- في الذكرى الـ25 لإتفاق إعلان المبادئ
- أمريكا تنفذ هجومًا شاملًا ومتعمدًا على النظاميين القانوني والمؤسسي العالميين
- مصطفى البرغوثي يطرح إستراتيجية وطنية بديلة للمفاوضات ويكشف أخطاء في أوسلو
– رام الله – اعتبرت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن نقاط الضعف الهيكلية والإجرائية في جوهر ومضمون اتفاقية إعلان المبادئ بمجملها عززت عدم التكافؤ في ميزان القوى بين المحتل وشعب يرزح تحت الاحتلال، ومنحت إسرائيل المزيد من الوقت لتنفيذ إجراءاتها الأحادية.
جاءت تصريحات المسؤولة الفلسطينية خلال لقاء مع الصحافيين ومراسلي وسائل الإعلام الدولية، في مقر منظمة التحرير برام الله، لمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتوقيع إعلان المبادئ التي تصادف، قدمت خلاله إحاطة شاملة حول تداعيات الاتفاق والممارسات الإسرائيلية على القضية الفلسطينية وآخر المستجدات السياسية.
وأشارت إلى أن الإجراءات الإسرائيلية الأحادية والمخالفة للقانون الدولي والدولي الإنساني بما فيها التوسع الاستيطاني وانتهاك الحقوق الفلسطينية وتجاهل متطلبات السلام أدى إلى ترسيخ الاحتلال العسكري وعرض حل الدولتين للخطر. وركزت على القرارات غير القانونية والإجراءات الأحادية التي اتخذتها الإدارة الأمريكية والتي أفقدتها الأهلية للعب دور وسيط للسلام، وكشفت بوضوح عن كونها وكيلا للاحتلال وداعما وشريكا له.
وقالت:”إن تحركات الإدارة الأمريكية المتغطرسة والظالمة وغير المسؤولة، بما في ذلك الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وقطع المساعدات عن المستشفيات الفلسطينية في القدس الشرقية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، ومخططها لإعادة توطين اللاجئين ورفضها الاعتراف بحدود العام 1967 وحل الدولتين، ومحاولاتها إضفاء الشرعية على المستوطنات بأثر رجعي، وأخيرا إغلاقها مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، جميعها تشكل هجومًا شاملًا ومتعمدًا ليس على الحقوق الفلسطينية ومكونات السلام فحسب، وإنما أيضا على النظاميين القانوني والمؤسسي العالميين”.
ولفتت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم أسلوب التهديد والابتزاز وإنزال العقوبات ضد الشعب الفلسطيني وقيادته، بينما تكافئ إسرائيل وتوفر لها الغطاء السياسي والقانوني والمالي للاستمرار في عدوانها على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدراته وتُؤمن إفلاتها من العقاب.
من جهته دعا الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إلى إستراتيجية وطنية بديلة عن نهج المفاوضات بعد 25 عاماً على توقيع اتفاق أوسلو . وقال: إن الاستنتاج الرئيس الذي يجب أن نستخلصه من اتفاق أوسلو بعد 25 عاما على توقيعه، أن الإدارة الأمريكية الحالية وإسرائيل متفقتان على إنهاء اتفاق أوسلو، وشريكتان في تدمير فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة الحقيقية، وتتعاونان على النيل من حقوق الشعب الفلسطيني، ويترجم ذلك من خلال إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وقطع المساعدان عن الاونروا، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والسعي لشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين مما يدل على انصياع كامل للرؤية الإسرائيلية المتطرفة لتصفية قضايا الحل النهائي والتي كان يجب أن يتم التفاوض عليها و الإنتهاء منها بحلول عام 1999.
