السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا

أزمة معلنة في معسكر إخوان الجزائر ومحاولة للتمرد على القيادة قبيل رئاسيات 2019

نهال دويب

ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ اشتد الصراع بين جناحي الصقور والحمائم داخل حركة مجتمع السلم الجزائرية (أكبر الأحزاب الإسلامية في البلاد)، وامتد هذه المرة ليصل إلى تشكيل حركة انشقاقية للتمرد على قيادة (إخوان الجزائر) عشية الاستحقاق الرئاسي القادم.

كشف زعيم ” إخوان الجزائر ” عبد الرزاق مقري، عن محاولة قيادات داخل تشكيلته السياسية، تشكيل حركة انشقاقية للتمرد على قيادة حركة “مجتمع السلم” بسبب الخط السياسي المناوئ للسلطة الذي تنتهجه ” حمس ” بقيادة عبد الرزاق مقري.

وقال مقري، في برنامج بثته قناة محلية خاصة، الأحد الماضي، ” هناك بعض التصرفات والتصريحات التي تؤكد وجود مشروع لانشقاق مستقبلي ولكن ستتصرف قيادة الحزب برد الفعل وليس بالفعل”.

ورغم أن رئيس أكبر الأحزاب الإسلامية في البلاد رفض تحديد هوية الراغبين في الانشقاق عن ” حمس ” وإن كان يتعلق الأمر بغريمه الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني، إلا أنه كان يلمح بوضوح إلى تصريحات وتحليلات غير منسجمة إطلاقا مع المواقف السياسية للحركة أطلقها جناح هذا الأخير.

وأطلق الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني، رفقة قيادات محسوبة عليه، ” مشروع المنتدى العالمي للوسطية والذي تحصل على الاعتماد من الداخلية، يضم المنتدى عدد من الوجوه المحسوبة على السلطة في البلاد على غرار وزير المالية الجزائري عبد الرحمان بن خالفة ورئيس المنظمة الوطنية للزوايا عبد القادر ياسين “.

واتهم حينها رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، السلطات بعد منحها الاعتماد لمنتدى الوسطية بمحاولة خلق الفوضى وتشجيع التمرد داخل الأحزاب السياسية.

وليست هي المرة الأولى التي تكون فيها أكبر الأحزاب الإسلامية رهين تجاذب بين تيار “أبو جرة سلطاني ” الذي يدافع بشدة على خيار المشاركة والتعايش مع السلطة والمشاركة في الاستحقاقات وعودة ” إخوان الجزائر ” إلى أحضان الحكومة، وبين تيار عبد الرزاق مقري الذي رمى بـ ” حمس ” بين أحضان المعارضة ووضع حاجز عميق بينها وبين السلطة.

وأضاف عبد الرزاق مقري قائلا: “لا يتأكد الأمر سنتصرف لكن قبل ذلك نصبر ونؤوّل ونحاول معالجة المشاكل، لما نصل الى وقت الحسم ستتحرك الحركة”.

وقال زعيم إخوان الجزائر “لا خوف على حمس فيها مؤسسات قوية جدا ولا يوجد أي شخص يريد ليّ ذراع الحركة لا مقري ولا رئيس حزب سابق ولا قيادي سابق”.

وتأمل حركة مجتمع السلم في عدم توجه السلطة نحو مشروع ولاية رئاسية خامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وتجسيد مشيروه التوافق لتجاوز المرحلة الحالية، واقترحت تأجيل رئاسيات 2019 وهو المقترح الذي قوبل برفض شديد من طرف المعارضة السياسية في البلاد.

وأبدت قيادات محسوبة على جناح الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني، امتعاضها من طريقة تعامل رئيس أكبر ألأحزاب الإسلامية في البلاد مع ملف رئاسيات 2019، وقال عضو مجلس شورى الحركة عبد الرحمان سعيدي، في تصريح لـ “” إنه لحد الساعة لم يناقش هذا الملف بشكل رسمي، لكن الأمر الذي يلاحظ اليوم هو أن قيادات الحركة فتحت هذا الموضوع للنقاش على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في شكل تدوينات أو أراء أخرى تنشر عبر وسائل الإعلام أو في تجمعات شعبية، فمن المفروض أن يستدعى مجلس شورى الحركة لفتح نقاش جاد وموضوعي, يدرس فيه الرأي المحمود والرأي المذموم.

وشهدت أكبر الأحزاب الإسلامية في البلاد ثلاثة انشقاقات، أول انشقاق كان سنة 1994 بعد إعلان قيادات في الحركة الانسحاب بسبب مواقفها على التحالف، وانقسام آخر شهدته حمس ترتب عنه الإعلان عن ميلاد جبهة التغيير بزعامة عبد المجيد مناصرة الوزير الجزائري السابق، وشهدت الحركة انشقاق ثالث قاده الوزير السابق عمار غول الذي حزب أسس حزب تجمع أمل الجزائر (حزب موال لبوتفليقة).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق