ـ القاهرة ـ من شوقي عصام ـ تبدأ مصر اليوم الأحد، مهمة سياسية جديدة، باستلام رئاسة الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث الاجتماعات السنوية للاتحاد، وذلك بعد أن عملت القاهرة، خلال السنوات الأربع الماضية، على العودة للقارة الإفريقية، وإزالة آثار ما سمي بإهمال الأنظمة المصرية الحاكمة قبل ذلك للقارة السمراء، بعد أن كانت مصر قائدة لإفريقيا، منذ خمسينيات القرن الماضي.
ويأتي تسلم مصر رئاسة الاتحاد، بعد أن جمدت عضويتها منذ 5 سنوات، بضغوط من قوى إقليمية من داخل القارة وخارجها، كرد فعل على إسقاط نظام جماعة “الإخوان” في 30 يونيو 2013، الأمر الذي تم التعامل معه، مع تسلم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السلطة، وعملت الأجهزة المصرية على العودة للقارة بقوة، من خلال مشروعات تنموية، والمشاركة في حل النزاعات الداخلية.
وتقول الخبيرة في معهد البحوث الإفريقية بجامعة القاهرة، د. هبة البشبيشي، إن مصر تعمل من خلال رئاستها للاتحاد على بناء لتحالف سياسي داخل القارة، والعمل على استثمار وجودها في هذا الإطار، وإتمام تحركات ديناميكية عالية الجودة في القارة الإفريقية عبر هذا التحالف، وهناك عمل على بناء الثقة مع دول الاتحاد الإفريقي، من خلال هذا التحالف.
ولفتت “البشبيشي” إلى وجود تحدٍ كبير لمصر في التعامل مع قضايا إعادة الهيكلة للاتحاد الإفريقي، وقضايا مواجهة الإرهاب، وتعزيز التجارة البينية بين الدول الإفريقية، وهناك تمهيد للحلف المصري السياسي الإفريقي، داخل القارة، الذي تبنته، حتى من قبل تسلم رئاسة الاتحاد، للعمل فوراً في هذه الملفات، مشيرة إلى أن ملف إعادة هيكلة الاتحاد هو الأهم، في ظل وجود مؤسسات أخرى تُعطل عمل الاتحاد، مع الاحتياج لإعادة كتابة مواثيق عمل لهذه المؤسسات، التي تعمل لتعطيل دور الاتحاد، مع أهمية تعظيم موارد الاتحاد، في ظل تراجع الموارد الذاتية المالية، والعمل على توفير الخدمات مدفوعة الأجر.
وشددت”البشبيشي” على أهمية وضع مصر في رئاسة الاتحاد، لتفعيل آلية مواجهة الإرهاب، وتنمية القدرات العسكرية لدول القارة، وهو الأمر الموضوع على عاتق القاهرة، وأيضاً ملف النازحين، وهو مسمى القمة التي تتسلم مصر فيها رئاسة الاتحاد، في ظل العمل على إعادة اللاجئين، ومواجهة التهجير القسري، وتجفيف منابر الصراع.
فيما قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير محمد الشاذلي، إن ملف مكافحة الإرهاب تضعه مصر في أولوياتها، في ظل العمل بخطة تنمية، لا تتم إلا بالاستقرار، حيث تخطينا الحروب بين دولة وأخرى، والأمر يتعلق بوجود مواجهة التنظيمات الإرهابية، التي تضرب الدول وتتسبب في عدم الاستقرار وانعدام الأمن، حيث ضرب الإرهاب معظم الدول الإفريقية، وعلى رأسها مصر، ويجب أن تكون هناك جبهة موحدة في إفريقيا ضد هذا السرطان.
وتحدث “الشاذلي” على الرهان المصري في التعاون الثقافي والحضاري، وهو أمر مهم تضعه القاهرة في اعتبار عملها، فعندما تكون هناك جسور، نجد تطوراً في المجالات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، ودول كثيرة بالقارة، تعوّل على رئاسة مصر في الاتحاد الإفريقي، نتيجة لثقة وضعتها القاهرة في تأسيسها للاتحاد الإفريقي، والدور في ضرب الاستعمار، ودعم حركات التحرر الوطني، والقضاء على الأنظمة العنصرية، فضلاً عن الدعم التنموي للاقتصاديات الإفريقية عند الاستقلال.