السلايدر الرئيسيتحقيقات
بعد رفع علم إسرائيل في إسطنبول… سخط شعبي فلسطيني اتجاه تركيا وبوادر تناقضات تمس مصداقية اردوغان اتجاه القضية
سعيد سلامة
ـ لندن ـ من سعيد سلامة ـ تفاجئ الفلسطينيون المقيمون في تركيا من وجود علم إسرائيل يرفرف على دوار “بيلك دوزو سون دوراك” غرب مدينة إسطنبول وبمعرفة من بلدية إسطنبول الثلاثاء 5-3-2019، وهي المنطقة التي تشهد انعقاد عديد من المؤتمرات في موقف أثار سخط الفلسطينيين هناك، إذ في الجانب الأخر من المدينة تبني بلدية إسطنبول مجسماً للمسجد الأقصى في مدينة المجسمات مينيا تورك، وإلى الآن لم يظهر أي موقف من أنقرة تجاه علم إسرائيل في إسطنبول.
هذا التناقض الكبير يمس بمصداقية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول موقفه من القضية الفلسطينية، ومن إسرائيل، فتصريحات أردوغان الدائمة ضد إسرائيل وأمريكا وموقفه المضاد تماماً لنقل السفارة الأمريكية للقدس يتنافى مع علم إسرائيل الموجود في مدينة إسطنبول إذ هو تطبيع واضح، فبينما لا يترك الفلسطينيون المقيمون في تركيا مناسبة لزيارة مجسم الأقصى، في حين يرفرف على الطرف الآخر علم إسرائيل.
وفي الآونة الأخيرة انتشرت عدة تسريبات تتعلق بمستوى التطبيع الاقتصادي مع إسرائيل أهمها مساهمة شركة تركية في بناء الجدار الفاصل الجديد تحت الأرض وفوقها على حدود غزة، ورسو مناقصة تطوير النظام الأمني لمبني السفارة الأمريكية في القدس على شركة “ديسبلد ليماك” التركية الأمريكية، ولكن شركة ليماك رفضت المشاركة بعد هجوم حاد عليها من نشطاء أتراك وعرب وصحف تركية وعربية.
وكان البرلمان التركي الذي يتمتع بتفوق حزب العدالة والتنمية التابع لأردوغان صادق على اتفاق تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في 20 أغسطس 2016 بعد خلاف استمر لست سنوات بين الحليفين الإقليميين السابقين، على إثر حادثة سفينة “مافي مرمرة” إذ قبلت تركيا بتعويضات بقيمة عشرين مليون دولار، مقابل التخلي عن ملاحقات بحق ضباط سابقين في الجيش الإسرائيلي لهجومهم على سفينة “مرمرة” نهاية مايو 2010 وقتلهم عشرة أتراك.