شرق أوسط
شرطة الاحتلال اعتقلت رئيس مجلس الأوقاف الفلسطيني ونائبه في ضوء الاشتباكات في الحرم القدسي الشريف
فادي ابو سعدى
ـ رام الله ـ من فادي ابو سعدى ـ اعتقلت الشرطة الإسرائيلية رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب، عقب الاشتباكات في الحرم القدسي، وأطلقت سراحه في وقت لاحق. وفي خطوة غير عادية، تم اقتياده من منزله للتحقيق في الساعة الخامسة صباحًا. كما تم اعتقال نائبه الشيخ ناجح بكيرات، وأطلق سراحه في وقت لاحق. ووفقاً للشرطة، فإنها تشتبه بخرقهما لأمر يمنع دخول مبنى باب الرحمة في الحرم القدسي، والذي اقتحمه المصلون يوم الجمعة.
وبعد الإفراج عنه، أعلن الشيخ سلهب أنه هو ونائبه رفضا التوقيع على منعهما من دخول الحرم الشريف لمدة أسبوع. وقال: “إن التهم المنسوبة إلينا كما لو أننا من فتح مجمع باب الرحمة هي وسام على صدورنا”، وأضاف “سنواصل الكفاح من أجل المسجد الأقصى”.
وقال مصدر في الأوقاف لصحيفة “هآرتس”، إن الاعتقال غير مقبول. مضيفا أن “سلهب هو أكبر شخصية أردنية في المناطق. قبل 20 عاما إذا طلبت الشرطة التحقيق مع المفتي كانت تتصل وتدعوه إليها، لكن الحضور هكذا إلى منزل شخص عمره 75 عاما في الخامسة صباحا فهو أمر غير مقبول.”
وأدان وزير الأوقاف الأردني عبد الناصر أبو البصل، اعتقال سلهب وبكيرات ووصفه بأنه “تصعيد خطير، لعب بالنار ومس بمكانة المملكة الأردنية وحمايتها للأماكن المقدسة في القدس”. وطالب أبو البصل بإطلاق سراح المعتقلين وإلغاء الأوامر الصادرة ضد مسؤولين آخرين في الأوقاف، من أجل منع التصعيد. وقال سفيان القضاة، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية، إن بلاده قدمت احتجاجًا رسميًا لوزارة الخارجية الإسرائيلية.
وكانت الشرطة قد أغلقت مبنى باب الرحمة في عام 2005 بعد أن عملت فيه جمعية التراث الإسلامي، التي كانت تابعة لحماس. ومنذ ذلك الحين تم إغلاق المبنى على الرغم من احتجاج الأردن والوقف. وقبل أسبوعين، عينت الحكومة الأردنية مجلسًا جديدًا لإدارة الوقف. وللمرة الأولى، زادت عدد أعضاء المجلس من 11 إلى 18، وأدرجت شخصيات كبيرة من السلطة الفلسطينية ومشايخ من القدس. وقرر المجلس الجديد محاولة الكفاح من أجل فتح المبنى.
ووفقاً للأوقاف، فقد تم تفكيك الجمعية التي كانت تعمل في المبنى منذ فترة طويلة، وهو جزء من مجمع الحرم الشريف الذي يخضع لإدارة الوقف ولا تملك إسرائيل أي سلطة لإغلاقه. وتقدر مصادر مطلعة على القضية أن الهدف من النضال هو منع التآكل الزاحف للوضع الراهن في الحرم، خاصة في مسألة الحرية النسبية التي تسمح بها الشرطة لليهود الذين يدخلون المكان.
وبعد اجتماع المجلس الأول قبل عشرة أيام، دخل أعضاؤه إلى المبنى وصلوا فيه. وفي أعقاب ذلك تم استدعاء المدير العام للأوقاف للتحقيق، وقامت الشرطة بإغلاق مداخل المبنى. وفي الأسبوع الماضي جرت عدة صلوات ومظاهرات حول البواب، التي تم في نهاية الأمر اقتلاعها من قبل الشبان. وليلة الخميس، وتخوفا من الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة، داهمت الشرطة عشرات المنازل في الجزء الشرقي من المدينة واعتقلت حوالي 60 مقدسيا، غالبيتهم من الشبان الذين يدخلون إلى الحرم بشكل دائم. وتم إطلاق سراح المعتقلين بعد عدة ساعات وتسليمهم أوامر إبعاد عن الحرم. واعتقلت الشرطة ثلاثة نشطاء فلسطينيين كبار من القدس يوم الجمعة للاشتباه في تورطهم في اقتحام مبنى الرحمة.
وقال المحامي خالد الزبارقة، الذي يرافق المعتقلين، إن مصادر دبلوماسية رفيعة في الأردن توجهت إلى المسؤولين الإسرائيليين والدوليين مطالبة بإطلاق سراح المعتقلين. وقال إن “الاعتقالات تشير إلى حالة هستيريا من قبل إسرائيل وتجاوزا للخطوط الحمراء”. وقال عضو المكتب السياسي لحماس، حسام بدران، “سلطات الاحتلال لن تعترف بهزيمتها في قضية باب رحمة، وبالتالي تقوم باعتقال كبار مسؤولي الأوقاف بعد أن نفذت موجة اعتقالات بين الشباب”.
ويوم الخميس، أرسل المستشار القانوني للأوقاف المحامي جمال أبو طعمة رسالة إلى المستشار القانوني للحكومة، أفيحاي مندلبليت يطالب فيها بالتدخل في قرار الحكومة. وكتب أبو طعمة: “إن باب الرحمة كان ولا يزال جزءًا لا يتجزأ من مجمع المسجد الأقصى والحرم الشريف. في القرارات التي اتخذت في ذلك الوقت من جانب واحد، والتي كانت تستند إلى حجج نرى أنها لا تعتمد أي أساس، قررت الشرطة إغلاق مسجد باب الرحمة. وأضاف ان “الشرطة تدخلت بشكل فظ وعدواني ضد المصلين وأعضاء مجلس الأوقاف”. وقال إنه “في ظل التصعيد والتخوف من اشتعال كبير عقد مجلس الأوقاف بتركيبته الموسعة اجتماعا وقرر توكيل الموقع أدناه بالتوجه إلى سيادتك والى كل جهة إسرائيلية لديها سلطة للتدخل فوراً”.
وفقا للباحث في منتدى التفكير الإقليمي، عيران صدقياهو، فإن قرار الوقف بالعمل في موضوع باب الرحمة يرتبط أيضاً بأنشطة “أنصار الهيكل” في هذا المكان. “فاليهود الذين يدخلون إلى الحرم يحرصون على عدم الصعود إلى منصة قبة الصخرة بسبب “الطهارة”، وأصبح هذا المكان، باب الرحمة، نوعًا من الهيكل بالنسبة لهم، حيث يتوقفون أمامه ويقولون كلمات من التوراة. ربما أراد الوقف تحدي هذا الواقع”.
وقام عضو الكنيست أحمد الطيبي أمس الأول، بزيارة الموقع وقال: “إن فتح بوابة الرحمة خطوة مهمة وهامة. يجب السماح للمسلمين والوقف بالسيطرة الكاملة على المسجد دون الدخول الاستفزازي للمستوطنين والسياسيين اليهود اليمينيين”.