وأضاف: أن اتفاق أوسلو فشل لأنه استند أولا على الاعتقاد أن إسرائيل مستعدة للقبول بحل وسط، ولكن اتضح أن إسرائيل استخدمت اتفاق أوسلو لكسب الوقت وتكريس الأمر الواقع على الأرض من جانب واحد، ولتكريس نظام التمييز العنصري الأسوأ في التاريخ ، إضافة إلى استخدامه لإحداث شرخ في الصف الفلسطيني وكمدخل للتطبيع مع العالم.وثانيا أنه استند إلى الاعتقاد بأن الولايات المتحدة يمكن أن تكون راعٍ نزيه للمفاوضات.
وطالب بضرورة تبني إستراتيجية وطنية فلسطينية بديلة عما اتبع حتى الآن، هدفها المركزي تغيير ميزان القوى، والتحرر من اتفاق أوسلو و من ملحقاته بما فيها اتفاق باريس الاقتصادي بالكامل، ومن كافة الالتزامات المجحفة بما في ذلك التنسيق الأمني، ويجب أن ترتكز هذه الإستراتيجية على ستة عناصر، هي: المقاومة الشعبية الواسعة، وحركة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل، وتوحيد الصف الوطني وإنهاء الانقسام، تعزيز الصمود الفلسطيني على الأرض، وإعادة بناء مكونات التكامل بين الشعب الفلسطيني في الداخل أراضي 48، والأراضي المحتلة، والخارج، وضرورة خلخلة معسكر الخصم بسلسلة من النشاطات والمبادرات الفلسطينية في مختلف الميادين وفي مختلف أنحاء العالم.
وكشف البرغوثي ارتكاب أخطاء كبيرة استغلتها إسرائيل بشكل كبير في اتفاق أوسلو، أولها الاعتراف غير المتكافئ، حيث اعترفت منظمة التحرير بإسرائيل، دون أن تعترف بدولة فلسطينية، ودون تحديد حدود “دولة إسرائيل”. ثم توقيع الاتفاق دون اشتراط وقف الاستيطان كما كان يطالب حيدر عبد الشافي، وبالنتيجة ارتفع عدد المستوطنين عند توقيع الاتفاق من 111 ألف مستوطن، إلى حوالي 700 ألف مستوطن. وكذلك أن الاتفاق كان جزئياً انتقالياً ومرحليا دون الاتفاق على النتيجة النهائية التي يسير نحوها التنفيذ المرحلي، وبالتالي بقيت القضايا الرئيسية مؤجلة ومن ثم طبقت إسرائيل خططها المنفردة بشأن كل منها كالقدس، والاستيطان والأمن، والمياه .
أما الخطأ الرابع فكان القبول بمبدأ تجزئة الأراضي الذي تم في اتفاق القاهرة بعد اتفاق أوسلو عام 1994، وهذه التجزئة تشكل المشكلة الأكبر في حياة الشعب الفلسطيني، ونتج عن تقسيمات (أ، ب، ج)، نشوء 224 تجمعاً وجزر مقطعة الأوصال في الضفة الغربية بالجدار والاستيطان والحواجز، ومنطقة (ج) التي تشكل 62% من مساحة الضفة هي منطقة مكرسة بالكامل للاستيطان.
وأكد البرغوثي أن إسرائيل تواجه معضلتين كبيرتين رغم فشل اتفاق أوسلو، وهي: الوجود الديموغرافي على أرض فلسطين، إذ أن عدد الفلسطينيين المقيمين على أرض فلسطين التاريخية تجاوز عدد اليهود الإسرائيليين. واستمرار مقاومة الشعب الفلسطيني للمخطط الصهيوني.
وقال على الحركة الصهيونية والعالم أن يعلموا أنه في حال أقدمت إسرائيل على تدمير فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، فلن يكون هناك إلا حل واحد وهو دولة واحدة ديمقراطية يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات على كل أرض فلسطين كاملة، ولا يمكن أن تكون هذه الدولة يهودية أو عنصرية. وما يجب أن يفهمه العالم من حولنا أن شعب فلسطين لم ولن يرضخ أبدا، و لن يقبل أن نكون عبيدا لنظام العبودية والأبارتهايد، وسنكافح بكل طاقتنا من أجل الحرية والكرامة والعدالة.