السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
البابا فرانسيس في المغرب… لتعزيز الحوار بين الأديان وفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات المسيحية الإسلامية
فاطمة الزهراء كريم الله
ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ تحت شعار ” البابا فرانسيس خادم الأمل – المغرب 2019″ يقوم البابا فرانسيس إلى المغرب اليوم وستمتد هذه الزيارة إلى يوم غد الأحد، لتأكيد على أهمية التواصل والحوار بين الأديان ولفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات المسيحية الإسلامية. وذلك على اعتبار أن المغرب يضم ما يقارب 50 ألف كاثوليكي، معظمهم من الأوروبيين المغتربين.
هذا وتأتي زيارة البابا فرنسيس إلى المغرب بعد زيارة البابا يوحنا بولس الثاني، سنة 1985، التي تميزت بلقاء ديني مع حوالي 80،000 شاب. واستقبل الفاتيكان في نوفمبر/ تشرين الثاني 1991، الملك الراحل الحسن الثاني الذي كان أول رئيس دولة عربية يوجه دعوة إلى بابا.
ويشار إلى أن المغرب كان قد افتتح في العام 1997، سفارته لدى الفاتيكان لتوطيد العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، والمونسنيور فيتو رالو هو السفير البابوي في الرباط. وافتتحت السفارة البابوية بالرباط سنة 1988 وهي واحدة من بين 115 ممثلية دبلوماسية وقنصلية للكرسي الرسولي في العالم.
أما اليوم الثاني والأخير، فسيقوم البابا، بزيارة لمركز الخدمات الاجتماعية في تمارة، الذي تديره راهبات المحبة التابع للقديس منصور دي بول، ليجتمع بعد ذلك في كاتدرائية القديس بطرس بالكهنة والمكرسين والمكرسات وممثلي المسيحيين من الطوائف الدينية الأخرى. كما سيترأس البابا في القاعة المغطاة في المجمع الرياضي الأمير مولاي عبدالله، القداس الديني بحضور الآلاف من المسيحيين ومعظمهم من المهاجرين المقيمين بمختلف ربوع المغرب، وإلقاء خطاب حول الحوار بين الأديان، وعقب الغداء سيترأس البابا الاحتفال بـ”القداس الإلهي”.
كتب الموقع الإلكتروني للفاتيكان (الفاتيكان نيوز)، أن الزيارة الرسولية ال28 للبابا فرانسيس التي سيبدأها اليوم بالمغرب، والتي تحمل شعار الحوار بين الأديان، تأتي على خطى تلك التي قام بها يوحنا بولس الثاني في عام 1985.
و ذكر موقع (الفاتيكان نيوز)، أن الخطاب الذي ألقاه البابا يوحنا بولس الثاني أمام عدد هائل من الشباب المسلمين بملعب الدار البيضاء “يظل راسخا في الأذهان كلحظة قوية لهذه الزيارة غير المسبوقة “. مبرزا أن هذه الزيارة غير المسبوقة في التاريخ، حيث أنه ولأول مرة يلتقي البابا مع قائد مسلم وشكلت دفعة قوية للحوار بين الأديان”. ومركدا أنه ” “لأول مرة يلتقي البابا مع رئيس دولة مسلم ، ليس بصفته رئيسا للدولة، ولكن بصفته سلطة دينية “.
وسجل (الفاتيكان نيوز)، أن هذه الزيارة القصيرة للبابا “أعطت ثمارها “، إذ عين الملك الراحل الحسن الثاني بعدها سفيرا في الكرسي الرسولي، تمثلت مهمته في الحفاظ على علاقاته الشخصية مع قداسة البابا و الحفاظ على الاتفاق بشأن وضع الكنيسة الكاثوليكية في المغرب وتعزيز الحوار بين الأديان “.
وأضاف أن “زيارة اليوم، للبابا فرانسيس هي ثمار أيضا لهذه الزيارة.
في هذا الصدد، قال رئيس أساقفة طنجة، المونسنيور سانتياغو أنجيلو مارتينيز: “علاوة على تعزيز الحوار بين الأديان، سيتطرق البابا خلال زيارته، التي ستستغرق يومين في الرباط، إلى مجموعة قضايا ذات صلة بالتضامن مع المهاجرين، في بلد اختار منذ وقت مبكر سياسة الاستقبال باحترام وشجاعة”.
من جهته يقول المطران كريستوبال لوبيز، رئيس أساقفة الرباط: إن “زيارة البابا فرنسيس ستكون مناسبة عظيمة للكنيسة، لتوسيع وتشجع الحوار الديني الإسلامي-المسيحي، الذي يعرف تراجعا في السنوات الأخيرة. ويؤكد المطران لوبيز، أن زيارة البابا فرانسيس إلى المغرب تأتي بعد وقت طويل من زيارة رئيس الكنيسة الكاثوليكية لهذا البلد الهام على طريق الحوار بين الحضارات. موضحا في مؤتمر صحافي خصص لتقديم برنامج زيارة البابا فرنسيس، أن هذه الزيارة، ذات رمزية قوية، تعكس الزيارة العلاقات الدبلوماسية المتميزة بين المغرب والكرسي الرسولي.
فهذه الزيارة ، يضيف البوكيلي، تسجد تقافة الالتقاء بين إمارة المؤمنين في إطار نموذج اسلامي وبين مؤسسة البابا برمزية دينية داخل العقيدة المسيحية، وبالتالي فنحن في حاجة اليوم إلى كثل هذا النموذج العملي في العالم كله وتحويله إلى أرضية للتعايش والمحبة “.
ينتظر هذه الزيارة ما يعادل30 الفا، معظمهم من الأجانب الذين أتوا من إفريقيا جنوب الصحراء، وطلبة أو مهاجرون كانوا في طريقهم إلى القارة الأوروبية. إذ من المرتقب أن يشارك حوالى الثلث منهم في قداس يقام الأحد في مجمع رياض.
من المقرر أن يلتقي البابا فرنسيس مهاجرين السبت في مركز أبرشية كاريتاس، حيث سيلقي كلمة. وأنشأت الكنيسة الكاثوليكية المحلية مراكز استقبال للمهاجرين في عدد كبير من المدن المغربية، بسبب عدم وجود مراكز أخرى.
وكان قد قال البابا فرنسيس، حين أرسل منظوبا عنه إلى مراكش في ديسمبر/ كانون الأول بمناسبة تبني أكثر من 150 بلدا ميثاق الأمم المتحدة العالمي حول الهجرة، بأنه “يهدف إلى تعزيز التعاون الدولي من أجل “هجرة آمنة”.
ونظرا لتبني المغرب مقاربة نوعية ومتقدمة في التعاطي الإيجابي مع هذا الملف، ينتظر أن تركز مباحثات الملك محمد السادس والبابا فرنسيس على هذه المسألة المؤرقة، خاصة و أن رأس الكنيسة الكاثوليكية له نظرة متفائلة وإيجابية حول دخول المهاجرين إلى أوروبا.