السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا

باحث في الجماعات الإسلامية والتنظيمات المتطرفة لـ””: الارهاب ظاهرة عالمية متشابكة ومعقدة

فاطمة الزهراء كريم الله

  •  التشدد مسألة ثقافية تتطلب زمنا للقضاء عليها

ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ لا زال المغاربة تحت وطأة صدمة جريمة مقتل سائحتين إسكندينافيتين، والتي كشفت النيابة العامة ومصادر أمنية مغربية أنها “عمل إرهابي”. ولعل هذا العمل الشنيع دفع بالكثير من النشطاء إلى تجديد مطالبهم بتجفيف منابع التطرف في كتب التربية الوطنية ومحاصرة كل التنظيمات التي تدعو إلى التطرف، والعمل على مراقبة الخطابات التي تتسرب عبر قنوات التطرف ووسائل التواصل الاجتماعي التي  اعتبروها باتت تعج بخطاب الكراهية.

في حديث عن الظاهرة الارهابية والمجهودات المبذولة من قبل الدولة المغربية، قال ادريس الكنبوري، الاستاذ الباحث في الجماعات الإسلامية والتنظيمات المتطرفة، في حوار مع صحيفة “” : إن “الارهاب ظاهرة عالمية متشابكة و معقدة”.

وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن المغرب بحاجة إلى مقاربة شاملة لمحاربة التشدد والإرهاب، لأن مقاربته غير كافية، يشير الكنبوري، إلى أن الدولة المغربية وبإقرار دولي تعتبر نموذجا ناحجا في تطويق الظاهرة وكل من له علاقة بها “. هذا هو نص الحوار…

بداية سيد ادريس، بعد هذا الحادث والطريقة التي قتلت بها السائحتين الإسكندينافيتين كيف يمكن للسلطات المغربية التعامل مع ظاهرة داخليا وخارجيا؟

أولا وقبل كل شيئ لابد من الإشارة إلى أن ظاهرة الإرهاب هي ظاهرة متشابكة ومعقدة وأسبابها عالمية.

فما حصل يبين بأنه لا يوجد بلد في منأى من عمليات هذا التنظيم الإرهابي، مما يفرض رفع مستوى التنسيق وتغيير المقاربة الأمنية الإقليمية. وما مدى أهمية التنسيق الأمني بين بلدان المنطقة المغاربة وشمال افريقيا في مواجهة التهديدات والمخاطر الإرهابية. 

لا شك أن الدولة وبإقرار دولي،  تبذل مجهودات كبيرة في في محاربتها للظاهرة الارهابية وكل من له علاقة بها، سواء من خلال التعاون والتنسيق مع مجموعة من الدول لضمان سلامة الوطن، أو من خلال تطوير منظومتها الأمنية للتعاطي مع قضايا الإرهاب،  إلا أن هناك مشاكل عديدة مرتبطة بالإرهاب تتجاوز قدراتها.

هل يمكن القول إن استراتيجية المغرب في محاربة التشدد قد فشلت؟

أعتقد أن المقاربة الأمنية المغربية ناجحة مهما يكن الأمر وكما سبق وأكدنا أن ذلك بإقرار دولي. ولا يجب أن ننسى بأن الأجهزة الأمنية المغربية نجحت بشكل كبير في سياسة العمليات الاستباقية، بحيث تم تفكيك ما يزيد على 150 خلية إرهابية منذ العام 2002، ومنذ عام 2014 تاريخ الإعلان عما يسمى بخلافة داعش فكك الأمن المغربي عشرات الخلايا النائمة، وأجهض عمليات إرهابية كانت على وشك الوقوع، ولذلك لا أعتقد أن هناك فشلا إذا انطلقنا من مواجهة مشاريع العمليات الإرهابية، أما إذا انطلقنا من مواجهة قضية التشدد فإن التشدد مسألة ثقافية تتطلب زمنا للقضاء عليها، لأنها ترتبط بمسار طويل تشترك فيها عوامل كثيرة.

فالوضع الحالي يستوجب اعتبار الإرهاب مثل ظاهرة التلوث، ويقتضي اجتماعات على أعلى مستوى.

برأيك، هل تغير أسلوب الجماعات المتطرفة من تفجير أماكن عامة في المدن الكبرى كمدينة الدار البيضاء و مراكش إلى عمليات صغيرة في الجبال وبهذا الأسلوب البدائي؟

ليس هناك تغيير في أسلوب الجماعات الإرهابية، بل هناك تنويع بحسب المناطق. العملية التي حصلت في المغرب تبين من خلالها أن التنظيم فشل في استهداف المناطق الكبرى والمدن الكبرى فلجأ إلى منطقة معزولة آمنة تقليديا، لكن في بلدان أخرى هو يستهدف مناطق أكبر. فهذا نوع من التلاؤم لدى الجماعات الإرهابية مع طبيعة وبنية كل منطقة وأسلوبها الأمني في مواجهة الإرهاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق