مشعل السديري
بعث لي الأخ الصديق الدكتور عبد الرحمن الشبيلي – رحمه الله – هذه الحادثة، التي تدل على الوفاء والتضحية، ووجدت أنه من اللائق المفيد أن أوردها أمامكم، وقد جاء فيها:
أنه في عام 1260هـ خرجت قافلة من الحجاج من الرس بمنطقة القصيم متجهة إلى مكة المكرمة وقائد القافلة، صالح بن رخيّص، وكان في القافلة محمد بن ريّس، وأدى الجميع مناسك حجهم ثم انطلقوا عائدين، وفي الطريق أصيب جارد بن ذياب بمرض الجدري مما أقعده عن مواصلة السير ومنعه من مرافقة القافلة فتشاور القوم في أمره فاقترح قائد القافلة أن يحملوه على ما يشبه النعش، ويسمونه المصاليب، حتى يصل إلى أهله، ولكن رفيقه بن ريّس منعهم من ذلك لأن المريض قد بلغ به المرض حدّاً جعل من الخطر عليه نقله بتلك الطريقة، وتطوع بالجلوس مع جارد حتى يشفيه الله أو يختاره إلى جواره، ورضخوا لرغبته ورحلوا، وبعث معهم هذه القصيدة باللهجة الدارجة التي يقول فيها:
قل هيه يا أهل شايبات المحاقيب – أقفن من عندي جـداد الأثـاري
أقفن من عندي كما يقفي الذيب – لا طالع الشاوي بليـل الغـداري
لكن صفق أذيالهن بالعراقيـب – رقاصة تبغـي بزينـه تمـاري
يا ابن رخيص كب عنك الزواريب – أعمارنا يا ابن رخيص عـواري
خوينا مـا نصلبـه بالمصاليـب – ولا يشتكي منا دروب العـزاري
لازمٍ تجيك أمي بكبـده لواهيـب – تبكي ومن كثر البكاء ما تـداري
تنشدك باللي يعلم السّر والغيـب – وين ابني اللي لك خوي مبـاري؟
قل له قعد في عاليات المراقيـب – في قنة ما حولـه إلا الحبـاري
يتني خويه لين يبدي بـه الطيـب – وإلا يجيه من المقادير جـاري
وإن كان ما قمنا بحق المواجيـب – يحرم علينا لابسات الخـزاري
وسارت القافلة عائدة إلى الرس تاركة خلفها جارد ورفيقه بن ريس في مكان يقال له (جبل بلغة)، وأقام الاثنان هناك ثلاثة أشهر كان محمد خلالها يطعم رفيقه مما يصيده ويسهر على راحته حتى عافاه الله وعاد الاثنان إلى ذويهما بعد أن ضرب ابن ريّس أروع تضحية في الوفاء وصار وفاؤه مضرب الأمثال بين الناس.
وقد سمّي بعد هذه القصة بضلعان نسبة إلى جبل بلغة – والجبل باللهجة الدارجة يسمى (ضلع) -، وما زال أحفاده يعرفون بعائلة (الضلعان) – انتهى.
وشخصية بن ريس تنطبق على المرحوم عبد الرحمن، الذي كثيراً ما ضحى وأخذ بأيدي الآخرين، إنه فعلاً كان (السعودي النموذجي) قدس الله روحه.
أنه في عام 1260هـ خرجت قافلة من الحجاج من الرس بمنطقة القصيم متجهة إلى مكة المكرمة وقائد القافلة، صالح بن رخيّص، وكان في القافلة محمد بن ريّس، وأدى الجميع مناسك حجهم ثم انطلقوا عائدين، وفي الطريق أصيب جارد بن ذياب بمرض الجدري مما أقعده عن مواصلة السير ومنعه من مرافقة القافلة فتشاور القوم في أمره فاقترح قائد القافلة أن يحملوه على ما يشبه النعش، ويسمونه المصاليب، حتى يصل إلى أهله، ولكن رفيقه بن ريّس منعهم من ذلك لأن المريض قد بلغ به المرض حدّاً جعل من الخطر عليه نقله بتلك الطريقة، وتطوع بالجلوس مع جارد حتى يشفيه الله أو يختاره إلى جواره، ورضخوا لرغبته ورحلوا، وبعث معهم هذه القصيدة باللهجة الدارجة التي يقول فيها:
قل هيه يا أهل شايبات المحاقيب – أقفن من عندي جـداد الأثـاري
أقفن من عندي كما يقفي الذيب – لا طالع الشاوي بليـل الغـداري
لكن صفق أذيالهن بالعراقيـب – رقاصة تبغـي بزينـه تمـاري
يا ابن رخيص كب عنك الزواريب – أعمارنا يا ابن رخيص عـواري
خوينا مـا نصلبـه بالمصاليـب – ولا يشتكي منا دروب العـزاري
لازمٍ تجيك أمي بكبـده لواهيـب – تبكي ومن كثر البكاء ما تـداري
تنشدك باللي يعلم السّر والغيـب – وين ابني اللي لك خوي مبـاري؟
قل له قعد في عاليات المراقيـب – في قنة ما حولـه إلا الحبـاري
يتني خويه لين يبدي بـه الطيـب – وإلا يجيه من المقادير جـاري
وإن كان ما قمنا بحق المواجيـب – يحرم علينا لابسات الخـزاري
وسارت القافلة عائدة إلى الرس تاركة خلفها جارد ورفيقه بن ريس في مكان يقال له (جبل بلغة)، وأقام الاثنان هناك ثلاثة أشهر كان محمد خلالها يطعم رفيقه مما يصيده ويسهر على راحته حتى عافاه الله وعاد الاثنان إلى ذويهما بعد أن ضرب ابن ريّس أروع تضحية في الوفاء وصار وفاؤه مضرب الأمثال بين الناس.
وقد سمّي بعد هذه القصة بضلعان نسبة إلى جبل بلغة – والجبل باللهجة الدارجة يسمى (ضلع) -، وما زال أحفاده يعرفون بعائلة (الضلعان) – انتهى.
وشخصية بن ريس تنطبق على المرحوم عبد الرحمن، الذي كثيراً ما ضحى وأخذ بأيدي الآخرين، إنه فعلاً كان (السعودي النموذجي) قدس الله روحه.