السلايدر الرئيسيتحقيقات
المغرب: وزارة التربية الوطنية تطرح مشروعا لنشر قيم التسامح في صفوف التلاميذ
فاطمة الزهراء كريم الله
تقرير يصنف تحصيل التلاميذ المغاربة ضمن الأضعف بالعالم
ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ تعكف وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بشراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء على وضع اللبنات الأولى لمشروع نشر قيَم التسامح والمواطنة في صفوف التلاميذ في مختلف الأسلاك التعليمية بالمغرب.
ويقوم المشروع على تزويد كل مؤسسة تعليمية بأستاذ يتولى مهمة تحسيس التلاميذ بأهمية التحلي بالقيم الحميدة، ونبذ العنف، والوقاية من السلوكيات السلبية، التي برزت بشكل لافت في الآونة الأخيرة في المدرسة المغربية.
وستشمل هذه المبادرة ستشمل 200 مؤسسة تعليمية في البداية، فق أفق الوصول إلى 3000 مؤسسة. وسيكون في كل مناسبة، منشط تربوي، يشرف على تحسيس التلاميذ، كما أنّ تكوينات الأساتذة الذين سيقومون بهذه العملية انطلقت.
ويأتي هذا المشروع في خضمّ مخاطر التطرف المحدّقة بالناشئة والشباب المغربي، وتوسع رقعة السلوكيات غير السليمة في صفوف الشباب.
وكشف وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، أن وزارته عملت على خلْق مراكز في كل الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، وفي كل المديريات الإقليمية، من أجل تدبير هذا الورش. معتبرا أن حوادث العنف التي تقع داخل المدرسة المغربية، سواء التي تطال التلاميذ أو الأساتذة، ليست كثيرة، وهي انعكاس لحال المجتمع، فالمدرسة المغربية هي مرآة المجتمع، وما يمور في المجتمع من مشاكل ينعكس في المدرسة.
ودعا أمزازي الأسَر إلى تربية أبنائها على القيم الحميدة، قائلا “صحيح أن المدرسة فضاء للرقي بالأخلاق وقيم التسامح، ولكن للأسرة أيضا لها دور كبير..التربية في البيت والتعليم في المدرسة، فالتربية تتمّ داخل الأسرة والتوجيه في المدرسة”.
هذا وعرفت مجموعة من المؤسسات التعليمية في الفترة الاخيرة سلسلة من أحداث عنف واعتداءات على الأساتذة من طرف تلاميذتهم شغلت الرأي العام المغربي كان أهمها واقعة الاعتداء على أحد الأساتذة بإحدى المؤسسات في مدينة ورززات من طرف أحد تلاميذه، بعدها اهتزت ثانوية “الحسين ين علي” التأهيلية، بمدينة الدار البيضاء، على واقعة الاعتداء على أستاذة بسكين بسلاح أبيض من طرف تلميذها.
مما خلفت الكثير من الانتقادات المتباينة في صفوف النقابات التعليمية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية بخصوص من يتحمل المسؤولية عما أصبحت تشهده وتعيشه المنظومة التربوية من انهيار للقيم داخل المجتمع، وتفشي مظاهر العنف والتطاول على مكانة الأستاذ والمدرسة عموما.
ويرى مراقبون أن قطاع التعليم بالمغرب يمر بمرحلة عصيبة جدا تستلزم وضع خطة حكومية واضحة بخصوص استراتيجية التعامل مع هذا القطاع، والعمل بشكل جماعي موحد الأدوات والسبل من أجل تفادي كل ما من شأنه أن يهدد مسار إصلاح المنظومة التربوية وتنزيل الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030 التي وضعها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.
من جهة أخرى كشف تقرير حديث للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، عن مجموعة من مظاهر النقص ذات الصلة بمكتسبات التلاميذ في مجال القراء وفهم النصوص وتأويلها.
وقال التقرير، الذي يحمل عنوان “تقييم نتائج التلاميذ المغاربة في الدراسة الدولية حول تطور الكفايات القرائية” والذي يعتمد على معطيات تصنيف “الجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي” الذي ينجز كل خمس سنوات إن “تحصيل التلاميذ المغاربة يندرج ضمن خانة المستوى المنخفض، بحصولهم على معدل أقل من المعدل المتوسط الذي يعتمده التصنيف والمتمثل في 475 نقطة، إذ لم يسبق أن تجاوز معدل التلاميذ المغاربة 400 نقطة. مؤكدا أن 35 في المائة من الأطفال المغاربة لم يترددوا على التعليم الابتدائي خلال 2016، وأن تفوق الإناث في التحصيل الدراسي مقابل الذكور بفارق يصل إلى 28 نقطة”.
وأوضح التقرير ذاته، تسجيل تحسن في نتائج تحصيل التلاميذ المغاربة بين سنة 2011 وسنة 2016، حيث انتقلت النسبة من 310 نقط سنة 2011 إلى 358 نقطة سنة 2016، بزيادة 48 نقطة، لكن على الرغم من ذلك لا يزال المغرب يحتل الصفوف الثلاثة الأخيرة في التصنيف الدولي.