السلايدر الرئيسيثقافة وفنون
متحديةً النظرة المجتمعية.. ريهام تمارس مهنتها كممثلة كوميدية في غزة
محمد عبد الرحمن
– غزة – نجحت البرامج والمسلسلات الكوميدية في قطاع غزة، بمعالجة عدد كبير من القضايا الاجتماعية ، باستخدام الأسلوب الساخر والمسلي، حيث إنها أخرجت الناس من الجمود الاجتماعي، وعلى الرغم من هذا النجاح الكبير إلا أن تلك البرامج كانت تفتقد وجود النساء، اللواتي يعتبرن عنصر أساسي بأي عملٍ فني..
فعدم وجود النساء بالبرامج الكوميدية ،وقيام الرجال بدورهن، كان يفقدها المصداقية ، فوجود فتاة بمقطع كوميدي يعرض على مواقع الانترنت وشاشات التلفاز، أمراً ليس بالسهل في مجتمع غزة المحافظ ، فيعرضها ذلك إلى الإساءة؛ ولكن ريهام كسرت العادات والتقاليد، وخرجت من النمطية التي يعيشها الغزيون، ضاربة كلام الناس بعرض الحائط ، لتكون أول فتاة تعمل بمجال الكوميديا بغزة.
معالجة القضايا الاجتماعية
ريهام الكحلوت (19عاماً) من سكان مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة والذي يعد من أكثر المناطق فقراً واكتظاظاً بالسكان، خرجت من هذا المخيم الضيق والفقير، محاولة تغيير نظرة المجتمع تجاه الفتاة وعملها بالمهنة التي تريدها، فهى دخلت عالم التمثيل الكوميدي التي تعشقه، وتمارسه بالبيت منذ الصغر، ولتشارك بمعالجة القضايا الاجتماعية التي يعاني منها مجتمعها.
بعد أول ظهور لريهام بمقاطع كوميدية على مواقع التواصل الاجتماعي واليتويوب، تعرضت ، للإساءة من الناس وخاصة المقربين منها، وسكان الحى التي تسكن به، فهم لم يتقبلوا عملها بتمثيل المقاطع الكوميدية، معتبرين ذلك منافياً للأخلاق وخروجاً عن عادات وتقاليد المجتمع المحافظ.
تحقيق الطموح
وقالت خلال حديثها “” :” بعد ظهوري بأول عملٍ كوميدي ، قبل عامين تعرضت لإساءات وانتقادات من قبل أفردا المجتمع فنهم من وصف أعمالي بأنها منافية للأخلاق والبعض الأخر شمتني وشتم عائلتي ولكني لم أهتم لذلك ، واعتبرت كل ذلك دافعاً لي لأستمر بما بدأت به وأن أحقق طموحي بمجال التمثيل والوصول إلى العالمية”.
وأضافت ” في البداية تركت التمثيل لمدة عام كامل ، نتيجة الإساءات الكثيرة التي تعرضت لها ، ولكن والدي ووالداتي أقنعوني، بأن لا أهتم كثيراً بما يقال ، وأن أواصل مشواري الذي بدأته،
وبالفعل عدت مجدداً قبل عدة أشهر إلى عالم التمثيل الكوميدي، لأخرج بأعمال جديدة تحاكي الحياة اليومية التي نعيشها”.
تغيير النظرة
وبينت الكحلوت أن هدفها من التمثيل الكوميدي لم يكن لجلب المال بل، لتساهم بمعالجة القضايا الاجتماعية “مثل الطلاق، واضطهاد المرأة وحرمانها من الميراث والزواج المبكر، حيث إنها ذادت عن حدها بالفترة الأخيرة، مشيرة إلى أنها اختارت الكوميديا لمعالجة تلك القضايا لتنقل الصورة بكل وضوح للمشاهدين وتكون بشكل مبسط ومسلي.
وأوضحت الفنانة الكوميدية الأولى في غزة أنها تسعى من خلال مشاركتها بالبرامج الكوميدية، بتغيير نظرة الناس حول عمل الفتاة ،ومشاركتها ببناء المجتمع، ملفتة إلا أنه في غزة يتم النظر إلى الفتاة التي تعمل أو تمارس حريتها بأنها سيئة وعديمة الأخلاق كون ذلك منافي لعادات وتقاليد المجتمع الغزي المحافظ.
طموح
وتتمنى الكحلوت بأن يسمح للمرأة الفلسطينية فعل ما تشاء بدون قيود، أو إساءة أو استحقار، كونها تمارس حربتها وتحقق ما تحلم به، بالإضافة إلى ذلك فهي تطمح ،بالظهور على فضائيات عربية ودولية لتقديم البرامج والمسلسلات الكوميدية وهى وعدد من الفتيات بغزة.
وأردفت بالقول ” منذ صغري كنت أحلم بدراسية الإخراج وفنون التمثيل، ولكن عدم وجود كليات متخصصة بذلك، لم أتمكن من تحقيق حلمي، فدرست القانون بجامعة فلسطين”، مشيرة إلى أنها لن تتخلى عن تحقيق حلمها بدراسة الإخراج والتمثيل فهى تطمح بالسفر خارج القطاع لدراسة التخصص الذي تريده.