الكاتب المغربي رشيد أيلال لـ””: صحيح البخاري اسطورة وستنتهي وهو ليس صحيحا ويتناقض مع العلم والعقل والرسول منع تدوين كلامه

ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ في سياق تفاقم الجدل الدائر في عدد من دول الخليج بخصوص تصريحات وسيم يوسف، حول رأيه في صحة ما جاء في كتاب “صحيح البخاري” ، المغرب أيضا ليس ببعيد عن هذا الجدل فى أوساط الفقهاء، وعلماء الدين والباحثين.

إذ عرف نقاشا واسعا بعدما أصدرت كتب تحمل آراء مماثلة مثل كتاب رشيد أيلال، الصحفي والكاتب المغربي، “صحيح البخاري.. نهاية أسطورة”، الذي يتضمن الكثير من النقاط المثيرة للجدل، فهو يذكر أن رسول الإسلام منع تدوين كلامه بشكل صارم، ويستدل رشيد أيلال في كتابه المثير للجدل، بخصائص ما يعرف بـ”الجرح والتعديل” لاستنتاج أن مصطلح الحديث ليس علما، كما تتحدث بذلك جلّ المؤسسات الدينية الإسلامية، لينتقل بعد ذلك الكاتب إلى دراسة شخصية البخاري وكيف تمت المبالغة في صناعتها وإدخال الكثير من الأحلام على سيرتها.

أما في الفصل الأخير من الكتاب، فقد ركز ايلال، على بحث المخطوطات المتعلقة بالإمام البخاري، حيث استنتج أن أوّل مخطوطة لـ”صحيح البخاري” لم تظهر إلّا بعد أزيد من 200 سنة على وفاة من تنسب إليه.

اقرأ ايضا: وسيم يوسف يوضّح شكوكه حول صحة البخاري

وللحديث عن كتابه والجدل الذي لاحقه، قال رشيد ايلال في اتصال مع صحيفة “” “كتاب صحيح البخاري حفته الكثير من الأساطير والخرافات كما ضم في ثناياه الكثير من الأساطير والخرافات، حيث تم رفع الكتاب إلى مكانة أسنى وأعلى من القرآن نفسه، ونسبت له خصائص ليست لكتاب الله، هذا ما جعلني أصف الكتاب بالأسطورة، أما عن نهايتها فهذا أمر محتم نظرا للتطور العلمي المذهل في شتى ميادين الحياة، مما يجعل أبسط الناس ينتبه إلى كم التخاريف الواردة في هذا الكتاب والذي وصف على أنه أصح كتاب بعد كتاب الله، في مقارنة غريبة بين النسبي والمطلق، بين كتاب الله وكتاب بشري، ولهذا كان عنوان كتابي صحيح البخاري نهاية أسطورة”.

يضيف ايلال “ما يميز كتاب صحيح البخاري نهاية أسطورة أنه اعتمد في تشريحه لكتاب صحيح البخاري ولشخصية البخاري على أمهات الكتب الدينية والتاريخية المعتمدة لدينا، لأعلام يعتبر كلامهم لدى الشيوخ فيصلا في المجال الديني، من أمثال الذهبي، والباجي، وابن حجر العسقلاني، والذهلي وابن تيمية، وابن حزم، وأبو زرعة، والألباني، وابن الصديق، وابن عبد البر، وغيرهم من الأسماء، لكن أهم ما ميز كتابي هي الدراسة الطوديكولوجية على أقدم مخطوطات صحيح البخاري، والتي أسفرت في النهاية على أن الشيخ البخاري لا علاقة له بالصحيح المنسوب إليه على الأقل بشكله الحالي الذي بين أيدينا، حيث أن ظهور مخطوطات هذا الكتاب جاءت بعد وفاة البخاري ب239 أي أن المسافة الفاصلة بين وفاة البخاري وكتابه هي ستة أجيال وهذا بون شاسع لا يمكن تجاهله، لذلك قلت وأنا مطمئن: أن صحيح البخاري ليس صحيحا كما يدعي شيوخنا”.
صاحب هذا الكتاب كغيره من الكتاب الذين اصدرت لهم مؤلفات مماثلة، تعرض لانتقادات ومضايقات كبيرة وجهة له من قبل شيوخ السلفية، اذ يرى الكثير منهم أن “صحيح البخاري” أصح كتاب بعد القران الكريم، وأن أي دراسة علمية لأي مؤلف، لا بد أن تلتزم بالمنهج العلمي الذي وظفه علماء ذلك الفن، حتى تبتعد عن الخطأ وحتى لا تقع في الزلل.

في هذا الصدد، كان قد كتب أحد الوجوه السلفية المغربية المعروفة، الشيخ حسن الكتاني، على صفحته في “الفيسبوك”، إن ” البخاري يبقى متفردا بين بقية العلماء الآخرين بالنظر إلى مصادره، إذ يشمل صحيحه على أغلب الأحاديث الورادة في مصادر أخرى كالموطأ للإمام مالك والمسند للإمام أحمد، و أن التشكيك في صحيح البخاري يهدف إلى القطع مع السنة بكاملها، و نفي للتشريع الإسلامي.معربا عن تحديه للمشككين بقراءة مقدمة كتاب “فتح الباري” لصاحبه الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني، الذي “قام بدراسة علمية دقيقة ومعمقة لصحيح البخاري، إذ أجاب على كل التساؤلات المتعلقة بأصالة الكتاب”.

كان سؤالنا لرشيد ايلال، كالآتي: “قلت بأن صحيح البخاري يتناقض مع العلم والعقل ويتضمن العديد من الخرافات”، ما دليلك على ذلك؟..”.

و في رده على سؤال أجابة قائلا”صحيح، هذا الكتاب يعج بأمثلة كثيرة مصادمة للعقل والمنطق والعلم بل معارضة ومناقشة حتى لما جاء في القرآن، ومن ذلك ما ورد في صحيح البخاري منسوبا للنبي أنه قال بأنه قد “فقدت أمة من بني اسرائيل وما أراها ؟إلا الفأر” فأي عاقل يمكنه الاعتقاد بأن الفئران هم ليسو سوى أمة من بني اسرائيل قد مسخت، فتحولت إلى فئران تتاناسل وتتتعايش في ما بينها بل ما زالت حسب نص الحديث متدينة بالشريعة اليهودية إلى يوم الناس هذا، أو حديث غروب الشمس وشروقها والذي ينسب للرسول أنه فسره بسجود الشمس عند عرش الرحمن ورفع رأسها من السجود، أو حديث الذبابة وغمسها في قاع الإناء إذا سقطت فيه تم بعد ذلك يمكنك تناول ما في الكأس لأن في أحد جناحيها داء وفي الاخر شفاء من ذلك الداء، أو حديث الصيف والشتاء وتفسير حرارة الصيف بتنفس جهنم نيرانا وبرودة الشتاء بتنفسها زمهريرا وهذا مجانب للعقل والعلم مع كامل الأسف، لكننا ملزمون بتصديق هذه الخرافات مادامت وردت في صحيح البخاري الذي لانعرف حتى من ألفه حقيقة”.