطار الافتحاص الشامل الذي شمل 16 بعثة أممية في العالم، وذلك من أجل تقييم عمل هذه البعثة المسؤولة عن مراقبة وقف إطلاق النار بالصحراء والوقوف على الإمكانات السياسية والعسكرية والمادية المتوفر لها.