السلايدر الرئيسيشرق أوسط

خمسة يهود متهمون بقتل الفلسطينية عائشة الرابي… وزوج الشهيدة: لم يبلغني أحد أنه تم اعتقال مشبوهين بقتلها

فادي ابو سعدى

ـ رام الله ـ من فادي ابو سعدى ـ مددت المحكمة الاسرائيلية حبس القاصرين اليهود الخمسة، الذين تم اعتقالهم، الأسبوع الماضي، بشبهة الضلوع في نشاط إرهابي يهودي، والمتهمين بقتل السيدة الفلسطينية عائشة الرابي، من سكان بلدة بديا وأم لثمانية أولاد، في تشرين الأول الماضي. وقد مددت المحكمة اعتقال المشتبه بهم حتى يوم الخميس.

وكان جهاز الأمن العام (الشاباك) قد اعتقل ثلاثة من المشبوهين في مطلع السبوع الماضي، ومن ثم اعتقل المشبوهين الآخرين في نهاية الأسبوع. وكانت الشرطة قد اعتقلت هذين الأخيرين خلال مظاهرة جرت السبوع الماضي ضد اعتقال الثلاثة، وتم الإفراج عنهما، ليعود الشاباك ويعتقلهما بشبهة التورط في الجريمة.

ويستدل من بيان الشاباك، أن الخمسة تعرفوا على بعضهم البعض في المدرسة الدينية في بؤرة “رحاليم”. ووفقا للبيان، في اليوم التالي لقتل عائشة الرابي، خرجت مجموعة من نشطاء اليمين من مستوطنة يتسهار، وتوجهت إلى المدرسة الدينية في “رحاليم” لتعليم الخمسة كيف يواجهون التحقيق معهم في حال اعتقالهم. ولا تزال بقية التفاصيل حول حوية المعتقلين والتحقيق معهم محظورة. وبشكل استثنائي، أشار الشاباك في بيانه، إلى أنه “في الأيام الأخيرة، قامت مختلف الأطراف ذات المصالح بتوجيه ادعاءات واتهامات خطيرة ضد الشاباك في موضوع التحقيق الذي يجري في هذه القضية.” وقال البيان إن “الشاباك يعمل حسب قانون منع الإرهاب أينما كان”. ويشير البيان بشكل مفصل إلى كل المزاعم ضد الشاباك ويرد عليها.

وكان الشاباك قد ركز على التحقيق في المدرسة الدينية “رحاليم” منذ البداية، وتم استجواب عشرات الطلاب والحاخام الذي يدرسهم، ومن ثم تم اعتقال اثنين من المشتبه بهم في مبنى المدرسة الدينية.

المدرسة الدينية التي درسوا فيها تعتبر “طائرا غريبا”

وفي تقرير آخر حول الموضوع، نشرت صحيفة “هآرتس” أن المدرسة الدينية “بري هآرتس” في رحاليم، التي درس فيها المعتقلون الخمسة، تم تأسيسها قبل ثلاث سنوات ولا تعتبر من المدارس الدينية التي تعتبر متطرفة بشكل خاص. وبناءً عليه، فإنه لا يتم تحديدها مع المنشورات الاستفزازية المعروفة، مثل كتاب “توراة الملك”، على سبيل المثال. ومع ذلك، فقد وصفتها مصادر تعرفها بأنها “طائرا غريبا”.

وعلى الرغم من أن “رحاليم” أقيمت كبؤرة غير قانونية، إلا أن سكانها لا يعتبرون من المتطرفين. فهي ليست يتسهار أو نحلئيل، حسب ما قاله مصدر يعرف المكان والسكان الذين يعيشون هناك. وقال لصحيفة “هآرتس” إن طلاب المدرسة الدينية في البؤرة لم ينشؤوا في رحاليم، فهم يأتون من الخارج، سواء من المناطق أو من داخل الخط الأخضر. وقالت مصادر تعرف المدرسة الدينية إن تلاميذها يختلفون في مواقفهم عن سكان رحاليم، ويتم تصنيفهم، بشكل عام، ضمن اليمين المتطرف، أكثر من سكان المستوطنة. وقال أحد سكان المنطقة: “أنا انقلهم [طلاب المدرسة الدينية] طوال الوقت، وهم تماما مثل نحلئيل ويتسهار”.

وفي السياق قال زوج الشهيدة عائشة الرابي، إنه لا يعرف على الإطلاق أن جهاز الأمن العام ألقى القبض على المشبوهين بقتل زوجته، ولم يسمع عن اعتقالهم إلا من وسائل الإعلام.

وقال يعقوب الرابي: “لم يبلغني أحد بما يحدث أو بأية تطورات. من الصعب عليّ تقييم ما يعنيه هذا بالنسبة للإجراءات القانونية وما إذا كان القتلة سينالون العقاب المناسب”. وقال إنه لا يوجد عقاب يعيد زوجته إلى الأسرة، لكن العقوبة سيكون لها تأثير رادع قد يمنع الآخرين من القيام بأفعال مماثلة.

وكان يعقوب الرابي يسافر مع زوجته وابنته البالغة من العمر ثماني سنوات على متن السيارة التي تعرضت للرشق بالحجارة، فأصيبت زوجته عائشة في رأسها. وقال: “منذ اللحظة الأولى، عرفت أنهم مستوطنون، لأنه في هذا القطاع وفي المكان الذي رشقوا فيه الحجارة، لا يوجد أي امل بأن يتواجد هناك فلسطينيون، وقد سمعتهم يتحدثون بالعبرية”. وأضاف الرابي أنه ما زال وأطفاله يعانون من صعوبة التعافي من الكارثة: “كنا معا لمدة 32 عاما وفجأة، في لحظة واحدة، تم تدمير كل شيء. لا أريد أن يمر أي شخص بهذا الكابوس”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق