السلايدر الرئيسيتحقيقات
اعادة هيكلة الحشد الشعبي بالعراق ومنصب “المهندس” الموالي لإيران يثير الجدل
هلكورد علي
ـ كردستان العراق ـ من هلكورد علي ـ أثارت الهيكلة الجديدة للحشد الشعبي جدلًا واسعًا، بشأن المنصب الذي سيشغله أبو مهدي المهندس، الموالي للحرس الثوري الإيراني، بعد إلغاء منصبه السابق، نائب رئيس الهيئة.
وأعلن الحشد الشعبي الهيكلية الجديدة، التي وافق عليها رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عادل عبدالمهدي، والتي تضمنت منح رئيس الهيئة فالح الفياض، صلاحية التعيين بالوكالة، وإلغاء منصب نائب رئيس الهيئة الذي كان يشغله المهندس.
وأعلى منصب بعد رئيس الهيئة، هو رئيس الأركان، الذي يتطلب شخصية برتبة عسكرية، وهو ما لم يتوفر في المهندس.
لكن قيادات في الحشد الشعبي أعلنت أن المهندس سيتسلم هذا المنصب قريبًا.
وقال القيادي في الحشد، النائب أحمد الأسدي، إن “أبو مهدي المهندس سيشغل رئيس أركان الحشد الشعبي، لأن الحشد الشعبي سيكون جثة بلا روح في غياب المهندس عنه”.
بدوره، قال عضو لجنة الأمن والدفاع، كريم المحمداوي، في تصريحات صحافية إن “أبو مهدي المهندس سيشغل منصب رئيس أركان هيئة الحشد الشعبي ضمن الهيكلة الجديدة“، لافتًا إلى إن ”منصب رئاسة الأركان يعد منصبًا جهاديًا ويليق بالمهندس”.
وأضاف أن “أبو مهدي المهندس لا يرغب بتولي المناصب الإدارية ويفضل إدارة العمل الجهادي والعسكري”، مبينًا أنه “لا يبالي للمنصب ويسعى جاهدًا لتحقيق السلم والأمن في عموم البلاد”.
وكان عبدالمهدي أصدر أمرًا بهيكلة الحشد قبل أشهر، ليطلب الفياض مهلة شهرين لإجراء هذه الهيكلة، إذ شهدت هذه المدة خلافات حادة بين الطرفين (الفياض والمهندس)، استوجبت تلك الخلافات زيارة قائد فيلق القدس قاسم سليماني إلى العراق لتسوية النزاع.
وخلال تأسيس الحشد الشعبي عام 2014، عيّن المهندس نفسه نائبًا لرئيس الهيئة، في ظروف غامضة، دون صدور كتاب رسمي من رئيس الوزراء بشأن ذلك، خاصة وأن ظروف تأسيس الحشد جاءت في وتيرة متسارعة، وكان في بادئ الأمر عبارة عن متطوعين غير منضووين تحت أي جهة.
من جهته، نفى الحشد الشعبي رسالة منسوبة إلى المهندس قال فيها، إن “هناك أنباء متداولة عن إقالتي أو تهميش دوري في أي منصب سياسي أو قيادي بالحشد الشعبي من قِبل رئيس الهيئة، الذي كان يدير العمليات من مكتبه في بغداد، بينما كان الأبطال على الأرض يعانون حرارة الصيف وبرودة الشتاء، ولم يتوانوا أو يتهاونوا في تنفيذ الواجبات الموكّلة إليهم”.
وأضاف المهندس، “أقول بأني فعلت ما فعلت، ونفذت واجباتي إيمانًا مني بالدور المقدّس الذي رُمِي على عاتقي، ولم أكن باحثًا أو طامحًا بأي منصب قيادي أو سياسي، وإن منصبي الحالي هو نائب رئيس هيئة الحشد ما هو إلا لتنظيم صفوف الحشد ودعم أفراده وتقويتهم وحثهم على الصبر والاستمرار في ظل ما يعيشونه من تهميش وتأخير في صرف رواتبهم ومستحقاتهم”.
وقال الحشد في بيان إن تلك الرسالة، غير صحيحة، ولم يصدر أي تعليق من المهندس على ذلك، وهو ما شكك فيه مراقبون.
وأصدر المهندس سابقًا بيانًا بشأن التعامل مع القوات الأمريكية ودورها المفترض بقصف مقرات الحشد الشعبي، لكن رئيس الهيئة فالح الفياض، نفى أن يكون ذلك الموقف الرسمي للحشد.
كما أصدر المهندس كتابًا بتأسيس القوة الجوية للحشد الشعبي، لكن الهيئة نفت صحة صدور ذلك الكتاب، وهو ما اعتبر أسلوبًا معتادًا للمهندس لجس النبض، والتعرف على ردود الفعل.