السلايدر الرئيسيتحقيقات

حالة من الاشتباك الداخلي تصيب الفلسطينيين.. وسخرية من مواضع تبين الهم الكبير

فادي أبو سعدى

– تعيش الساحة الفلسطينية حالة غير مسبوقة على المستوى الداخلي والشعبي، وتمتليء صفحات الفيسبوك بالسخرية تارة عن مشاتل الماريغوانا المنتشرة بكثرة في فلسطين، والهجوم تارة أخرى على بعض الفلسطينيين مثل الطفلة الأسيرة المحررة عهد التميمي، والبحث عن بديل تارة ثالثة لما بعد الفصائل الفلسطينية وبعد تسريب العقارات في القدس المحتلة، وغيرها الكثير من القصص التي تؤرق حياة الفلسطينيين وتنغص عليهم.

فمنذ تحررت عهد التميمي من الأسر وتنفست الحرية من جديد، وخرجت في جولة عربية أوروبية برفقة عائلتها وبدعوة من أصدقاء الشعب الفلسطيني، وهي تتعرض للهجوم من فئة ليست بالقليلة، دون سبب حقيقي يستدعي هذا الهجوم على طفلة عانت بقدر عمرها من جيش الاحتلال الإسرائيلي وسجونه.

ثم أتت مقابلة السنوار زعيم حركة حماس في غزة مع صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، ليتعرض هو الآخر لهجوم من كافة خصوم حركة حماس، سواء لما قاله في المقابلة، أو لحديثه من صحيفة وصحافية إسرائيلية، أو لكونه من حركة حماس وحسب.

كما استحوذت قضية تسريب الأراضي والعقارات في القدس المحتلة، وتحديدًا العقار التاريخي القريب جدا من المسجد الأقصى على اهتمام الفلسطينيين، وانتشرت اتهامات على مستويات عالية لعدد من الفلسطينيين لاشتراكهم أو علمهم بقضية التسريب، وكيف ضاعت القدس من أيدي الفلسطينيين بأيديهم.

وفي واقع السخرية، كتب الفلسطينيون الكثير من النكات المستوحاة من واقعهم الذي يعيشونه، فخرجت على صفحات الفيسبوك مثلاً مقولات مثل “هل تعلم أن أحد أهم اسباب نقص محصول الزيتون لهذا العام هو أن نصف الأراضي باتت مزروعة من الحشيش! والمقصود طبعًا الماريغوانا”.

وذهب آخرون أبعد من ذلك في مجال السخرية في ذات الموضوع بالقول “وجب علينا مطالبة الحكومة الفلسطينية بيوم عطلة تحت مسمى “عطلة قطف الماريغوانا”، ذلك انه يكاد لا يمر يوم إلا وتعلن الشرطة الفلسطينية عن الكشف عن مشتل جديد، أو القبض على عصابة لتوزيع السموم في صفوف الفلسطينيين”.

ويواصل الفلسطينيون الحديث بمرارة كبيرة عن قانون الضمان الاجتماعي، بل واعتبروه “البدعة” الجديدة للحكومة الفلسطينية لسحب أموال الشعب وتحديدًا الطبقة الوسطي لشطبها تمامًا كما يصفون، ويطالبون بالضمان الاجتماعي لأنهم بحاجة له، لكن ليس بالصيغة الحالية. وانتشرت مطالبات وحملات تواقيع تطالب الرئيس الفلسطيني وقف العمل بالقانون المزمع البدء بتطبيقه بداية نوفمبر القادم.

جمال زقوت، الذي شغل منصب مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض، كتب رأيه على ما يجري على صفحته الخاصة على فيسبوك، واقتبست صحيفة ما قاله. وكتب يقول “مكانة عهد، مقابلة السنوار، حفل روابي، عناوين بارزة للخلاف وشواهد إضافية لمزيد من حالة الإشغال والتدمير الذاتي. أما تهويد القدس وحصار غزة واستيطان الضفة وتذويب قضية اللاجئين ومعاناة الأسرى وذوي الشهداء فليس لها سوى الثرثرات الفارغة والخطب الباهتة دون فعل”!

وأضاف زقوت “حيث لا فعل سياسي في المدينة، ربما من المفيد الابتعاد عن الحديث في السياسة فهي لم تعد سوى ثرثرة لغوية فارغة وهابطة، ويبدو أن الفيسبوك في هكذا بيئة، لم يعد سوى أداة تنكيل بكل ما هو جميل ومحرقة للوقت والعقل معاً !ليست دعوة للاعتزال، بقدر ما هي رسالة للتأمل والبحث في متطلبات البديل”!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق