السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا

المغرب: غضب شعبي واستهجان حقوقي لمقتل شابة مغربية برصاص البحرية الملكية

فاطمة الزهراء كريم الله

– الرباط – أثار حادث إطلاق البحرية الملكية المغربية، النار على زورق يقل مهاجرين غير نظاميين في البحر المتوسط متوجهين إلى اسبانيا، مما أدى إلى وفاة شابة وإصابة 3 شباب مغاربة، الكثير من ردود فعل بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، و استهجان حقوقي.

في هذا الصدد، كتب الناشط سعيد معطابي، على صفحته في ” الفايسبوك”، “أن تضطر طالبة في مقتبل العمر إلى هجرة أسرتها ودراستها وركوب الأمواج للوصول للضفة الأخرى، ذلك يعني أنها ماتت عدة مرات قبل أن يقتلوها برصاصهم”.

من جهته قال محمد البقالي، في تدوينة له: ” بأي ذنب قتلت!!!…هذه حياة قتلت وهي تحاول البحث عن حياة في الضفة الاخرى. لم تمت غرقا، بل برصاص قوات البحرية أثناء محاولتها الهجرة على متن زورق سريع. وأضاف :” عِوَض القضاء على الفقر يقتلون الفقراء!!!”.

في ذات السياق، كتب الناشط عمر اسرى، ” رحيل فناة حاولت الهجرة اسبانيا ….شهيدة جديد في سبيل الكرامة والعدالة الاجتماعية”.

بينما قال الناشط الريفي، صبحي بوديه، “الشابة التي ركبت الزودياك بهدف الهجرة نحو الضفة الأخرى، والتي توفيت برصاص البحرية الملكية، تستحق ذلك، لأنها تريد مغادرة أجمل بلد بالعالم…لذلك فما قامت به يعتبر تسفيها لبلدها وهي جريمة تبرر تصفيتها جسديا…”.

أما الصحفي خالد أباجيك، فجاء في تدوينة له أن “البحرية الملكية المغربية تتسبب في مقتل شابة، لان ذنبها الوحيد كان رغبتها في مغادرة بلد لم يحفظ كرامتها”.

وكانت الشابة البالغة من العمر 22 سنة، بالإضافة إلى مهاجرين مغاربة آخرين، على متن الزورق يقوده مواطن إسباني، كان متواجدا بالقرب من منطقة المضيق، قبل أن تحاصرهم عناصر البحرية الملكية التي شرعت في إطلاق النار على الزورق.

وقالت البحرية: إن “لحادث كان اضطراريا بعدما رفض قائد الزورق الامتثال للتحذيرات الموجهة إليه”.

و اعتبر حقوقيون مغاربة، أن هذا الحادث يؤكد أن المغرب فشل في تدبير ملف الهجرة السرية، وأن المقاربة الأمنية المتبعة في التصدي للهجرة السرية، ستجر على المغرب انتقادات واسعة.

وفي تصريح لصحيفة ” ” قال ادريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان: ” أولا يجب أن نعتبر ما حدث منعطف خطير في التعاطي مع قضية الهجرة السرية التي أصبحت أملا في مستقبل لآلاف من الشباب المغربي بل وحتى القاصرين نتيجة عوامل متعددة في مقدمتها تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بل وحتى موجات قمع حرية الاحتجاج السلمي وفشل النمودج التنموي للحكومات المتعاقبة وانسداد آفاق الشغل اللائق والعمل الشريف في وجه الشباب المغربي للفئات الضعيفة والمهمشة وهو أمر يجب على الدولة أخذه بعين الاعتبار قبل حدوث انفجار الاجتماعي”.

كما أن المقاربة الأمنية، يضيف السدراوي، والتي تنتهجها الدولة المغربية، بدعم من الاتحاد الأوربي أثبتت فشلها في العديد من مناطق العالم وبالتالي فسقوط ضحايا مغاربة من الشباب الحالم بغد أفضل لن يزيد إلا تأزيما للوضع ولا يجب أن يبقى تصرف وسلوك خارج تحقيق قضائي مستقل وعن ضرورة تحمل الحكومة لمسؤوليتها في حماية أرواح المغاربة وترشيد استعمال السلاح في حق الراغبين في الهجرة مع تكثيف حملات فك شبكات التهجير السري والعمل على الحد من الفساد زالرشوة لتحسين وضعية التنمية بالبلد والإهتمام بتوعية الشباب والمراهقين بمخاطر الهجرة السرية عبر وسائل الإعلام الرسمية والقيام بحملات لتسليم مئات القاصرين المتواجدين بالفنيدق وطنجة وميناء بني أنصار لعائلاتهم.

وقد شهد شاطئ مارتيل بمدينة تطوان شمال المغرب، الأسبوع الماضي، توافد العشرات من الشبان المغاربة من أجل اقتناص فرصة للهجرة نحو إسبانيا بطريقة سرية، ما اعتبره مراقبون سابقة، من نوعها. ورفع المتجمهرون، شعارات من قبيل: “الشعب يريد الحريك (الهجرة السرية) بطال (مجانا)”، و”الهجرة الهجرة إلى إسبانيا”.

ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، أنه وصل منذ مطلع عام 2018 وصل إلى إسبانيا أكثر من 38 ألف مهاجر غير شرعي بحرا وبرا.

و أعلنت السلطات المغربية أنها أحبطت 54 ألف محاولة تسلل إلى الاتحاد الأوروبي منذ كانون الثاني / يناير الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق