أوروبا
أكثر من 300 مهاجر أنقذتهم منظمة غير حكومية قبالة ليبيا يصلون إلى إسبانيا
ـ سان روكي ـ وصل أكثر من 300 مهاجر أنقذتهم منظّمة غير حكومية إسبانية قبالة ليبيا قبل أسبوع، صباح الجمعة إلى ميناء في جنوب إسبانيا بعد رفض إيطاليا ومالطا استقبالهم.
ووصلت سفينة تقلّ هؤلاء تابعة لمنظمة “بروأكتيفا اوبن آرمز” إلى ميناء كرينافيس في مدينة سان روكي في خليج جبل طارق، بحسب ما أوضحت المنظمة الجمعة على تويتر.
وكتب مؤسس “بروأكتيفا أوبن آرمز” اوسكار كامبس على تويتر “صباح الخير، أوبن آرمز بالفعل في خليج جبل طارق ومتوجهة نحو المرفأ الوحيد المتاح لها في البحر المتوسط. المهمة انجزت”.
ولدى وصولهم إلى اليابسة، استقبل الصليب الأحمر هؤلاء المهاجرين الـ311 المتحدّرين خصوصا من الصومال ونيجيريا ومالي، حيث قُدمت لهم ملابس وغذاء ومساعدة طبية.
ولاحقا ستعمل الشرطة على تحديد هوياتهم قبل إرسالهم إلى مراكز استقبال.
وأعلنت “بروأكتيفا أوبن آرمز” الجمعة الفائت إنقاذ هؤلاء المهاجرين ومن بينهم حوامل وأطفال ورُضّع في المياه الإقليمية الليبية، وكانوا على متن 3 قوارب.
وأذنت الحكومة الاشتراكية برئاسة بيدرو سانشيز السبت للسفينة بالرسو في إسبانيا بعد رفض إيطاليا ومالطا استقبالها.
كما أشارت حكومة مدريد إلى أن ليبيا وتونس وفرنسا لم تستجب لمطالب السفينة بالرسو في مرافئها.
والسبت نقل رضيع حديث الولادة وأمه بالمروحية من السفينة إلى مالطا، فيما نقل فتى عمره 14 عاما إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية للعلاج من التهاب جلدي خطير.
عيد الميلاد على متن السفينة
نشرت المنظمة الإنسانية صورا وفيديوهات تظهر سائر المهاجرين الذين تم إنقاذهم يحتفلون بعيد الميلاد في البحر وهم يستمعون للموسيقى ويغنون. وبعض الأطفال اعتمروا قبعات سانتا كلوز الحمراء وتعانقوا على متن سفينة الإنقاذ الصغيرة.
وقامت سفينة أخرى هي أسترال وتقوم بتشغيلها “بروأكتيفا أوبن آرمز”، الإثنين بتسليم بطانيات وأدوية وطعام إلى السفينة أوبن آرمز.
واستأنفت سفينة “بروأكتيفا أوبن آرمز” في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، إلى جانب سفينتين تابعتين لمنظّمتين مهماتها في وسط البحر المتوسط قبالة ليبيا.
وكانت السفينة علّقت مهماتها في آب/أغسطس الفائت متهمة حكومات ووزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني تحديدا ب”العمل على تجريم” سفن إنقاذ المهاجرين.
وكان سالفيني رفض دخول هذه السفن إلى مرافئ إيطاليا، واتهمها بالعمل “كخدمة أجرة” للمهاجرين. كما أبدت مالطا بشكل متزايد عدم رغبتها في استقبال هذه السفن.
وخاطب مؤسس “بروأكتيفا أوبن آرمز” أوسكار كامبس سالفيني على تويتر الأسبوع الفائت قائلا “خطابك ورسالتك مثل كل شيء في هذه الحياة سوف ينتهيا”.
وتابع “لكن عليك ان تعلم أنه خلال عقود قليلة، ذريتكم ستشعر بالخزي مما تفعله وتقوله”.
أكثر الطرق فتكا
وهذه المرة الأولى منذ آب/اغسطس الفائت التي تسمح فيها إسبانيا لسفينة إنقاذ إنسانية بالرسو وإنزال مهاجرين في مرافئها.
ووصل سانشيز إلى الحكم في حزيران/يونيو الماضي، وجذب اهتمام العالم حين قدم بعد فترة وجيزة من وصوله الى السلطة يد العون لسفينة إنقاذ خيرية فرنسية هي أكواريوس.
ووافق سانشيز على استقبال أكواريوس وعلى متنها 600 مهاجر في مرفأ فالنسيا في شرق البلاد، بعد أن رفضت إيطاليا ومالطا استقبالها، في وقت تصاعد التوتر والجدل في أوروبا بسبب سياسة الهجرة.
ثم سمحت مدريد لسفينة “بروأكتيفا أوبن آرمز” بالرسو ثلاث مرات في مرافئها خلال أشهر الصيف، إلا أنها رفضت استقبال اكواريوس مجددا.
ودرب الهجرة هذا هو الأكثر فتكاً بالأرواح، فقد قتل أكثر من 1300 شخص وهم يحاولون الوصول إلى إيطاليا أو مالطا عبره منذ بداية 2018، وفق ما ذكرت المنظمة الدولية للهجرة. وتقول المنظمة إن الطريق البحري بين المغرب واسبانيا بات الاكثر استخداما من جانب المهاجرين، مع وصول أكثر من 56 ألفا منهم إلى السواحل الاسبانية هذا العام.
وقضى 769 مهاجرا منذ بداية العام 2018 في غرب البحر المتوسط خلال محاولتهم بلوغ إسبانيا، بحسب المنظمة، في حين قضى 224 في 2017. (أ ف ب)