أقلام يورابيا

الهجمات على أرامكو … هل تتسبب في حرب بالمنطقة؟

صلاح لبيب

*صلاح لبيب

السبت الماضي الرابع عشر من ديسمبر كان حدثا مفصليا في تاريخ الشرق الأوسط إذ شنت هجمات على منشئات نفطية سعودية عطلت الانتاج ورفعت أسعار النفط في العالم بشكل غير مسبوق.

الهجوم الأعنف الذي واجهته السعودية وضرب درة اقتصادها شركة أرامكو تفرقت دمائه بين القبائل، فأمريكا تتهم عبر مسؤولين إيران بالمسؤولية عن الهجوم بينما أعلنت جماعة أنصار الله مسؤوليتها عن قصف أرامكو شارحة وسائلها في ذلك.

إعلان جماعة أنصار الله لم يصدقه في الغرب كثير، إذ سرب البيت الأبيض لإعلامه منذ بداية الإعلان عن الهجوم رواية تدعي أن صواريخ إيرانية أطلقت من العراق أو من قاعدة عسكرية إيرانية على الحدود المشتركة بين البلدين هي مصدر الهجوم وسربت للإعلام صور لا يعلم مدي صدقيتها أحد.

فيما بادرت إيران عبر وزير خارجيتها محمد جواد ظريف، إلى تأكيد مسؤولية أنصار الله عن الهجمات التي استهدفت السعودية بينما ما زال الإعلام الامريكي ينشر تحليلات استخبارية تدعي أنها ليس بإمكان جماعة أنصار الله اطلاق هجوم مماثل في مسعى واضح لإلقاء اللوم على طهران.

الذريعة لإشعال الحرب صارت ذرائع وكلها مجتمعة أو إحداها تكفي لإشعال حرب في المنطقة تأكل الأخضر واليابس والنفط ومقدرات الشعوب فممرات النفط قصفت ومنشئات النفط ضربت والولايات المتحدة لم ترفع العقوبات ولا تنوي ذلك .. يقول مستبصر: إني لأجد ريح الحرب لولا أن تسفهون!

ورغم أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب مستشاره أقال راعي الفتنة جون بولتون أو استقالة أو دعاه ليستقيل فحسب الناس أن الفتنة قد نامت وأن نوايا الحرب قد ذهبت بذهاب الراعي، فإذ بذرائع جديدة وأشد خطورة تظهر ليعود الحديث عن حرب في الخليج من جديد.

محللي أجهزة الاستخبارات الأمريكية نشروا صورا تشير أن آثار الضربات السبعة عشر تظهر أن الصواريخ أتت من الجهة الشمالية اتجاه إيران وليس من الجنوب وهي اتجاه اليمن.

ويظهر هذا التكثيف الأمريكي في إلقاء اللائمة على طهران في الهجوم إلى احتمالات عدة منها أن تكون تقف وراء الهجوم حقا وإما أن واشنطن لا تصدق أن أنصار الله صارت لديهم تقنيات هائلة تستطيع اختراق أكثر أنظمة الدفاع الامريكية تطورا وإما أن الولايات المتحدة تجمع ذرائع لإشعال حرب في المنطقة تقضي فيها على إيران وما تبقي من مخزونات النفط وأموال الأجيال القادمة لدى دول الخليج العربي.

*كاتب مصري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق