سمير عطا الله
عوَّدنا الدكتور عبد الرحمن الشبيلي على أنه كاتب السِيَر وحافظ حقوق الآخرين، والباحث في آثارهم وإنجازاتهم، ومسلِّط الأضواء على كفاحاتهم ونجاحاتهم. وقد حوَّل هذا الاجتهاد النبيل من مهنة إلى رسالة. فكأنه كُتب عليه، وليس كُتب له، أن يؤرخ للذين عاصرهم من البارزين والمجلين، خصوصاً أولئك الذين اهتموا بكل شيء، وأهملوا الاهتمام بأنفسهم.
ها هو الآن يكتب شيئاً من سيرته الذاتية في «مشيناها: حكاية ذات». لكن حتى في حكاية الذات، يدوِّن الدكتور الشبيلي سيرة الآخرين وسيرة المرحلة نفسها. وفي «حكاية ذات» هذه تجد حكاية مثيرة ومفصَّلة ودقيقة لمرحلة تأسيس الإذاعة والتلفزيون في المملكة. وكيف بدأ التلفزيون أولاً محطات مختلفة ما بين المنطقة الشرقية والغربية، قبل أن يتطور ويدمج.
كان الشبيلي يومها موظفاً بسيطاً أوائل الستينات، لكنه أصبح، مع السنين والتدرج، شاهداً أساسياً على المرحلة وأهلها جميعاً. ويستعيد الشبيلي، في حرص ومحبة وتواضع، أسماء وأدوار الرفاق الذين صنعوا تلك البدايات، في جديّة وعناء: عباس غزاوي وناصر المنقور وإبراهيم العنقري ومحمد عبده يماني، وعشرات المسؤولين الذين نهضوا بالصناعة الإعلامية. ولا تغيب هنا الصورة الإنسانية الشاملة. فأثر العائلات في عيش صعب. ومن أجل أن يسعى في دراسته نجد «صاحبنا» يتقاسم غرفة واحدة مع رفاقه، أو يسكن في ضيافة أقرباء. لكنه لن يترك الجامعة تمر به دون توقف طويل، وفيها سوف يختار التخصص في أحب المواد إليه: اللغة العربية. وسوف يساعده ذلك في حرفته وفي شغفه معاً.
تذكرك حكاية الإذاعة في السعودية بحكاية الإذاعة في لبنان والأردن وأبوظبي والبحرين. وفي إذاعة المنامة كان مديرها إبراهيم كانو، يستعين بسعفة من النخل يحركها في الهواء، كي يعطي انطباعاً عن الرياح في البرامج، لأنه لم يكن في الإذاعة مؤثرات صوتية. وكانت لا تزيد على غرفة وفيها بضع أسطوانات، وكانت أغاني أم كلثوم تذاع فقط عند وقوع حدث مهم، فيعرف أركان الدولة من الإشارة أن عليهم الاتصال بالإذاعة لمعرفة طبيعة الحدث.
يروي «صاحبنا» العزيز، المعاناة التي رافقت ظهور أول وجه نسائي على التلفزيون. ويعيد النهضة الإعلامية إلى مؤسسها الكبير الشيخ جميل الحجيلان، وزير الإعلام، الشجاع، والمستقبلي التفكير. وإليه أيضاً يعيد نجاحه الشخصي في مهنة باهرة.
ها هو الآن يكتب شيئاً من سيرته الذاتية في «مشيناها: حكاية ذات». لكن حتى في حكاية الذات، يدوِّن الدكتور الشبيلي سيرة الآخرين وسيرة المرحلة نفسها. وفي «حكاية ذات» هذه تجد حكاية مثيرة ومفصَّلة ودقيقة لمرحلة تأسيس الإذاعة والتلفزيون في المملكة. وكيف بدأ التلفزيون أولاً محطات مختلفة ما بين المنطقة الشرقية والغربية، قبل أن يتطور ويدمج.
كان الشبيلي يومها موظفاً بسيطاً أوائل الستينات، لكنه أصبح، مع السنين والتدرج، شاهداً أساسياً على المرحلة وأهلها جميعاً. ويستعيد الشبيلي، في حرص ومحبة وتواضع، أسماء وأدوار الرفاق الذين صنعوا تلك البدايات، في جديّة وعناء: عباس غزاوي وناصر المنقور وإبراهيم العنقري ومحمد عبده يماني، وعشرات المسؤولين الذين نهضوا بالصناعة الإعلامية. ولا تغيب هنا الصورة الإنسانية الشاملة. فأثر العائلات في عيش صعب. ومن أجل أن يسعى في دراسته نجد «صاحبنا» يتقاسم غرفة واحدة مع رفاقه، أو يسكن في ضيافة أقرباء. لكنه لن يترك الجامعة تمر به دون توقف طويل، وفيها سوف يختار التخصص في أحب المواد إليه: اللغة العربية. وسوف يساعده ذلك في حرفته وفي شغفه معاً.
تذكرك حكاية الإذاعة في السعودية بحكاية الإذاعة في لبنان والأردن وأبوظبي والبحرين. وفي إذاعة المنامة كان مديرها إبراهيم كانو، يستعين بسعفة من النخل يحركها في الهواء، كي يعطي انطباعاً عن الرياح في البرامج، لأنه لم يكن في الإذاعة مؤثرات صوتية. وكانت لا تزيد على غرفة وفيها بضع أسطوانات، وكانت أغاني أم كلثوم تذاع فقط عند وقوع حدث مهم، فيعرف أركان الدولة من الإشارة أن عليهم الاتصال بالإذاعة لمعرفة طبيعة الحدث.
يروي «صاحبنا» العزيز، المعاناة التي رافقت ظهور أول وجه نسائي على التلفزيون. ويعيد النهضة الإعلامية إلى مؤسسها الكبير الشيخ جميل الحجيلان، وزير الإعلام، الشجاع، والمستقبلي التفكير. وإليه أيضاً يعيد نجاحه الشخصي في مهنة باهرة.