العالم

توجيه الاتّهام لمقرب من ترامب في إطار التحقيق بتدخّل روسيا في الانتخابات الرئاسية

ـ واشنطن ـ أفرجت محكمة أمريكية الجمعة بكفالة عن روجر ستون، الصديق القديم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره السابق، بعدما اعتقلته السلطات لساعات ووجّهت إليه اتّهامات في إطار التحقيق في تدخّل روسيا في الانتخابات الرئاسية في 2016.

ولدى خروجه من المحكمة في فلوريدا قال ستون (66 عاماً) إنّه سيدفع ببراءته من التهم التي وجّهت إليه، معتبراً إيّاها “سياسية”.

ويؤكّد المحقّقون أنّ ستون أدلى بأقوال كاذبة في ما يتعلّق بمراسلات جرت بينه وبين موقع ويكيليكس الذي نشر رسائل إلكترونية مقرصنة أثّر الكشف عن فحواها سلباً على شعبية هيلاري كلينتون.

وسارع ترامب إلى التعليق على ظروف توقيف صديقه في عملية اعتقال جرت قبيل الفجر وبثّت وقائعها شبكة “سي أن أن”، مندّداً مجدّداً ب”حملة مطاردة شعواء” سياسية تستهدف مقرّبين منه، ومعتبراً أنّ “مهرّبي البشر يلقون معاملة أفضل”.

وعصر الجمعة مثل المنظّر السياسي والمستشار الخفيّ للعديد من القادة الجمهوريين أمام محكمة في فلوريدا في جلسة حصل في نهايتها على إطلاق سراح مقابل كفالة مالية تبلغ 250 ألف دولار.

وتم توجيه سبع تهم لستون تشمل عرقلة إجراء رسمي والإدلاء بأقوال كاذبة والتلاعب بشهود، كما أفاد مكتب مولر الذي يقود التحقيق.

ولدى خروجه من قاعة المحكمة قال ستون للصحافيين وقد بدا عليه الارتياح “سأدفع ببراءتي من هذه التهم  أعتقد أنّها محاكمة سياسية”.

وبينما كان ستون يدلي بتصريحه أمام كاميرات التلفزيون كانت جموع على مقربة منه تهتف “أسجنوه” في ترداد للمطلب الذي ما انفكّ أنصار ترامب يرفعون لواءه وهو “أسجنوها” في إشارة إلى كلينتون.

“لن أشهد ضدّ الرئيس”

ولكن ستون لم يبال بهذه الهتافات، وقال للصحافيين “لن أشهد ضدّ الرئيس”.

وأضاف “أنا أحد أقدم أصدقائه.أنا من أشدّ مناصري الرئيس. أعتقد أنّه يقوم بعمل رائع”.

وكان فريق المدّعي الخاص أفاد أنّ ستون أوقف فجر الجمعة في فورت لودردايل في فلوريدا “بعد توجيه الاتهام إليه من قبل هيئة محلّفين فدرالية في 24 كانون الثاني/يناير 2019”.

وعلّقت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز على ذلك لقناة “سي أن أن” قائلة إن هذا التوقيف “لا علاقة له بالرئيس وبالتأكيد لا علاقة له بالبيت الأبيض”.

وفي تغريدة على تويتر قال ترامب “أكبر حملة مطاردة شعواء في تاريخ بلدنا! لا تآمر!”.

وعرضت “سي أن أن” مشاهد تظهر عناصر من مكتب التحقيق الفدرالي باسلحتهم يّطوقون منزل ستون قبل الفجر.

ولم يرق لترامب ما بثّته الشبكة الإخبارية التي غالباً ما يكيل لها الاتهامات، وقال متسائلاً “من الذي أخطر سي أن أن كي يكونوا هناك؟”.

وبحسب اللائحة الاتّهامية فإنّ “ستون يدّعي سراً وعلناً تواصله مع المنظمّة 1” في آب/أغسطس 2016. وتلك المنظمة، أي ويكيليكس، نشرت في تشرين الأول/أكتوبر 2016 رسائل خاصة مقرصنة من المعسكر الديموقراطي بهدف التأثير على فرص انتخاب هيلاري كلينتون.

لكنّ ويكيليكس نفت أيّ تواصل مباشر بينها وبين ستون.

ويؤكّد القرار الاتّهامي أنّ ستون كان عضواً في فريق حملة ترامب “حتى آب/أغسطس 2015 وحافظ على تواصل مستمر معها ودعمها علناً حتى عام 2016”.

وأضاف أنّ المتّهم “ناقش في صيف 2016 مع مسؤولين رفيعي المستوى في حملة ترامب المنظمة 1 والمعلومات التي تستطيع الحصول عليها والتي من شأنها أن تلحق أضراراً بحملة كلينتون”.

ونفى ستون في كانون الأول/ديسمبر 2018، أي تواصل له خلال الحملة الرئاسية مع مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج.

ويومها قال ترامب في تغريدة “+لن أشهد أبداً ضد ترامب+. هذا تصريح حديث لروجر ستون مسرور لرؤية أن بعض الأشخاص لا يزال لديهم ثبات”.

وستون، المستشار غير الرسمي لترامب، متّهم أيضاً بـ”اتّخاذ إجراءات لعرقلة” التحقيقات المتعلّقة بالتدخّل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.

وهو متّهم كذلك بأنه أدلى “بالعديد من التصريحات الكاذبة” أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب حول تواصله مع ويكيليكس.

ويحاول مولر وفريقه منذ عام ونصف العام معرفة ما إذا كان هناك تواطؤ أو تعاون بين فريق حملة ترامب وموسكو في عام 2016.

تحقيقات متشعّبة

ويمثّل هذا الاتّهام الجديد في هذه التحقيقات المتشعبة خبراً سيّئاً لترامب الذي ينفي دائماً حصول أي تواطؤ بين حملته الانتخابية وموسكو.

وحتى الآن، لم تستهدف تحقيقات مولر مباشرة ترامب بل أدّت إلى اتهامات متعددة وإدانات لمستشارين مقربين من الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة.

وفي إطار هذه التحقيقات حُكم على مايكل كوهين محامي ترامب السابق بالسجن ثلاث سنوات، لانتهاكه القوانين المتعلقة بتمويل الحملات الانتخابية.

ووجد بول مانافورت، الذي كان مديراً لفريق حملة ترامب، مذنباً بسبب معاملات مالية مرتبطة بأوكرانيا قبل الانتخابات الرئاسية عام 2016.

واعترف مايكل فلين، مستشار ترامب السابق للأمن القومي، بالكذب أمام المحققين حول صلاته مع مسؤولين روس. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق