شرق أوسط

اتحاد علماء المسلمين: كان على البابا فرنسيس التريث في زيارة الإمارات

ـ الدوحة ـ قال الدكتور علي القرة داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، تعليقا على زيارة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، إن الاتحاد يقف مع الزيارات والحوارات والتواصل مع البابا ومع غيره من ممثلي المؤسسات الدينية المختلفة.

وأوضح الدكتور داغي في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الاثنين في الدوحة أن الزيارة أمر طبيعي ” ونرحب به ونحن مع التعايش السلمي وتحقيق الأمن والأمان للجميع دون تفرقة وانطلاقا من رسالة الإسلام”.

وتابع القرة قائلا “إن هذه الزيارة لهذه المنطقة وفي هذا الوقت ولهذه الدولة بالذات والتي هي منخرطة تماما في قضية المظالم والاستبداد ومنخرطة في كبت الحقوق والحريات لبعض المواطنين ورفع الجنسيات عنهم، كما أنها منخرطة في دعم الانقلابات الدموية غير الشرعية وكذلك مشاركتها في الحروب المدمرة في أكثر من بلد في المنطقة كل ذلك يجعل زيارة البابا تفسر على أنها تغطية لهذه المظالم وانتهاك للحقوق”.

واستطرد القرة قائلا ” إن البابا قد فضل هذه الزيارة إلى هذه الدولة ربما لمصالح الكنيسة فقط بينما تقتضي المصالح العالمية من البابا وهو يمثل أكبر دين بين الأديان في العالم بأنه كان من المفروض عليه التريث في أمر الزيارة “.

وأضاف القرة ” مادامت الزيارة قد تحققت فنحن في الاتحاد نضم صوتنا الى صوت المنظمات الحقوقية وحتى الصحف مثل دير شبيجل التي طالبته بمواجهة حكام الإمارات والقول لهم : أنتم تفعلون في اليمن كذا وكذا وفي ليبيا كذا ولديكم سجناء من الناشطين السياسيين الذين ينبغي إطلاق سراحهم، وأن تكفوا أيديكم عن هذه المظالم “.

وقال الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين الذي يتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقرا له “إن هذه الزيارة ربما تؤدي إلى حساسيات دينية في المنطقة، إضافة الى أن لها جانب آخر مهم وهو أن دولة الإمارات هي جزء من مشكلة الحصار المفروض على دولة قطر وبالتالي يفترض أن لايكون البابا منحازا الى أحد الطرفين ، خاصة وأن قطر وراءها بعد شعبي وإسلامي، ولذا فلابد من أن يطالب البابا بانهاء هذا الحصار الظالم لأنه يقع على الشعب والمقيمين والمواطنين في قطر ويؤثر على مختلف جوانب الحياة”.

وأشار القرة إلى أن الإمارات تناقض شعارها الذي رفعه حكامها للعام (2019) بأنه عام التسامح ” ولكن لم يبدُ أي تسامح منهم مع مواطنيهم المخالفين لهم في الرأي فأودعوهم في السجون وسحبوا من بعضهم الجوازات ولا مع ضيوفهم من الرياضيين القطريين كما حدث في مباريات الكأس الآسيوية التي استضافتها الإمارات وانتهت في الأيام القليلة الماضية “.

وحول الحوار المرتقب بين البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، قال القرة إن الحوار الذي سيجرى في الإمارات هو حوار أحادي والمفترض أن يتم الحوار بين أكثر من فريق واحد وجماعة شيخ الأزهر والشيخ أبن بية وغيرهم من الامارات جميعهم يمثلون مجموعة واحدة ودائرة واحدة وسفينة واحدة وتوجه واحد، ويمثلون الإنقلابيين ولايمثلون الشارع العربي والإسلامي.

وأضاف القرة ” لو أراد البابا الحوار فإن ذلك يقتضي أن يسمع من أطراف النزاع ومن ممثلي الشعب المصري وممثلي الحكومة المصرية الشرعية وممثلي العلماء من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يمثل أكبر تجمع للعلماء في العالم “.

ومضى القرة داغي قائلا إن زيارة البابا لن تحقق غايتها لعدم وجود أطراف الحوار المختلفة ومايجري هو حوار مع الذات ونفس التوجه. نافيا أن تكون قد وجهت للاتحاد دعوة للمشاركة في الحوار وقال ” اذا كان الرياضيون ومايعرف عن الروح الرياضية لم يهتموا بها – في الإمارات – ولم يهتموا بالقيم العربية الأصيلة بإكرام الضيف، ولم يهتموا بميراث عربي وإسلامي فكيف لهم أن يدعوننا لمثل هذا الحوار”. (د ب أ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق