السلايدر الرئيسيتحقيقات
تعلم اللغات سبيل شباب غزة للهجرة والحصول على منح دراسية في دول أجنبية
محمد عبد الرحمن
ـ غزة ـ من محمد عبد الرحمن ـ رغبة منه بتطوير لغته الانجليزية، لتحقيق حلمه السفر إلى الدول الأوربية، وتحسين وضعه من التعليمي والاجتماعي بما يتناسب مع أهدافه الشخصية، يتعلم عبد الرحمن راضي “24عاما” اللغة الإنجليزية، للتغلب على المصاعب
يقول عبد الرحمن: “هدفي من تعلم اللغة الانجليزية وإجادتها، لكي يتسنى لي الحصول على شهادة تثبت قدرتي على إجادة اللغة، كي لا أواجه مصاعب عندي هجرتي لأحد الدول الأوروبية فطموحي بأن أسافر إلى تلك الدول.
يضيف “أقدمت على تعلم اللغة الإنجليزية قبل شهرين من الآن، وكلفتني بما يقارب(200 دولار)، رغم الوضع الاقتصادي الصعب، ولكنني مجبر على تعلم اللغة نظرًا لطبيعة الحياة بالدول الأوروبية، وهذا الأمر من الصعب إتقانه خلال التعليم الأساسي أو الجامعي”.
عمله الصحفي
أما خميس لبد (25عاماً) خريج صحافة والإعلام من الجامعة الإسلامية فور تخرجه من الجامعة، التحق بدورات للغة الانجليزية ليثري اللغة الأجنبية لديه معتبراً لبد أن تعلم اللغة الانجليزية بالنسبة له ضرورة ملحة لأن عمله يتطلب التعامل مع أجانب، وكذلك المصطلحات الإعلامية جلها باللغة الانجليزية، كما أنه عادةً ما تضطر لاستخدام اللغة الإنجليزية خلال عمله الصحفي.
ويشير إلى أنه بدأ بالتعلم الذاتي للغة الانجليزية، وتقوية ما لديه من حصيلة لغوية معرفية، وذلك ليقطع شوطاً كبيراً للقفز عن المستويات العديدة التي تطلب من الشخص قبل بلوغه المستوى الأعلى “التوفيل”، والتي تحتاج إلى تكاليف باهظة تصل نحو 1000 دولار أمريكي.
الإقبال على تعلم اللغة
الطالبة نور حميد (21عاماً) تعمل سكرتيرة في المعهد البريطاني لتعلم اللغات، تستثمر وجودها في المكان لتعلّم اللغة الانجليزية فهي تدرك مدى أهميته اللغات لمستقبلها خاصة، وهي تلحظ هذا الإقبال الشبابي على تعلم اللغة الانجليزية.
تقول نور”أعمل سكرتيرة إلى جانب دراستي الجامعية في تخصص علم النفس، في أوقات الدوام في المعهد أواصل دراسة مستويات اللغة الإنجليزية”.
حصلت نور على المستوي الرابع في اللغة الإنجليزية، وعن سبب تعلمها للإنجليزية رغم أن تخصصها باللغة العربية، تقول “لابد من معرفة الأساسيات على الأقل في اللغة الإنجليزية باعتبارها لغة عالمية، كذلك فهي شرط أساسي لأي خارج قطاع غزة، فطموحي أن أسافر امتلاكي للغة الإنجليزية شهادة مرور لمجالات عدة، فضلاً عن الارتقاء بنفسي”.
منحة دراسية
ويسعى الشاب أحمد شرف، خريج إدارة أعمال من الجامعة الإسلامية، إلى تعلّم اللّغة الإنكليزيّة وإتقانها من أجل الحصول على منحة دراسية مجانية، لإكمال تعليمه في إحدى الجامعات في الدول الأجنبية.
ويقول “الحصول درجة الماجستير في الجامعات المحليّة يتطلّب نحو (10 آلاف دولار)، وهذا المبلغ لم يتوافر معي طيلة حياتي، الأمر الّذي جعلني أبحث عن منحة دراسيّة في إحدى الجامعات في الدول الأجنبية، ولكن الحصول على ذلك يشترط إتقان اللّغة الإنكليزيّة إتقاناً تامّاً، وهذا ما أسعى إليه الآن”.
شهادة التوفل
وأوضح أنّه يخضع الآن إلى دورات عدّة متسلسلة ومكثّفة تستمرّ 12 شهراً لتعلّم اللّغة الإنكليزيّة من أجل الحصول على شهادة “التوفل” الدوليّة، مشيراً إلى أن الحصول على هذه الشهادة يكلّفه دفع مبلغ ماليّ مقداره 1700 دولارً، 1200 دولار ثمن دورات المركز، 200 دولار للخضوع إلى دورة تحضيرية لخوض اختبار “التوفل”. وفي النهاية، يتوجّب دفع 300 دولار أخرى كرسوم للخضوع إلى الاختبار المصيري (التوفل)، الذي يؤهله للسفر إلى الجامعات الخارجيّة لإكمال تعليمه الجامعي.
وعن أهمية اللغة الانجليزية يقول رئيس الأكاديمية البريطانية لتعلم اللغات في غزة رمضان عكاشة: “اللغة الإنجليزية مهمة في كافة مجالات الحياة وخاصة للطلاب لأنها تفيدهم في دراستهم الجامعية المتوسطة والعليا”.
اللغة الأولى
واستدرك قائلًا: “للأسف الشديد نجد أن هناك خللًا في هذا الجانب نظرًا للأوضاع والظروف الاستثنائية التي نمر بها، وصعوبة الاتصال بالعالم الخارجي يشكل عائقًا، لكن توفر الوسائل التقنية كالإنترنت للتواصل مع العالم ساعد بشكل أو بآخر بالتواصل من خلال اللغة الإنجليزية التي تعتبر اللغة الأولى في العالم والمعمول بها في كافة الدول”.
مؤكدًا على أن تعلم اللغة الإنجليزية أصبح ضرورة ملحّة أيضًا أمام الكتّاب والصحافيّين والناشطين الحقوقيّين من أجل الدّفاع عن القضيّة الفلسطينيّة وإيصال معاناة الفلسطينيّين إلى العالم.
ونوه إلى وجود منافسة بين المراكز التي تمنح شهادات اللغة الانجليزية، ولكن قال عن مؤسسته “نحرص على تخفيض الأسعار لتكون مريحة للطالب، وفي نفس الوقت لا تكون عبئا على المؤسسة، مع وضع حد أدنى للأسعار لا نستطيع تجاوزه”.