السلايدر الرئيسيثقافة وفنون

موقع عماد السيد المسيح… احد اهم مواقع الجذب للسياحة الدينية في الشرق الاوسط

ـ عمان ـ تزخر منطقة الشرق الاوسط  بالعديد من مواقع التراث العالمي التي ادرجتها منظمة الامم المتحدة للثقافة  والتربية والعلوم المعروفىة باليونسكو على قوائمها العالمية، وكان من ابرز المواقع التي تم ادراجها عام 2015 موقع عماد السيد المسيح / المغطس  على الجانب الشرقي لنهر الاردن داخل الاراضي الاردنية، الذي تم تحديده عام 1996 من قبل فريق اردني باشراف عالم الاثار البرفسور محمد وهيب من الجامعة الهاشمية، وقام الفريق بتحديد موقع عماد السيد المسيح ومن ثم القيام باعمال تنقيبات ميدانيه مكثفة ادت الى ظهور مكتشفات اثارت اهتمام علماء الاثار والتاريخ والأديان، والصحافة العالميه  نظرا لما تميزت به تلك الاكتشافات من  اهمية في تاريخ بداية الدعوة المسيحية مكنت علماء التاريخ من اعادة كتابة حلقات كانت تعتبر مفقودة في تاريخ نشوء المسيحية وتطورها  عبر التاريخ ، فلقد قدم  هذا الاكتشاف دلائل مادية واضحة في مجال العمارة والفنون  منذ القرن الاول الميلادي وحتى القرن الثامن عشر الميلادي، حيث جاء اكتشاف الموقع عام 1996 ليسدل الستار على جهود البحث العالميه عن موقع العماد لتبدا حقبة جديدة من النشاط السياحي الديني الغير مسبوق.

حجاج كاثوليك يتوجهون الى تجمع في كنيسة القديس يوحنا المعدان على الجانب الأردني من نهر الأردن. (ارشيفية/AFP)

وفي حديثه لـ”” يضيف الدكتور وهيب بأنه قد ظهرت مباني  دينيه عديدة  مثل الاديرة واهمها دير يوحنا المعمدان  قرب نهر الاردن وكذلك دير  روتوريوس  في منطقة وادي الخرار  ودير المحطة  بالاضافة الى العديد من الكنائس  والتي كانت تنتشر على مساحة شاسعة على طول امتداد وادي الخرار، والذي تبلع مساحته الف دونم والذي كان يزخر بالينابيع العذبة التي كانت تستخدم لاغراض الطهارة والعماد بالاضافة الى  نهر الاردن  لاحقا، كما فرشت ارضيات هذه  الاديرة والكنائس بالفسيفساء الملون النادر من الاشكال الهندسية والنباتية الرائعة وكذلك بقطع الرخام النفيس، وشذبت  الاعمدة والتاجيات بمهارة فائقة، وبنيت الحجارة بدقة ومهارة عالية خلال العصر البيزنطي، كما كشف عن كهوف الرهبان وبرك واحواض التعميد ومسارات وطرق اقيمت بجواره لتسهيل الوصول اليه، عندما اعتمدت الامبراطورية البيزنطية  الموقع بشكل رسمي كمكان للعماد والطهارة  بعد زيارة القديسة هيلانة للاراضي المقدسة وعبورها من الجانب الغربي الى الجانب الشرقي في موقع العماد حيث اصدرت تعليماتها باقامة ابنية ومباني خاصة  للعبادة والطهارة، ولايواء الحجاج القادمين لهذا المكان من شتى ارجاء الكرة الارضية ، ومع مرور الوقت اصبح موقع العماد قبلة المؤمنين الاوائل  من بلدان اوروبا ومن روسيا وبلدان المشرق ، وفي مطلع كل عام تحتفل الطوائف المسيحية في  الشرق الاوسط  وبمشاركة من كنائس اخرى في العالم في الموقع   بعيد العماد والمتعارف عليه  بالغطاس في مطلع كل عام حيث يعتبر  الموقع من الناحية الدينية  من اقدس مناطق الكرة الارضية وايضا فانه يمثل اخفض بقعة على سطح الارض، وحيث ان  احتفالات اعياد الميلاد تتوافق مع تقريبا مع عيد الغطاس فان منطقة الشرق الاوسط تشهد اقبالا شديدا من الزوار في نهاية كل عام  وخاصة الى موقع المغطس واصبح يطلق عليه موسم الحج المسيحي، ويستغل الزوار والحجاج قدومهم لزيارة اماكن اخرى مجاورة لموقع العماد مثل; القدس الشريف، وام الرصاص، وجبل نبو، وبيت لحم، في بلدان الشرق الاوسط الغنية بالمواقع الدينية والتي شهدت رحلة السيد المسيح واتباعه في ربوع الاراضي المقدسة المباركة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق