السلايدر الرئيسيشرق أوسط

في اليمين واليسار الإسرائيلي يعترفون: قوة المراقبة الدولية في الخليل لم تساعد المدينة المتوترة

فادي ابو سعدى

ـ رام الله – من فادي ابو سعدى ـ قالت مصادر إسرائيلية ان قوة المراقبين الدوليين في الخليل TIPH، التي قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عدم تمديد تفويضها، هي منظمة غريبة. لقد تم إرسال رجالها إلى الخليل قبل عشرين عاما في أعقاب المجزرة التي وقعت في الحرم الإبراهيمي، من أجل تهدئة المنطقة، لكن مدى نشاطها منذ ذلك الحين غير واضح، والدعم الذي تحظى به منخفض – حتى بين الفلسطينيين والناشطين اليساريين في المدينة.

منذ اللحظة الأولى، كره المستوطنون في المدينة المتوترة أعضاء القوة، الذين يفترض قيامهم بالتبليغ عن انتهاكات القانون والمشاكل الإنسانية في الخليل. لكن حتى بين الفلسطينيين من الصعب العثور على مؤيدين للقوة. وقد امتنع العديد من ممثلي المنظمات اليسارية عن إجراء مقابلات معهم بشأن الأمر بعد قرار إنهاء تفويض القوة، ويعود ذلك جزئيا إلى أن الكثيرين منهم اعترفوا، خارج الاقتباس، بأنها لم تفعل سوى القليل جدا من الناحية العملية.

أولئك الذين يزورون الخليل عادة، وأولئك الذين يعيشون فيها والذين يخدمون فيها، يعرفون جيدا السيارات البيضاء مع الشعار الأحمر للمراقبين، الذين اعتادوا التجوال وتوثيق الأحداث المختلفة ضمن التفويض الممنوح لهم. لكن ماذا فعلوا باستثناء ذلك؟ هذا غير واضح، تقول صحيفة هآرتس.

ومنذ أن تم نصب أعضاء القوة، التي تحمل اسم “الوجود الدولي المؤقت في الخليل”، في المدينة، قامت الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية بالتوقيع على التفويض من حين لآخر، الأمر الذي مدد نطاق سلطتهم للعمل هناك. وتتكون القوة بالكامل من رعايا أجانب – إيطاليين، نرويجيين، سويديين وسويسريين. ويبدو أن النرويجيين هم الأكثر نشاطا في القوة (على سبيل المثال، من أجل تلقي رد رسمي كانت TIPH تتوجه إلى السفارة النرويجية، والتي بدورها أحالت الطلب إلى وزارة الخارجية إلى أوسلو).

وقد سمع أعضاء TIPH عن إنهاء التفويض لأول مرة في وسائل الإعلام. وقالوا إنهم لم يتسلموا، حتى يوم الثلاثاء، رسالة رسمية من الحكومة بشأن القرار. “نحن نعمل في المدينة كالمعتاد”، قال أحد أفراد القوة لصحيفة “هآرتس”، أمس الأول الثلاثاء. ولكنهم لم يظهروا في الشارع منذ صباح الثلاثاء، وفي المساء، أبلغت إسرائيل الدول الأعضاء أن الولاية ستنتهي هذا الأسبوع.

ويرفض عيسى عمرو، أحد أبرز النشطاء الاجتماعيين في الخليل، المزاعم بأن أنشطة أعضاء القوة لا معنى لها. وقال لصحيفة “هآرتس” “لقد كانوا مهمين جدا في المدينة بالنسبة للفلسطينيين الذين يعيشون هنا، من حيث الجوانب الأمنية. المستوطنون عنيفون للغاية والجنود لا يفعلون أي شيء لهم، والجنود لا يستطيعون حمايتنا من المستوطنين، بينما حاولت قوة TIPH القيام بذلك. لا أعتقد أنهم مسوا بالجمهور أو بالجنود الإسرائيليين. لقد حاولوا تغيير الوضع على الأرض”. وأضاف عمرو أنه في رأيه، مع نهاية التفويض، “سنرى الآن المزيد من العنف الإسرائيلي في الخليل”.

ومع ذلك، على عكس عمرو، رحب المستوطنون في المدينة بالقرار. ففي الأشهر الأخيرة، أصبح نشطاء القوة مكروهين بشكل خاص، وذلك بعد نشر توثيق لحد رجال القوة أثناء قيامه بثقب إطارات سيارة أحد المستوطنين وإفراغها من الهواء أمام الكاميرات الأمنية، وتوثيق ناشط آخر وهو يصفع طفلا من المستوطنة. وقد عززت هذه الصور مطالب اليمين الاستيطاني بطرد القوة من الخليل.

وقال عوفر أوحانا وهو مستوطن معروف في الخليل بفضل قيامه بتصوير الفيديو: “لقد وثقتهم لأنهم كانوا يضايقون جنود الجيش والمستوطنين بشكل عام في الخليل”. وقال ايتمار بن غفير، أحد سكان المستوطنة: “من الجيد أنه توجد انتخابات، وإلا لكان نتنياهو سيواصل النوم بهدوء. عدم تجديد التفويض هو خطوة مناسبة ومطلوبة، لكن من المؤسف أنها تتم فقط لأغراض انتخابية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق