تحقيقات
مفاوضات حساسة لايجاد خلف مناسب لرئيس المفوضية الأوروبية كلود يونكر
ـ بروكسل ـ سيحاول قادة الاتحاد الأوروبي التوصل إلى اتفاق خلال قمتهم في بروكسل الخميس لإيجاد شخصية يوافق عليها البرلمان الأوروبي لرئاسة المفوضية، بغياب إجماع على المرشحين المتنافسين على هذا المنصب لخلافة جان كلود يونكر.
والأربعاء قال رئيس المجلس دونالد توسك المكلف ايجاد اتفاق بين رؤساء الدول والبرلمان بعد الانتخابات الأوروبية “إنني متفائل لكن بحذر”.
والنقطة الأخرى التي ستدور حولها نقاشات حامية خلال القمة هي إحداث توازن بين انبعاث وامتصاص التربة والغابات لغازات الدفيئة بحلول العام 2050.
التخلي عن ويبر
وفي مسودة استنتاجات اطلعت عليها فرانس برس، وضع هذا التاريخ بعد تقدم الخضر الكبير في الانتخابات الأوروبية، لكن بشكل طلب وليس تعهدا. ويطلب القادة من الوزراء والمفوضية العمل حول “الشروط والحوافز والاطار لتحديد طريقة ضمان مرحلة انتقالية بحلول 2050” للتوصل إلى “حيادية مناخية”.
وبدأت القمة بتطور كبير : صباح الخميس أعلن زعيما الكتلتين الاشتراكية والوسطية “رينيو يوروب” في البرلمان الأوروبي لمرشح الحزب الشعبي الأوروبي الألماني مانفريد ويبر، أنهما لن يدعما ترشيحه في حال التصويت ما يعني أنه فقد حظوظة بتولي رئاسة المفوضية، كما قال لفرانس برس رئيس كتلة الخضر فيليب لامبيرتز وممثلون عن الحزب الشعبي الأوروبي.
وهذا القرار يعني نهاية نظام المرشحين لرئاسة المفوضية الذين تختارهم الأحزاب السياسية. وكان يرفضه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعديد من القادة الأوروبيين لأنه كان يضع المفوضية الأوروبية تحت سيطرة البرلمان.
كما لن ينجح المرشحان الآخران الهولندي فرانس تيمرمانز عن الاشتراكيين والدنماركية مارغريت فيستاغر عن الليبراليين في إيجاد غالبية في البرلمان دون دعم الحزب الشعبي الأوروبي، أول كتلة في البرلمان، كما أفادت مصادر أوروبية عديدة.
وعلى المرشح الذي سيخلف في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر اللوكسمبورغي جان كلود يونكر، أن يحصل على دعم 21 من القادة الأوروبيين ال28 وعلى غالبية 376 صوتا على الأقل في البرلمان.
وأعلن دبلوماسي أوروبي أن “الشخصية القادرة على تحقيق هذه الغالبية غير معروفة بعد”.
لكن اتفاقا يرتسم لتوزيع المناصب الأربعة الشاغرة. وصرح ثلاثة مسؤولين لفرانس برس أن الحزب الشعبي الأوروبي يطالب برئاسة المفوضية الأوروبية ولا خلاف حول هذه النقطة، لكن يجب إيجاد مرشح آخر غير مانفريد ويبر.
ويطالب الليبراليون برئاسة المجلس الأوروبي وقد يحصل الاشتراكيون على منصب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي ويتقاسمون مع الخضر رئاسة البرلمان لولاية من خمس سنوات (عامان ونصف لكل حزب).
ويبقى اختيار أسماء لكل منصب. وعلى الاتفاق أن يحترم مطالب المساواة والتوازن الجغرافي. وتعهد دونالد توسك بتعيين امرأتين.
“الاتصالات الهاتفية تتكثف”
وقال دبلوماسي مازحا “لحسن الحظ أن رسوم التجوال ألغيت في الاتحاد الأوروبي لان الاتصالات الهاتفية تتكثف”.
وتم تجاوز الخلاف الفرنسي-الألماني. ويتحادث الرئيس إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يوميا حسب ما قال مقرب منهما. وذكر مصدر حكومي ألماني “الآن أصبحنا نعرف ما يريده الفرنسيون فعلا”.
وقال دبلوماسي أوروبي “بريكست غير مدرج على جدول الأعمال لان الهدف هو معالجة الأجندة الإيجابية فقط”.
ووصل ماكرون صباح الخميس إلى بروكسل لاجراء مباحثات ثنائية مع ميركل ورئيس الوزراء الاسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز.
وقال مسؤول أوروبي إن ميركل تشعر بارتياح لعجز المرشحين من تحقيق غالبية في البرلمان.
وأوضح “كان سيكون من الصعب عليها عدم دعم مانفريد ويبر أمام مجلس رؤساء الدول لكن استبعاد البرلمان الأوروبي لمرشح الحزب الشعبي الأوروبي يسمح لها بالنظر في ترشيح آخر”.
ويدافع الحزب الشعبي الأوروبي عن شخصيات عديدة منها ميشال بارنييه. وذكرت مصادر فرنسية وألمانية أن “المستشارة غير مستعدة بعد لقبول تعيين فرنسي في هذا المنصب”.
وفي حال فشل التوصل إلى اتفاق حول الأسماء المطروحة الخميس يتوقع عقد قمة استثنائية في الأول من تموز/يوليو عشية الجلسة الافتتاحية للبرلمان الجديد التي سيتم خلالها انتخاب رئيسه.
وقال دبلوماسي رفيع المستوى “يجب التوصل سريعا إلى اتفاق لانه يجب أن يكون لدينا مفوضية أوروبية عملانية لمعالجة ملف بريكست خصوصا إذا انتخب بوريس جونسون رئيسا لوزراء بريطانيا”.
وقال مسؤول أوروبي إن المباحثات قد تتواصل على هامش قمة العشرين في أوساكا يومي الجمعة والسبت. ويشارك في الاجتماع ستة قادة أوروبيين هم أنغيلا ميركل وإيمانويل ماكرون والإيطالي جوزيبي كونتي والبريطانية تيريزا ماي والاسباني بيدرو سانشيز والهولندي مارك روتي، وهما مدعوان من اليابان. (أ ف ب)