صحف

صحف فرنسية: المعارضة تنتقد ماكرون غداة التعديل الوزاري

أحمد كيلاني

باريس – – من أحمد كيلاني – غداة التعديل الوزاري الذي أجراه على حكومة إدوارد فيليب، أعلن الرئيس الفرنسي في  خطاب ليل أمس عن تمسكه بسياسته الإصلاحية مشيراً إلى أن فرنسا بحاجة إلى تحول ويجب أن يكون مصيرها في يدها، في حين وجهت المعارضة الفرنسية انتقادات لاذعة  لخطاب ماكرون متهمة إياه بالخداع.

وقالت صحيفة “لاتريبون” اليوم الأربعاء إن خطاب ماكرون جاء لشرح التعديل الوزاري، وان الرئيس الفرنسي كرر رغبته في مواصلة الإصلاحات.

وكان ماكرون قد أجرى تعديلاً وزارياً تسلم بموجبه زعيم الحزب الحاكم “الجمهورية إلى الأمام” كريستوف كاستنير وزارة الداخلية بدلاً من  جيرار كولومب الذي قدم استقالته قبل نحو أسبوعين، ويعتبر كاستانير من المقربين من ماكرون، بينما تم تعيين النائب اليمني فرانك رييستير وزيراً للثقافة بدلاً من فرانسواز نيسان، وتسلم مارك فيسنون منصب وزير الدولة للعلاقات مع البرلمان.

ونقلت “لاتريبون” عن ماكرون تأكيده بانه يسمع الانتقادات الموجهة إليه، موضحاً أن “فرنسا على الطريق الصحيح”، مشدداً على “ضرورة تنفيذ مزيد من الإصلاحات الجذرية من أجل إحراز تقدم في الاقتصاد والمجتمع والتعليم”.

وأضافت “لاتريبون” نقلاً عن ماكرون، أن “تغيير الحكومة لا يعني تغيير الخط السياسي”، مشيراً إلى أنه “لا توجد نقطة تحول ولا تغيير في المسار السياسي، هناك رغبة في العمل لم تفقد أياً من شدتها، ويجب علينا إجراء تحويلات عميقة في الدولة”.

ولفتت ماكرون إلى أنه “لن يحدث ذلك في يوم واحد”، مضيفاً “أعرف كل جراح بلادنا وشكوكها ومخاوفها وغضبها ويجب أن نكون على مستوى المهمة، وأعلم أن هناك نفاد للصبر لكن الحياة اليومية للفرنسيين ستتحسن تدريجياً لأن الحكومة تسير في الطريق الصحيح”.

وقال ماكرون “نحن نعيش في عصر جديد وسنحكم عليه بشجاعتنا، إن العالم آخذ في التمزق، وتظهر اضطرابات جديدة وأوروبا تتأرجح، في كل مكان تقريباً”، مشدداً على “ضرورة اتخاذ الحكومة قرارات قوية”.

وكان قال قصر الإليزيه قد أكد أن “الفريق الحكومي الجديد سيعمل في استمرارية السياسة التي تقودها الحكومة وتقويم الإصلاحات في الأشهر المقبلة”.

في المقابل، وجهت المعارضة الفرنسية انتقادات لاذعة لخطاب ماكرون متهمة إياه بالخداع، وقالت صحيفة “لوفيغارو” إنه “إذا كانت أهداف الخطاب الرئاسي واضحة، فإنها لم تقنع صفوف المعارضة”.

ونقلت الصحيفة عن الجمهوري جون ليونتي قوله ان ماكرون أصر على “الجدية الزائفة” و”التواضع الزائف”، وتساءل ليونتي ماذا سيفعل الرئيس ضد الإرهاب والتمويل الدولي.

بدوره أكد عضو مجلس الشيوخ برونو ريتويلو، أنه “إذا كان هناك تعديل وزاري فذلك لأن هناك فشلاً إذ أن سياسته لا تعطي نتائج”، في حين قال رئيس بلدية نيس كريستيان استروسي “شعرنا بالأمس بانفاق الرئيس أكثر على الشكل”.

كما نقلت الصحيفة عن النائب دانييل أوبونو قوله “ليس هناك ما أحييه في خطاب ماكرون الذي تحدث ليقول القليل لأنه كان يعيد التأكيد على أنه لن يغير شيئاً”، مضيفاً أنه “ليس هناك بديل ممكن مع هذه الحكومة “، في حين أوضح نائب رئيس جمعية “سانت-دينيس” أن ماكرون “رئيساً راسخاً لا يريد تغيير أي شيء في خياراته الاقتصادية والسياسية”.

وواصلت صحيفة “لوفيغارو” طرح التصويت الذي أعلنته يوم أمس على موقعها الالكتروني حول رضا الفرنسيين عن تعيين كاستنير وزيراً للداخلية، وأظهر التصويت الذي شارك به حتى الآن 86227 أن 70 بالمئة من الفرنسيين غير راضين عن تعيين كاستنير، بينما أيد 30 بالمئة تعيينه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق