حسبي الله عليهم

هناك بعض المتطوعين الذين لا أدري من أين يستمدون معلوماتهم! مثل ذلك الشيخ الذي أخذ يتحدث عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قائلاً بالحرف الواحد: «إنه ولد مختوناً، ولم يحتلم قط، وليس له ظل، وإذا سار أصبح الغمام فوقه، ولا أثر يخرج منه، والذباب يفر منه ولا ينزل على طعامه، ولا يمشي معه أحد طويل إلا وأصبح قزماً والرسول أطول منه، وهو يرى من خلفه كما يرى من أمامه» انتهى.
قال هذا الكلام – لا فض فوه – دون أي التفات للآية الكريمة التي يخاطب الله بها رسوله: «قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ».
***
كان أحد الحكام قديماً كثير الشحم، فجمع الحكماء وقال: «احتالوا لي بحيلة لكي يخف وزني»، فما قدروا له على شيء. وأخيراً قال له أحدهم: «إن أعطيتني الأمان وصفت لك دواء علتك»، فلما أمنه قال له: «رأيت طالعك يدل على أنه لم يبق من عمرك إلا شهر واحد»، فأمر الحاكم بحبسه، وألغى جميع الملاهي، واحتجب عن الناس، وخلا وحده مغتماً، فكلما انسلخ يوم ازداد هماً وغماً حتى هزل وخف شحمه. وفي نهاية المدة أمر بإحضار الطبيب وسأله: «ما ترى؟»، فقال: «أعز الله الحاكم، والله إني لا أعلم الغيب، ولا أعرف عمري، فكيف أعرف عمرك؟ ولكن لم يكن عندي دواء مما أنت فيه إلا الهم، ولم أقدر على جلب الهم إلا بهذه الحيلة»، فكافأه الحاكم على ذلك، وأحسن إليه. انتهى.
وهذا الدواء صحيح إلى حد كبير، فليست هناك لوعة على الإنسان أقسى من الهم. والله يجازي الذين أكثروا همومي، حسبي الله عليهم.
***
تحدثت معلمة العود السعودية غلا الدوسري أخيراً، عن أبرز عوالم آلة العود في (صالون «أفق» الثقافي النسائي) بجمعية الثقافة والفنون في الرياض. وأعلنت أنها تفتح بيتها لمن يرغب في تعلم العزف، والمدة للمبتدئة يجب ألا تقل عن ثلاثة أشهر. انتهى.
وقد سبقتها إلى ذلك الفنانة المتقاعدة توحة، أمد الله بعمرها، عندما علّمت من أرادت أن تتعلم الغناء وعزف العود، وكان لها الكعب المعلّى في «الترفيه»، وتزيين ليالي الحجاز وأفراحه.
وإنني بدوري أستغلها فرصة وأقترح على أمانة جدة، أن تطلق على أحد شوارعها اسم «توحة»، وها هي مصر أطلقت على أحد شوارع القاهرة اسم «أم كلثوم».
أليس ذلك أفضل من تسمية بعض الشوارع لكل من هب ودب، فعلى سبيل المثال، اسم الشارع الذي يقع عليه بيتي هو «أم الخير»، فمن تكون تلك الأم؟ وما خانتها من الإعراب؟!