السلايدر الرئيسيثقافة وفنون
متحف الموصل يحتضن أول معرض تشكيلي بعد تحرير المدينة من داعش
سعيد عبدالله
ـ الموصل ـ من سعيد عبدالله ـ احتضن متحف الموصل الحضاري على مدى الأيام الماضية أكثر من 75 عملا فنيا لعدد من الفنانين العراقيين والعرب والأجانب في أول معرض تشكيلي يحتضنه المتحف منذ تحرير المدينة من تنظيم داعش الإرهابي في 10 تموز/ يوليو من عام 2017.
لوحات فنية ومنحوتات وأعمال سيراميك وفخاريات وصور فوتوغرافية تروي تأريخ بلاد مابين النهرين والموصل والأحداث التي مرت بها المدينة خلال الأعوام الماضية مثلت مشهد المتحف الحضاري الذي لم يفتح أبوابه للموصليين منذ سيطرة داعش على المدينة في 10حزيران/ يونيو من عام 2014.
وقال خليف محمود، رئيس جمعية الفنانين العراقيين فرع نينوى لـ””: “يحتضن المعرض أكثر من 75 عملا فنيا، وتنظمه جمعية التشكيليين العراقيين فرع محافظة نينوى بالتنسيق مع إذاعة الغد وبدعم من شركة غوغل الأمريكية، وسينقل بعد انتهائه في الموصل الى أوربا ليعرض هناك”.
واعتبر محمود المعرض بطاقة حب ملونة للعالم يثبت وجود الثقافة والفن في الموصل بعد أن تعرضت المدينة ورموزها الثقافية للتدمير جراء سيطرة داعش عليها لأكثر من ثلاث سنوات وعمليات تحريرها من التنظيم، موضحا “نعمل اليوم على إعادة الحياة للموصل تحت شعار العودة الى الموصل صراع من أجل الحياة”.
ونشر تنظيم داعش شريطا مصورا في شباط/ فبراير من عام 2015 يظهر مجموعة من مسلحيه وهم يحطمون محتويات متحف الموصل الحضاري التاريخية بواسطة آلات حفر ومعاول، ولم تقتصر عمليات تدمير الآثار داخل المتحف بل دمر التنظيم مدينة نمرود التاريخية عاصمة الإمبراطورية الآشورية التي تقع جنوب الموصل ومراقد الأنبياء يونس وشيت وجرجيس ومدينة الحضر ودير مارإيليا وهي أقدم الكنائس في العراق، والجامع الكبير، والمنارة الحدباء، وبحسب احصائيات مديرية آثار نينوى دمر داعش نحو 360 موقعاً أثرياً من بينها كنائس ومعابد ومساجد في المحافظة منذ سيطرته عليها عام 2014 وحتى اليوم.
من جهته يقول المواطن محمد الطائي لـ””: اختيار متحف الموصل الحضاري لتنظيم المعرض أمر مهم جدا، فهذا المكان احتضن آثارا وأعمالا فنية منذ آلاف السنين لأبناء الموصل وبلاد مابين النهرين، واليوم يعود المتحف ليحتضن أعمالا فنية لكبار الفنانين العرب والعراقيين والأجانب، وهي رسالة الى ارهابيي داعش والمتطرفين في العالم أن المتحف الذي دمره التنظيم الإرهابي عاد اليوم من جديد وفتح أبوابه لمحبي الفن والتراث وهي رسالة تؤكد عودة الحياة الثقافية الى هذه المدينة المنكوبة”.
بدوره دعا الموسيقي الموصلي خالد الراوي، الذي قدم مع فرقته مقطوعات موسيقية تراثية تروي قصة الحضارة في نينوى في بداية افتتاح المعرض، الجهات الحكومية العراقية الى تفعيل دور المتحف ليكون مركزا لجذب السياح من جميع أنحاء العالم، وأردف لـ””: “صحيح أن المتحف أعيد ترميمه بعد تحرير المدينة الا أننا نطالب بالأكثر، ونتمنى أن يعود معلما مهم من معالم المدينة كما كان في السابق وأن يكون موقعا سياحيا يستقطب السياح والمهتمين من مختلف دول العالم”.
ورغم ترميم متحف الموصل الذي يعد ثاني أهم متاحف العراق بعد تحرير المدينة من داعش، الا أن أبوابه مازالت مغلقة بوجه السياح وأبناء المدينة ضمن الإجراءات الأمنية للحفاظ على ما تبقى من قطع أثرية فيه بحسب القوات الأمنية العراقية.