ـ بغداد ـ من سعيد عبدالله ـ رغم العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على إيران، الا أن النظام الإيراني يواصل عبر ميليشياته في العراق عملية الالتفاف على العقوبات من خلال عدة طرق تتركز غالبيتها في تصدير النفط الإيراني وتحويل أمواله الى إيران بالعملة الصعبة.
ويعتمد الحرس الثوري الإيراني في تهريب النفط على طرق التهريب والآليات القديمة التي تعود الى زمن نظام البعث في العراق الذي صدر نفط العراق عبر إيران بأوراق مزورة خلال الحصار الذي فرضه المجتمع الدولي على العراق عقب غزوه الكويت عام 1990، وكانت طهران تشتري النفط العراقي بأسعار منخفضة جدا.
وكشف مسؤول في وزارة النفط العراقية لـ”” تفاصيل الالتفاف الإيراني على العقوبات الاقتصادية عبر العراق، وأضاف “يسلك النظام الإيراني طريقتين للالتفاف على العقوبات في مجال تصدير نفطه، الأولى تتمثل في خلط النفط الإيراني مع النفط العراقي لتغيير مواصفاته ومن ثم تصديره على أنه نفط عراقي”، مبينا أن الطريقة الثانية تتمثل بتصدير الميليشيات مليون برميل من النفط الخام العراقي وتسليم واردات 800 ألف برميل منها بالكامل الى إيران مقابل وعود من طهران بإيداع مليون برميل نفط من نفطها لصالح هذه الميليشيات على أن تستلم الميليشيات النفط الإيراني المخزون عندما ترفع العقوبات عن إيران.
وأشار المسؤول في وزارة النفط الى أن تصدير النفط الإيراني وضمان استمرار صفقة تهريبه عبر العراق كانت في مقدمة الملفات التي بحثها الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال زيارته الى العراق الشهر الجاري، مؤكدا أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يشرف بشكل مباشر على تهريب النفط الإيراني وتحويل أمواله الى طهران.
وأكدت مصادر عراقية مطلعة لـ”” أن واردات النفط الإيراني المصدر عبر العراق تحول إلى بنوك تابعة للحرس الثوري في بغداد والبصرة ومن ثم تحول هذه البنوك الأموال الى عملة صعبة وتنقلها الى إيران لتخفيف العقوبات عنها، خصوصا أن الاقتصاد الإيراني يشهد منذ أشهر انهيارات كبيرة بسبب العقوبات التي بدأت واشنطن بتطبيقها منذ آب/ أغسطس الماضي.
وتسيطر الميليشيات الإرهابية التابعة للحرس الثوري الإيراني على كافة التعاملات في المنافذ الحدودية العراقية والموانئ وتتحكم بعمليات تهريب النفط والسلاح والإتجار بالبشر والمخدرات دون أن تتمكن القوات الأمنية النظامية العراقية من الحد من هذه العمليات فهذه الميليشيات تتمتع بسلطات لا حدود لها بدعم من النظام الإيراني الذي يبسط سيطرته على غالبية مفاصل الدولة العراقية.
وتمخضت زيارة رئيس النظام الإيراني، حسن روحاني، الى بغداد عن توقيع العديد من مذكرات التفاهم بين العراق وإيران تصب جميعها لصالح إيران، وشملت هذه المذكرات المجالات النفطية والتجارية والصحية والنقل، إضافة الى الغاء العراق تأشيرة الدخول عن الإيرانيين ومنح تسهيلات كبيرة لرجال الأعمال والتجار الإيرانيين الأمر الذي اعتبره مراقبون سياسيون عراقيون انتهاكا آخر ضمن سلسلة الانتهاكات الايرانية للسيادة العراقية.