أوروبا

مؤرخون المان ينتقدون زعيم حزب “البديل لألمانيا” لمحاكاته خطاب لهتلر

 

  – اتهم مؤرخون ألمان الأربعاء زعيم حزب “البديل لألمانيا” اليميني المتشدد الكسندر غولاند باستخدام عبارات لادولف هتلر، بعد إعادة صياغتها في مقال في صحيفة انتقد فيه “الطبقة المعولمة” التي قال أنها تهدد كل ما هو جيد في “الوطن”.

ورفض الزعيم المشارك للحزب الإتهامات بأن مقاله احتوى على عبارات مماثلة وردت في كلمة ألقاها هتلر عام 1933.

ويأتي هذا التطور وسط سلسلة من المسائل المثيرة للجدل بشأن آراء حزبه من المرحلة النازية.

فقد تعرض حزبه إلى انتقادات بسبب فتحه مواقع على الانترنت تمكن الطلاب من إدانة معلميهم في حال اعتبروا انهم ينتهكون الحياد السياسي من خلال انتقادهم لحزب “البديل لألمانيا” في الصفوف الدراسية.

وفي تعليق في صحيفة فرانكفورتر الجماينه زايتونغ نشر السبت كتب غولاند يقول إن “الطبقة المعولمة” تحتل مناصب في مؤسسات رئيسية سواء كانت شركات دولية أو في الإعلام أو الجامعات، وكذلك في أحزاب سياسية رئيسية.

وأضاف أن أفراد هذه الطبقة “يعيشون بشكل شبه حصري في المدن الكبيرة ويتحدثون الانكليزية بطلاقة وعندما ينتقلون من برلين إلى لندن أو سنغافورة للعمل، فإنهم يعثرون على شقق ومنازل ومطاعم ومتاجر ومدارس خاصة مشابهة في كل مكان”.

وتابع “هذه المجموعة تختلط مع بعضها البعض ولكنها +متنوعة+ ثقافيا”، مضيفا أن ليس لهم أي شيء يربطهم بوطنهم.

وقال إن حزب البديل لألمانيا يقف ضد هذه المجموعة التي إذا تركت دون ضوابط يمكن أن تهدد “ما يجعل بلدنا وقارتنا يستحق العيش فيهما”.

إلا أن المؤرخ وولفغانغ بنز الباحث البارز في شؤون العهد النازي، أشار إلى أن تعليقات غولاند تشبه إلى حد كبير الخطاب الذي ألقاه هتلر في 1933.

وكتب في صحيفة تاغشبيغل اليومية “إنها إعادة صياغة، ويبدو الأمر وكأن زعيم البديل لألمانيا كان يضع كلمة الفوهرر (هتلر) عام 1933 على مكتبه بينما كان يكتب عموده للصحيفة”.

وأضاف أن كل ما فعله غولاند هو أنه حدث انتقادات هتلر.

– “زمرة عالمية بلا جذور”-

في خطابه إلى العمال في برلين في تشرين الثاني/نوفمبر 1933، إنتقد هتلر “زمرة صغيرة عالمية بلاد جذور”.

وقال هتلر إنهم “أشخاص يشعرون أنهم في وطنهم في لا مكان وأي مكان، وليس لهم في أي مكان تربة نبتوا فيها، ولكنهم يعيشون في برلين اليوم وفي بروكسل غدا، وباريس بعد غد وبعد ذلك في براغ أو فيينا أو لندن، فهم يشعرون أنهم في وطنهم في أي مكان”. وصاح رجل كان يسمع الخطاب قائلا “إنهم اليهود”.

وذكر المؤرخ مايكل وولفسون أنه ليس من محض الصدفة أن يكتب غولاند هذا العمود بهذه الطريقة.

وقال “السيء في الأمر أن غولاند يشير إلى أتباعه المثقفين بأنه يعرف اسلوب خطاب هتلر وأنه ينقل إتهامات هتلر لليهود إلى معارضي حزب البديل لألمانيا اليوم”.

أما كريستوف هوبنر نائب رئيس لجنة اوشفيتز الدولية فقال إن “الناجين من الهولوكوست يدركون استراتيجية غولاند من خلال تجاربهم الشخصية خلال سنوات النازية”.

وقال إن ذلك اشتمل على “وصم الأشخاص ووصفهم بأنهم أجانب وليس لهم جذور في المجتمع الذين يعيشون فيه، وبعد ذلك يعبأ مشاعر الشعب ضدهم”.

وتعرض اعضاء بارزون في حزب البديل لألمانيا إلى انتقادات متكررة لتصريحاتهم التي بدت وكأنها تقلل من فداحة الهولوكوست.

ففي حزيران/يونيو الماضي وصف غولاند الفترة النازية بأنها “ذرة من براز طير في 1000 عام من التاريخ الألماني الناجح”.

وانتقد سياسي بارز في الحزب يدعى بيورن هويكي العدد المتزايد من النصب التذكارية للهولوكوست في برلين ووصفها بأنها “نُصب العار”.

من ناحية أخرى أثار حزب البديل لألمانيا الغضب لقيامه بإطلاق منصات الكترونية تسمح للطلاب بتقديم شكاوى على مدرسين يعبرون عن آراء ضد الحزب في غرف الصف.

وبالنسبة لوزير التعليم في ولاية ساكسونيا كريستيان بيفارز فإن ذلك “تطفل حقير على ايديولوجيات الناس تماما كما كان يحدث أيام الدكتاتورية النازية”.

وكان حزب البديل لألمانيا فاز بأكثر من 90 مقعدا في البرلمان في الانتخابات التشريعية العام الماضي بعد ان استفاد من الغضب الشعبي ضد سياسة المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بشأن اللاجئين، والتي أدت إلى دخول عدد قياسي من اللاجئين إلى ألمانيا. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق