*فادي عيد
بعد أن خيرهم أردوغان بين أمرين الاول الهجوم على شرق الفرات، والثاني تنفيذ مخططه القديم المسمى حاليا بمشروع المنطقة الامنة، تم الاتفاق بين أنقرة وواشنطن على الامر الثاني، كي تستعد تركيا لاقتطاع لواء اسكندرونة جديد واستنساخ تجربة قبرص الشمالية، تحت مسمى “المنطقة الامنة” بسوريا، وإعلان بدء إنشاء مركز العمليات المشترك الخاص بإدارة تلك المنطقة في ولاية أورفا بشمال شرقي تركيا.
تلك المنطقة أن نفذ ذلك المخطط الى نهايته دون اعتراض بوتين أو روحاني فى اجتماعهم المقبل مع أردوغان فى تركيا بعد أيام، وقد تكون تلك المنطقة هي موطن للسوريين التي تريد تركيا التخلص منهم الان بعد أن منحت أنقرة الجنسية التركية مؤخرا لاكثر من 92الف سوري، وسيكون جيشها من الإنكشاريين الجدد أي جيش الاخوان الذي حارب نيابة عن تركيا منا البداية وحتى الان عدم وجود تركي واحد بينهم.
والاكراد قد يشاركوا في أدارة تلك المنطقة بعد أن طلبت الولايات المتحدة من أردوغان عدم الافراط في قتل الاكراد بالمواجهات المستقبلية.
فتركيا صبرت كثيرا على الوصول لهدفها، وهي تسعى فى نفس الوقت لتكرار التجربة بالعراق، وبالتحديد في الموصل عبر الحضور التركي المتزايد في بعشيقة العراقية، وللعلم يوجد عشرون ما بين قاعدة ونقطة عسكرية تركية موزعة على محافظتي أربيل ودهوك فقط، ونفس العدد على الاقل للولايات المتحدة في شمال سوريا فقط.
حتى الان الجرأة والمواجهة هي التي تربح وتفرض كلمتها سواء في مياه الخليج أو سوريا والعراق أو شرق المتوسط، وبمناسبة شرق المتوسط تركيا منذ ايام قليلة أطلقت السفينة الرابعة للتنقيب عن الغاز تجاه قبرص، سفينة “عوروج ريس” أو “عوروج بربروس” (الشقيق الاكبر لخير الدين بربروس) وهي السفينة الرابعة بعد سفن “سليم الاول” و “الفاتح” و “خير الدين بربروس” التى انطلقت في مياه المتوسط منذ عام تقريبا بحثا وتنقيبا عن النفط والغاز.
وأسماء السفن وحدها تكفي لشرح دلالات تاريخية ومواقف سياسية لا اول لها من اخر، وشكل الصدام المنتظر، الصدام الذي ينتظره التاريخ كل بضعة قرون، برغم أن تركيا وبعد مرور عام كامل من التنقيب بسفنها الاقل تكنولوجيا لم تكتشف أي شيء حتى الان.
وأكثر من يشغلني معرفة ردة فعله ليست مصر كحال الاغلبية، ولكن فرنسا بحكم الاتفاقات العسكرية التي أبرمتها مع قبرص مؤخرا وتقتضي بالدفاع عن قبرص في حال تعرض مصالحها للخطر بشرق المتوسط، وهو ما على أساسه تتواجد القاعدة العسكرية الفرنسية بها، كذلك ايطاليا (حليفة تركيا في الملف الليبي) والتي تعمدت قبرص في الاعتماد على شركة أيني الايطالية لأسباب سياسية قبل أي سببا اخر.
*باحث ومحلل سياسي بشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا