– غزة – من محمد عبد الرحمن – غزة تلك البقعة الضيقة على الكرة الأرضية تحوي طاقات يمكنها صنع الكثير من الإنجازات، وأنها عصية على الانكسار، رغم كافة المعيقات، فاستطاع عدداً الشباب التوجه نحو رياضة الباركور وتحقيق نجاحات، فيتخذ ممارسو هذه الرياضة شاطئ بحر غزة والأحياء المدمرة كملاعب لممارسة رياضتهم المفضلة، التي تشتمل على الركض والتسلق والدوران والقفز دون استخدام أي أدوات.
ويستغل فريق ” ثري رن غزة” المتكون من 22 شاباً، تتراوح أعمارهم بين 12 و25 عاماً، الأرصفة والدرج والممرات المجاورة لشاطئ غزة، والأماكن المدمرة وصخور البحر المرتفعة المخصصة لكسر الأمواج ، لتكون ساحة تدريب لهم قي ظل غياب الأندية المخصصة، والجهات الراعية حيث يؤدون حركات رياضتهم المفضلة في تلك الأماكن.
فيتسلق ممارسي رياضة الباركور في غزة بحركات دائرية من علو شاهق، فيما ينتشر تحتهم ركام أبنية متناثر هنا وهناك، أو يتنقلوا من سطح بناء يتجاوز ارتفاعه عدة أمتار إلى سطح بناء متهاو مجاور في محاولة منهم لتحدي ظروفهم القاسية بهذه الرياضة.
يقول عضو فريق “ثري رن غزة” محمد أبو عيطة” نمارس هذه الرياضة منذ عام 2008، رغم العقبات التي تواجهنا، أهمها الحصار الإسرائيلي و عدم اهتمام الأندية ووزارة الشباب والرياضة في هذه الرياضة، فنحن طرقنا كافة الأبواب ولكن دون جدوى”.
وتابع ” نحن تعلمنا هذه الرياضة من خلال متابعة الفيديوهات عبر الإنترنت، وأردنا تطبيقها في غزة، رغم قلة الإمكانيات وعدم توفر مساحات واسعة، فاتخذنا من شواطئ البحر والمناطق المدرة ساحات تدريب، ونحلم بأن يكون لنا نادي خاص بنا نمارس به هذه الرياضة، فنحن لدينا الطاقات والمواهب، وتنقصنا فقط الإمكانيات”.
في حين يقول محمد لبد “من أكثر الأماكن التي نتمتع فيها بممارسة الرياضة هي المناطق المدمرة، والصخور المرتفعة على شواطئ بحر غزة، لوجود مساحات واسعة، وتعطينا حافز لممارسة هذه الرياضة”.
ويضيف” أردنا الخروج من الأجواء التي نعيشها في قطاع غزة ، فاتجهنا نحو رياضة الباركور، تعني الانتقال من نقطة إلى نقطة باستخدام القوة البدنية ، فوجدنا بها المتعة والمغامرة، فكنا مبتدئين؛ ولكنا بعد التمارين المكثفة استطعنا الوصول لمستوى عالٍ في الباركور”.
رياضة فوق الركام
ويتابع”نمارس الرياضة في الأحياء المدمرة في أماكن بطرق مختلفة فقد سمحت لنا المنازل المدمرة بالقفز واللعب بشكل كبير لتشكل الحواجز من الركام، فنحن أردنا إرسال رسالة للعالم ولمتابعي الرياضة عن حجم الدمار الذي خلّفه الاحتلال في غزة”..
حلم البطولة
ويقول أحد أعضاء الفريق محمد راضي” بعد أن تمكنا من ممارسة رياضة “الباركور” بكل احترافية، ومطابقة كافة الشروط المحددة للمشاركة بالمسابقات الدولية مثل “القدرة على تخطي الحواجز والمهارات المتتالية والخفة والسرعة في الأداء والإتقان”، تلقينا دعوات من عدة دول عربية وأجنبية، لتمثيل فلسطين في مسابقات رياضية؛ ولكن الإغلاق المستمر لمعبر رفح البري في ذلك الوقت، كان عائقاً أمام تحقيق أحلامنا، فلن نتمكن من الذهاب للمشاركة في هذه المسابقات ونتمنى مشاركتنا مرة أخرى”
هاجس الحصار
ويضيف” نمارس هذه الرياضة منذ أحد عشر عاماً رغم العقبات التي تواجهنا، أهمها الحصار الإسرائيلي وقلة الدعم؛ ولكننا ونجحنا في إتقان هذه الرياضة، وأثبتنا أن الإبداع لا تحده الظروف، فعزيمتنا كانت أقوى من ظروفنا”.
ويتابع” كل ما نريده هو توفير أماكن خاصة لممارسة هوايتنا، أسوة بباقي لاعبين رياضة الباركور في العالم، وتقديم الدعم المادي والمعنوي من قبل المؤسسات الرياضية الفلسطينية سواءً الحكومية أو الأهلية”.
ويبين أنه على الرغم من قلة الإمكانيات، إلا أنهم عملوا على تطوير أنفسهم، وتمكنوا من إعداد دورات في رياضة (الباركور) لتدريب الشباب عليها، لنشرها في غزة، والوصول إلى العالمية.