السلايدر الرئيسيتحقيقات
وساطة قطرية بين إيران وامريكا… والدوحة تؤكد ان علاقتها مع طهران قائمة على “حقائق الجغرافيا والمصالح”
سعيد سلامة
ـ لندن ـ من سعيد سلامة ـ فيما تدرو انباء عن قيادة قطر لوساطة بين إيران والولايات المتحدة الامريكية لإنهاء التوتر بين البلدين، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر، إن علاقة بلادها مع إيران قائمة على حقائق الجغرافيا والمصالح المشتركة.
وأفاد تقرير نشرته وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، أن دولة قطر تحاول التوسط لإنهاء التوتر، بين إيران والولايات المتحدة.
وقال التقرير “إن قطر تسعى لاستغلال علاقاتها الجيدة مع إيران والولايات المتحدة للتوسط لإنهاء النزاع بينهما، بهدف إظهار أنها قوة لا غنى عنها”.
وأشار التقرير إلى أن قطر “حافظت على علاقتها القوية مع واشنطن على الرغم من ميولها تجاه إيران، وخاصة في أعقاب انقطاع العلاقات مع ثلاث دول خليجية مجاورة قبل نحو عامين”.
وأكد التقرير أن قطر “سعت للتوسط عبر إيفاد وزير خارجيتها الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني إلى طهران، الشهر الماضي، بعد إعلان إيران أنها ستستأنف تخصيب اليورانيوم ردًّا على العقوبات الأمريكية”.
وأضاف “إلا أنه يبدو أن المنافسة مشتعلة للقيام بمثل تلك الوساطة من قبل دول أخرى، مثل: سلطنة عمان والعراق إلى جانب اليابان التي سيزور رئيس وزرائها شينزو آبي طهران قريبًا”.
وتابع التقرير “على أي حال فإن قطر تدرك أنها سواء أكانت هي التي تقوم بالوساطة أم غيرها، فإنها ستكون المستفيد الرئيس من أي جهود لمنع اندلاع حرب عند أبوابها”.
جاء ذلك فيما نشرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تسجيلا لحوار مع قناة “الجزيرة” قالت فيه “علاقة دولة قطر بإيران هي علاقة قائمة على الحقائق، وهذه النقطة هي نقطة مهمة، هناك حقائق جغرافية لا يمكن أن نتجاوزها هناك حقيقة أننا نشترك معهم في أكبر حقل للغاز في العالم بأكمله، لا يمكن أن نتجاوز هذه الحقيقة”.
ولفتت المتحدثة باسم الخارجية القطرية، إلى أن علاقات بلادها بإيران “لا تختلف كثيرا عن علاقة عدد من دول الخليج منها عمان ومنها دولة الكويت بل لا تختلف عن علاقة الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال مع إيران، هناك مساحات مشتركة متعلقة بالجغرافيا وبعض المصالح المشتركة”.
وكانت هذه هي الإجابة عن سؤال العلاقة بين قطر وإيران، الإجابة التي تقوم على تقييم الحقائق والواقع دون إفراطٍ أو تفريط.
إن الإطار العقلاني هو الذي يجب أن يحكم العلاقات بين الدول، كما أن وجود مساحات من الاختلاف لا يعني استحالة وجود صيغة للتعايش: pic.twitter.com/e9hxbLxfCq
— لولوة راشد الخاطر (@Lolwah_Alkhater) June 5, 2019
وأشارت الخاطر إلى أن “الشعب الإيراني شعب له تاريخ عريق بلا شك لكن هناك مساحات أيضا للاختلاف بيننا وبينهم قررنا أن نتعامل معها بعقلانية في إطار القوانين الدولية ونحن ندعو لوجود حوار بناء بين الأطراف كلها من أجل حل المسائل العالقة وتبقى طبعا مساحات الاختلاف بيننا وبينهم موجودة”.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، أكد، خلال اتصال هاتفي تلقاه من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان، أمس الأربعاء، أن بلاده لا ترغب بمواجهة الدول والقوى العظمى، ولكنها سترد بشكل حازم وقاطع على أي اعتداء تتعرض له.
وقال روحاني إن “إيران تسعى لتعزيز الأمن في المنطقة، ولا ترغب أبدا بمواجهة الدول والقوى العظمى، ولكنها سترد بشكل حازم وقاطع على أي اعتداء تتعرض له”. وتابع: “سلوك السعودية والإمارات تجاه اليمن وقطر وإيران يضر كل المنطقة”.
من جهته قال أمير قطر: “إن بلاده تأمل بتوسيع العلاقات مع إيران في المجالات، مضيفا أن رؤية قطر وإيران متقاربة في العديد من مسائل المنطقة، وهناك اتصال مستمر بين البلدين”، وأكد تأييده لاقتراح أمير الكويت لخفض التوتر الحاصل في المنطقة، مشيرا إلى أن “الحوار هو الطريق الوحيد لخفض التوتر في المنطقة”.
وتشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران توترًا مزمنًا بلغ ذروته أخيرًا بإرسال واشنطن تعزيزات عسكرية إلى الخليج، إثر معلومات عن اعتزام طهران مهاجمة مصالح لأمريكا وحلفائها، عبر أذرعها في المنطقة.