– أقول مع أبي العتاهية: ألا ليت الشباب يعود يوماً / لأخبره بما فعل المشيب.
شعري ذهب بعضه وشابَ بعضه إلا أن أكثره لا يزال كما كان في أوسط العمر، و «الدنيا ربيع والأشياء معدن». الآن أنا في سنّ أخشى معه التقدم في السّن، وقد عدت إلى مراجع عربية وأجنبية عنه ورأيت أن أقدم للقارئ بعض ما قرأت.
قالت لزوجها إنها تعترف بأنها لن تكون مرة أخرى في الثانية والعشرين، عندما تزوجها. قال إنها لو عادت إلى الوراء 22 سنة لما عرفها.
قرأت أن قلة من النساء يعترفن بعمرهن، وأن قلة من الرجال يتصرفون بحسب عمرهم.
ربما كان صحيحاً أن العمر يبدأ في الأربعين إلا أن كل شيء آخر يتعطل أو يخرب أو يزيد وزناً أو سعراً. المعمّر يجد أن الشعر في أذنيه أصبح أكثر من الشعر في رأسه.
طبعاً هناك ثلاثة أدلة على التقدم في السّن، الأول أنك تفقد ذاكرتك. نسيت الدليلين الثاني والثالث.
هو مسنّ إلى درجة أنه لا يحتاج إلى تعلم التاريخ فقد عاصر معظم أحداثه. زوجته قالت له إنها متقدمة في السّن مثله لكن تريد منه كلمة طيبة تتعزى بها، قال: نظرك لا يزال مئة في المئة.
آخر لم يعرف أنه أصبح في أوسط العمر، أو قرب نهايته إلا عندما أصبحت الشابات في مكتب العمل يثقن به إلى درجة أن يحكين له أسرارهن.
رجل في نهاية الثمانينات تزوج فتاة في العشرين وقال إن من الأفضل له في شيخوخته أن يشم رائحة عطر بدل أن يشم رائحة أدوية.
مسنّ آخر في التسعين تزوج شابة في الثامنة عشرة. ذهب إلى الطبيب وقال إن عنده مشكلة. سأله الطبيب ما مشكلته، قال: نسيت اسمها.
آخر في الثمانين تزوج شابة تودع المراهقة، وبقيا ثلاثة أيام يحاولان الخروج من السيارة بعد أن وصلا إلى الفندق الذي حجزا فيه إقامة أسبوع لشهر العسل.
قرأت أن زازا غابور كانت تخفض سنوات من عمرها ولم تتوقف عن الخفض بل زادته عندما تقدمت في السن. ابنتها فرانسيسكا قالت لها إنها تشعر بأنها خلال سنوات ستصبح أكبر من أمها.
واحدة قالت لزوجها إنها لا تبدو في الأربعين من العمر. قال الزوج ولكن كنت تبدين في الأربعين عندما كان عمرك 40 سنة.
في وسط العمر يصبح وقت الراحة أكثر صعوبة ووقت العمل أكثر راحة. بكلام آخر في وسط العمر يحتاج الإنسان إلى وقت أطول للراحة من وقت العمل.
المسنّة قالت إنها اكتشفت طريقة محكمة للخلاص من التجاعيد في بشرتها، سئلت ما هي، فقالت إنها لم تعد ترتدي النظارات الطبية لترى التجاعيد.
قال لزوجته المسنّة مثله إنه يتمنى لو أنه زار باريس عندما كان شاباً. قالت: عندما كانت باريس باريس. قال لا ولكن عندما كان عبده (اسمه) عبده.
هو مسنّ إلى درجة أن عمره يزيد سنوات وهو يلعب طاولة الزهر مع صديق له.
أقول لكل إنسان يشك في وصوله إلى أوسط العمر إنه فيه إذا كان مع رفع الأثقال لا يستطيع الوقوف على قدميه.
وكان هناك مسنّ يركب الخيل كل شهر من السنة باستثناء تموز (يوليو). وسئل لماذا لا يركب الخيل في تموز، قال إن السبب أن العامل الذي يضعه على ظهر الحصان يأخذ إجازته السنوية في ذلك الشهر.
أخيراً أفضل ما في التقدم في السن أن شركات التأمين لا تعود إلى الاتصال بك.
الحياة اللندنية