ـ القاهرة ـ من أحمد محمود ـ حملت التطورات والمواجهات الأخيرة بين حركة حماس وإسرائيل رسائل دقيقة، وهي الرسائل التي تتضمن الكثير منها أهداف سياسية والأهم تحذيرات من تطورات الموقف السياسي بغزة وإسرائيل وتأثير ذلك على مصر.
وتزامن مع التصعيد الأخير جدلا وحديثا إقليميا ودوليا حول المستقبل السياسي لحركة حماس، وهو الحديث الذي امتزج أيضًا بطرح تساؤلات عن كيفية تعاطي الحركة مع قضية محورية، وهي إدارة شئون القطاع والأهم القدرة على التعاطي مع أزماته.
وتشير الكثير من التقارير سواء الدولية أو حتى العربية والفلسطينية ذاتها إلى تزايد حدة الأزمات التي تواجه الفلسطينيين في غزة منذ سيطرة حماس على القطاع، وهي الأزمات التي لم تنته وتزايدت أخيرًا خاصة مع تصاعد الخلاف السياسي بين حركتي فتح وحماس، بالإضافة إلى قرب موعد الانتخابات الإسرائيلية الشهر المقبل.
ووصل الأمر إلى تأكيد عدد من الأطراف المسؤولة إلى أن حماس رغبت الآن في التصعيد من اجل وقف الحراك الشعبي المتزايد بالقطاع، وهو الحراك الذي حمل عنوانا عريضا وهو حملة “بدنا نعيش”، وتعتبر هذه الحملة من حملات الاحتجاج الشعبي التي خرجت للتظاهر طلبا لتحسين الأوضاع الاقتصادية، وطالب المشاركون فيها بتحسين الظروف الاقتصادية لهم خاصة في ظل الأزمات التي يعيشها المواطن الفلسطيني بالقطاع.
واتهم الكثير من النشطاء الفلسطينيين المشاركين في هذا الحراك حركة حماس بأنها فشلت في إدارة الشؤون الاقتصادية للقطاع، وهو الفشل الذي يتصاعد الان في ظل دقة الموقف وصعوبة الأوضاع الاقتصادية بغزة.
وتسعى حركة حماس ومع التطورات السياسية الحاصلة إلى التمسك بمنظومة المقاومة والتأكيد على ضرورة استمرار العمليات ضد إسرائيل مهما كانت الفرضية السياسية الناجمة عن هذا الحراك، وتجلى ذلك مع تفعيل عمل وحدة الإرباك الليلي التي تقودها أطرافا بحماس، واستمرار عمل هذه الوحدات حتى الان.
اللافت هنا أن الحراك العسكري الأخير الذي واجهته وتعرضت له حماس دفع بعدد من المسؤولين الفلسطينيين إلى طرح فكرة إجراء الانتخابات قريبًا، مستغلين حدة الغضب الشعبي إزاء سياسيات حماس.
والواضح أن هذه الدعوة لإجراء الانتخابات تأتي مع اقتناع مسؤولي الحكومة بإمكانية تحقيق الفوز بالانتخابات والسيطرة سياسيا على قطاع غزة، الأمر الذي سيساعد السلطة في تحسين العلاقات مع إسرائيل، عمومًا فإن الواضح أن هناك تحديات سياسية مهمة تعترض طريق حماس، وهي الاعتراضات التي باتت واضحة الان في ظل الأزمات التي تعيشها الحركة.