– رام الله – ينتظر المزارع الفلسطيني أحد عشر شهراً على الأقل، كي يحل موسم قطاف الزيتون عامًا بعد عام. ورغم الانتظار الطويل للوصول إلى موسم الحصاد، الذي يوفر قوت العام لعائلات كثيرة، إلا أن الانتظار يكون عادة مصحوبًا بالخوف والأرق، مما ينتظر المزارعين وأراضيهم خاصة تلك الملاصقة للمستوطنات اليهودية المحيطة بكافة المدن والقرى الفلسطينية، والموجودة خلف جدار الفصل العنصري الذي يخنق الأرض الفلسطينية.
وتبدأ الحكاية قبيل موسم قطاع الزيتون خلال شهر تشرين أول/ أكتوبر من كل عام، حيث تبدأ مجموعات من المستوطنين المتطرفين باستهداف الأرض الفلسطينية المزروعة بأشجار الزيتون على وجه الخصوص. ويقوم أفراد هذه العصابات بإعدام أشجار الزيتون عن طريقها قصها من أسفل عروقها. أو عبر إحراق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية المزروعة بالزيتون، أو عبر تجريفها تارة أخرى.
ومع وصول موعد القطاف، تبدأ سلطات الاحتلال بالتلاعب بمشاعر المزارعين، خاصة أولئك الذين يحتاجون لتصاريح خاصة لدخول أراضيهم عبر بوابات عسكرية إسرائيلية. فتارة تقوم سلطات الاحتلال بتأجيل اصدار التصاريح، وإن أصدرت يتلاعب جنود الاحتلال على تلك البوابات بمنع دخول المزارعين، أو بإدخالهم لساعات قليلة فقط ما يجعل الحصاد بالغ الصعوبة.
وتصل هذه الاعتداءات ذروتها مع بدء القطاف الفعلي، وتواجد العائلات الفلسطينية ي أراضيها، عندما يهاجمهم المستوطنين اليهود، وتحت حماية قوات الاحتلال ويعتدون عليهم بالضرب، ما يضعهم في حالة دفاع عن النفس تستغلها قوات الاحتلال لتطلق قنابل الغاز والرصاص المطاطي والحي في غالب الأحيان، ما يوقع إصابات وشهداء في صفوف الفلسطينيين، ليتحول الزيتون الأخضر، إلى أحمر مغمس بالدماء الفلسطينية.
وهو ما حدث عندما استشهدت الفلسطينية عائشة محمد راضي 45 عاما من بلدة بديا غرب سلفيت، باعتداء للمستوطنين قرب حاجز زعترة جنوب مدينة نابلس وإصابة زوجها، إثر مهاجمة مركبتهما بالحجارة من قبل المستوطنين قرب حاجز زعترة.حيث أصيبت بجراح حرجة في رأسها، بعدما ألقى مستوطنون حجرًا على المركبة التي كانت تستقلُّها هي وزوجها قرب حاجز زعترة. ونُقلت المواطنة إلى مركز ابن سينا للطوارئ في بلدة حوارة، لكنها ما لبثت أن استشهدت متأثرة بإصابتها البليغة، ونقل جثمانها إلى مستشفى رفيديا بنابلس.
ومنعت قوات الاحتلال المزارعين من قطف ثمار الزيتون في بلدة سالم شرق مدينة نابلس فيما اعترضت المزارعين ومنعتهم من الوصول الى منطقة النجمة بمحاذاة الطريق الواصل بين مستوطنتي “ايتمار” و”ألون موريه” المقامتين عنوة على أرضي قرى شرق نابلس. ونفذ عشرات المستوطنين، أعمال عربدة واستفزاز ضد المزارعين في بلدة تلفيت جنوب مدينة نابلس وحاولوا منعهم من قطف ثمار الزيتون. حيث هاجم أكثر من 150 مستوطنا المزارعين أثناء قطف الزيتون في الأراضي الواقعة بين تلفيت وقريوت، وقاموا بأعمال عربدة واستفزاز لدفعهم إلى مغادرة أراضيهم.
كما قام مستوطنون، بتقطيع واتلاف نحو 40 شجرة زيتون مثمرة، في بلدة “ترمسعيا” شمال رام الله، بالقرب من البؤره الاستيطانية “عادي عاد” و هذا الإعتداء الثاني على التوالي خلال أسبوع على أشجار الزيتون بالمنطقه . فيما أخطرت قوات الاحتلال “الإسرائيلي”، بهدم خمسة مساكن في وادي السيق (شرقي رام الله)، بذريعة البناء دون ترخيص علما أنها مكونة من الصفيح والخيام تؤوي نحو 30 فردًا من بدو الكعابنة الذين يعيشون في المنطقة منذ 1996.
وداهم عدد من مستوطني بؤرة “جلعاد” الاستيطانية المقامة على أراضي قرية فرعتا شرقي قلقيلية، أراضي المزارعين في المنطقة الشرقية من القرية، ما أثار الرعب في صفوف المزارعين خصوصًا الأطفال والنساء الذين تواجدوا في أراضيهم وتجمع”مستوطنو قدوميم ” على الشارع الرئيسي بين نابلس وقلقيلية ورشقوا العديد من السيارات الفلسطينية بالحجارة مما الحق اضرار مادية بزجاج عدد من المركبات عقب رشقها بالحجارة من المستوطنين، ، ورددوا هتافات معادية للعرب.
ومنعت قوات الاحتلال عشرات المزارعين من الوصول إلى أراضيهم خلف جدار الفصل العنصري دون إبداء الأسباب وقامت بإغلاق بوابتين تعتبران المنفذ لعبور ما يزيد عن 300 مزارع إلى أراضيهم المعزولة خلف الجدار والمزروعة بالزيتون والخضراوات، والبالغة (2500) دونم، تعود لمزارعي البلدتين، والبلدات المجاورة، حسب ما أكد المكتب الوطني للدفاع عن الأرض.