شرق أوسط

سوريا: خوف في منبج بعد تفجير دموي استهدف الأمريكيين

ـ منبج ـ في سوق مدينة منبج في شمال سوريا، يسود الخوف والذهول المتسوقين الذين يتنقلون بسرعة لشراء حاجياتهم وسط واجهات محال محطمة ومحترقة نتيجة التفجير الانتحاري الذي أودى الأربعاء بحياة 19 شخصا بينهم أربعة أمريكيين.

والتفجير الانتحاري الذي تبناه تنظيم داعش هو الأكثر دموية ضد القوات الأمريكية في التحالف الدولي بقيادة واشنطن منذ بدء تدخله العسكري في سوريا في العام 2014.

بحذر شديد، يمر سكان أمام مطعم الأمراء حيث وقع التفجير، يلقون نظرة سريعة على مخلفاته من لافتة سقطت أرضاً ومنقل فحم للشواء محطم، وأسياخ من الكباب والشاورما لا تزال معلقة.

في مكان قريب، يتوقف جمعة القاسم (40 عاما) وإلى جانبه طفله فراس (ثلاث سنوات) بسيارته لشراء ما يحتاجه بسرعة. ويقول الرجل الذي طغى الشيب على شعره، “نقف هنا خائفين ولا نعلم ماذا سيحدث، نأتي إلى السوق خائفين، ونذهب إلى العمل خائفين”.

وجاء التفجير بعد أقل من شهر على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته من سوريا بعدما حققت هدفها بـ”إلحاق الهزيمة” بتنظيم داعش.

ويدعم التحالف قوات سوريا الديموقراطية، وهو تحالف فصائل كردية وعربية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية.

وتضم مدينة منبج ومحيطها، التي تديرهما فصائل منضوية في قوات سوريا الديموقراطية، مقرات لقوات التحالف لا سيما الأمريكية.

ونادراً ما تُستهدف مدينة منبج بتفجيرات من هذا النوع منذ طرد تنظيم داعش منها في العام 2016.

وأعلن مجلس منبج العسكري الأربعاء أنه سيواصل العمل “لإحباط كل المؤامرات التي تستهدف إعادة الفوضى وضرب الأمن والاستقرار”.

 جثث وجرحى

في سوق المدينة، ينتشر عناصر من قوات الأمن الداخلي المدججين بالسلاح ويفرقون سريعاً أي تجمع للمارين الذي يتفقدون آثار التفجير.

قرب المطعم، ينهمك عبد الرحمن (45 عاماً) في رفع الزجاج المحطم عن أرض محله المخصص لبيع القرطاسية والألعاب، ويخرج دمى حمراء اللون من واجهة المحل ليزيل عنها الزجاج والغبار.

ويروي لوكالة فرانس برس، وقد لف وجهه بكوفية حمراء وبيضاء اللون، “كنت واقفاً أمام باب المحل، وفجأة رأيت وهجاً من النيران يخرج من المطعم، ومن بعد ذلك رأيت الأشلاء على الأرض”.

في مكان قريب، يبكي الرجل الأربعيني نعسان دندن وهو يتذكر اللحظات التي وقع فيها التفجير. ويقول “كنت أقف في الخارج، وفور دخولي إلى المحل وقع التفجير وسقطت أرضاً”.

ويضيف “لم أفهم ما الذي حدث، وحين خرجت رأيت الجثث والجرحى، وقتها علمت أن تفجيراً حدث”، قبل أن يكمل عمله داخل ستوديو تصوير سقطت واجهته. وتكسرت بعض إطارات الصور فيما بقيت أخرى صامدة على الحائط وإلى جانبها آلتا تصوير.

عند مدخل مدينة منبج، تشدد قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) إجراءاتها الأمنية، وتقوم بعملية تفتيش دقيقة للداخلين والخارجين، كما تسير دوريات داخل المدينة. إلا أن ذلك كله لا يهدئ من خوف السكان القلقين.

ويقول ملك الحسن (40 عاماً) “أتيت البارحة لأشتري كتباً للأطفال، لكني لم أتمكن من ذلك، حصل التفجير ولم أعرف كيف هربنا”.

ويضيف “نتمنى من الأسايش تشديد الإجراءاتها أكثر على الحواجز وأن تشحذ الهمم لتمنع هؤلاء المندسين من القيام بهذه الأعمال التخريبية”. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق