أقلام مختارة

النقطة الخطيرة الساحرة

مشعل السديري

مشعل السديري

الفرق بيننا نحن العرب وبين الغرب – أو بمعنى أكثر تفصيلاً – أن بين الدول العربية والدول الغربية مجرد نقطة، فلو أنك شلت تلك النقطة من الغربية تصبح عربية – والعكس صحيح – فلو أن تلك النقطة وضعت على العربية لأخذت الكلمة ترقص الجيرك، فيا لهذه النقطة الخطيرة والساحرة المغيّرة للمكان والزمان من حال إلى حال.
وما ينطبق على العرب ينطبق على المسلمين عموماً – إلاّ من رحم ربي.
أرجو ألا يظن أحد أن مقالي هذا مجرد هجاء أو هجوم – لا سمح الله – ولكنها رغبة مني في (وضع النقاط على الحروف)، فالغرب شئنا أم أبينا لا يزال يقود مسيرة الإنسانية في التقدم الإيجابي منذ أزاح المعوقات الخرافية من على كاهله، منذ عصر النهضة حتى الآن. صحيح أنه تورط في حروب مفجعة وفادحة، ولكنه سرعان ما استعاد صوابه مستعيناً بالديمقراطية وحقوق الإنسان.
والذي دعاني اليوم لكتابة هذا، هو ما سمعته من كلام تفوه به أحد المتعصبين في إحدى المناسبات، حينما أخذ يصب جام غضبه على الدول الغربية (الاستعمارية)، التي تحيك المؤامرات على الدول العربية والإسلامية لتمنعها من التقدم خوفاً منها – لاحظوا (خوفاً منها)!!
وضرب مثلاً ببريطانيا التي أكد عنصريتها، وكيف أنها دائماً تدس السم بالعسل، وهي مثلما قال: (أُس) المصائب.
وتعجبت متسائلاً: كيف يتهمها بالعنصرية، ويعيش فيها وتحت قوانينها ملايين العرب والمسلمين، وفيها آلاف المساجد، وما أكثر النساء المحجبات بل والمنتقبات اللاتي يسرن في الشوارع ويفسح لهن الإنجليز الطريق دون أن يقولوا لهن (ثلث الثلاثة كام)؟!
ولا أدري هل يعلم أن أصول رئيس وزراء بريطانيا الحالي تركية مسلمة؟! وقد حكى خلال حوار سابق له في برنامج (يحدث في مصر) المذاع عبر فضائية (mbc مصر) عن الجذور التاريخية التي تربط عائلته بمصر، حيث كان يعمل جده مزارعاً للقطن في الدلتا.
وهل يعلم أن ساجد جاويد ذا الأصول الباكستانية الإسلامية تقلد منصب عدة وزارات من ضمنها الداخلية؟!، وهل يعلم أن عمدة لندن مسلم، وعمدة برمنغهام مسلم، وعمدة بلاكبيرن مسلم، وعمدة شيفيلد مسلم، وعمدة أكسفورد مسلم، وعمدة لوتون مسلم، وعمدة والدهام مسلم، وعمدة روشديل مسلم؟!
ورحم الله الدكتور علي الوردي الذي قال:
لو خيروا العرب بين دولتين علمانية ودينية، لصوتوا للدولة الدينية، ثم ذهبوا للعيش في الدولة العلمانية.
لا بد أن استدرك وأقول: إنني فقط ضد من يتكسبون بالدين، ويتخذونه مطية لتنفيذ مآربهم الخبيثة المشبوهة، كـ«الإخوان» و«الدواعش» ومن جاراهم – والله وراء القصد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق